هآرتس: البيت الأبيض يحضر مؤتمرا لدعم غزة بغياب السلطة
أكدت صحيفة إسرائيلية، أن التحضيرات تجري لعقد مؤتمر في البيت الأبيض بشأن الوضع في قطاع غزة، دون دعوة ممثل عن الفلسطينيين، في حين أكد مختصون فلسطينيون أن أهداف هذا المؤتمر ودوافعه سياسية وليست إنسانية.
تمثيل رسمي
وأوضحت صحيفة “هآرتس” في تقرير لها، أن “المناقشات ستجرى على خلفية المنشورات التي يتوقع أن تقدمها الإدارة قريبا في خطتها للسلام”، مشيرة إلى حضور جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو “أكبر شخصية أمريكية ستحضر الاجتماع”.
وكشفت أن منسق الأنشطة الحكومة الإسرائيلية في المناطق، اللواء يوآف مردخاي، هو من سيمثل “إسرائيل” في المؤتمر، في حين أعلنت السلطة الفلسطينية رفضها المشاركة في المؤتمر.
ولفتت الصحيفة، إلى أن المؤتمر “سيعقد في البيت الأبيض حول الوضع في قطاع غزة الثلاثاء، بمشاركة ممثلين من الولايات المتحدة وإسرائيل ودول عربية، ولكن دون أي تمثيل رسمي للسلطة الفلسطينية”.
وينص إعلان البيت الأبيض، أن كوشنر وكبار قادة الأمن القومي في البيت الأبيض، “سيقدمون مقترحات محددة لمساعدة سكان غزة”، في حين سيسمح بمشاركة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
ويتوقع أن يتحدث مبعوث ترامب الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، حيث دعا إلى “عودة قطاع غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية”، وفق ما نقلته الصحيفة الإسرائيلية.
وقال غرينبلات أمس الاثنين: “حل الوضع في غزة ضروري لأسباب إنسانية، وهو مهم أيضا لأمن إسرائيل ومصر”، مضيفا أن “إسرائيل مستعدة لصنع السلام مع إسرائيل والفلسطينيين” على حد وصفه.
وأشار إلى العمل على “تحديد أفكار يمكن تطبيقها بشكل واقعي، بالنظر إلى حقيقة أن الفلسطينيين في غزة ما زالوا يعانون تحت حكم حركة حماس”، وفق زعمه.
وستجري مناقشة البيت الأبيض، “على خلفية المنشورات التي من المتوقع أن تقدمها الإدارة قريبا في خطة السلام التي يجري العمل على صياغتها (صفقة القرن).
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس، أن “الخطة تقترب من الاكتمال، ومن غير المتوقع أن تتضمن التزاما صريحا بحل الدولتين، وإنما خطوات يمكن أن تمكن هذا الحل”.
وأوضح مسؤول كبير في البيت الأبيض لصحيفة “هآرتس”، أن “الإدارة الأمريكية لا تزال ملتزمة بموقفها، إذا أيد الفلسطينيون والإسرائيليون حل الدولتين، فإننا أيضا سندعم هذا الحل”.
ونوهت الصحيفة الأمريكية، إلى أن الحكومة الأمريكية “لم تعتمد صياغة مبادرة عربية للسلام في التوصل إلى حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين”، مؤكدة أن المبادرة أو الصفقة التي تجري صياغتها “تشتمل على خطوات عملية لتحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وأبنائهم”.
وحول أهداف ودوافع واشنطن لمؤتمر غزة، قال الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة: “الولايات المتحدة هي التي أمرت السلطة الفلسطينية بفرض عقوبات على غزة، هي نفسها التي تتدارس سبل تخفيف المعاناة لسكان قطاع غزة”.
وأضاف في حديثه لـ”عربي21″ أن ذلك يحدث “بينما السلطة الفلسطينية التي استجابت للشرط الأمريكي، ترفض المشاركة في المؤتمر، بحجة الصالح العالم لسكان قطاع غزة”، واصفا المؤتمر بـأنه “قمة التناقض”.
وأكد أبو شمالة، أن “أمريكا تسعى إلى منع الانفجار في وجه إسرائيل، عبر التخفيف من معاناة سكان غزة وعدم تعرض الإسرائيليين للمعاناة في حال انفجار الأوضاع”، مؤكدا أن هدف المؤتمر “سياسي”.
المشروع الكبير
ونوه إلى أن ما يجري من مناقشة لمعاناة سكان غزة دون الضفة الغربية المحتلة بعيدا عن السلطة، يمثل حالة “الفصل العملي في القضية الفلسطينية، بإسهام من قادة السلطة الذين رفضوا المبادرة بالتخفيف من معاناة سكان قطاع غزة”.
ورأى الكاتب، أن “من مفارقات السياسة، أن أمريكا التي تعقد مؤتمرا مزعوما لتخفيف معاناة سكان غزة، هي نفسها التي تشارك إسرائيل في أكبر مناورات عسكرية على حدود قطاع غزة”، مضيفا أن “هذا يؤكد أن المصلحة الإسرائيلية هي العليا، حتى الوقت الذي تفكر فيه أمريكا بتحسين الأحوال المعيشية لسكان قطاع غزة”.
من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، أن الإدارة الأمريكية تسعى لـ”تبريد جبهة قطاع غزة من سيناريوهات الانفجار الشعبي؛ المسلح والسلمي”.
وأضاف في منشور له على “فيسبوك”: “تسعى واشنطن إلى تحسين صورتها لدى المجتمع الفلسطيني، تمهيدا لتمرير صفقة القرن، وذلك للضغط على رئيس السلطة محمود عباس من أجل قبول الصفقة الكبرى المرتقبة”.
ولفت الدجني، إلى أن “أمريكا تعمل على تهيئة المناخ الدولي والإقليمي من أجل مشروع التطبيع بين إسرائيل ودول المنطقة”، موضحا أن “تمرير هذا المشروع الكبير بحاجة إلى الهدوء والاستقرار”.
وأشار الكاتب، إلى أن غزة المحاصرة للعام الثاني عشر من قبل الاحتلال، “هي منطقة قابلة للانفجار في أي وقت، وهي بذلك تشكل تهديدا كبيرا ومباشرا على ما يجري الإعداد له من قبل واشنطن، لذا فهي تعمل على تنفيسها وتخديرها لبعضٍ من الوقت”.