إدانات دولية للهجوم الإيراني وطهران تحذر إسرائيل من الانتقام
توالت ردود الفعل الغربية على الهجوم الإيراني الذي استهدف إسرائيل في وقت متأخر من مساء أمس السبت، بينما حذرت بعثة إيران الأممية من الرد الشديد إذا انتقمت تل أبيب.
فقد تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بتوفير دعم ثابت لإسرائيل في مواجهة الهجوم الإيراني، وذلك بعدما عقد اجتماعا طارئا مع كبار المسؤولين الأمنيين.
وقال بايدن عبر منصة إكس “التقيت للتو فريقي للأمن القومي لمناقشة هجمات إيران ضد إسرائيل” مؤكدا التزام واشنطن “الثابت (دفاعا عن) أمن اسرائيل في وجه تهديدات إيران ووكلائها”.
وقد عاد الرئيس إلى واشنطن أمس للتشاور مع فريق الأمن القومي بينما شنت إيران هجوما انتقاميا بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل.
وذكر البيت الأبيض أن بايدن قطع رحلته في العطلة الأسبوعية إلى ديلاوير لمراقبة التطورات والاجتماع بأعضاء الحكومة وغيرهم من كبار المسؤولين.
كما ندد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالهجوم الإيراني “المتهور” بواسطة مسيرات وصواريخ على إسرائيل، مؤكدا أن لندن “ستواصل الدفاع عن أمن اسرائيل”.
وقال سوناك في بيان “إلى جانب حلفائنا، نعمل في شكل حثيث على ضمان استقرار الوضع والحيلولة دون تصعيد إضافي. لا أحد يريد أن يرى إراقة مزيد من الدماء”.
وأضاف “أدين بأشد العبارات الهجوم المتهور للنظام الإيراني ضد إسرائيل” مشيرا إلى أن “هذه الضربات تهدد بتأجيج التوترات وزعزعة استقرار المنطقة. لقد أظهرت إيران مرة أخرى أنها عازمة على نشر الفوضى في محيطها”.
وأكد أن بريطانيا “ستواصل الدفاع عن أمن إسرائيل وأمن جميع شركائنا الإقليميين، بما في ذلك الأردن والعراق”.
كما دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون النظام الإيراني إلى وقف هذا التصعيد الخطير الذي “لا يصب في مصلحة أحد”. وأضاف كاميرون أن “هجمات إيران المتهورة على إسرائيل لن تؤدي إلا إلى تأجيج التوترات في الشرق الأوسط”.
الرد الفرنسي
وأكد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه -عبر منصة إكس- أن بلاده تدين الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل.
وكتب الوزير أن “إيران، عبر قرارها تنفيذ هذا العمل غير المسبوق، إنما تتجاوز عتبة جديدة في أفعالها الهادفة إلى زعزعة الاستقرار وتُجازف بحصول تصعيد عسكري” مضيفا أن “فرنسا تكرر تمسكها بأمن إسرائيل وتؤكد تضامنها”.
ومن جانبها، حذرت ألمانيا من أن الهجوم الإيراني بمسيّرات وصواريخ على إسرائيل قد “يغرق منطقة بكاملها في الفوضى”.
وكتبت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك على منصة إكس “ندين بأشد العبارات الهجوم المستمر الذي قد يغرق منطقة بكاملها في الفوضى” مضيفة “على إيران ووكلائها أن يوقفوا هذا الأمر فورا”. وكررت أن برلين تقف “بحزم إلى جانب إسرائيل”.
ومن إيطاليا، أعلن وزير الخارجيّة أنطونيو تاجاني مساء السبت أن بلاده تتابع الوضع “باهتمام وقلق” بعد إطلاق إيران مسيّرات وصواريخ باتّجاه إسرائيل.
وكتب تاجاني على منصة إكس “نتابع باهتمام وقلق ما يحدث في الشرق الأوسط” مضيفا “تحدثت مع رئيسة الوزراء (جورجيا ميلوني) ووزير الدفاع (غيدو كروسيتو). الحكومة مستعدة للتعامل مع أي نوع من السيناريوهات”.
وفي السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “أشعر بقلق شديد إزاء الخطر الحقيقي المتمثل في التصعيد المدمر على مستوى المنطقة”. وحث جميع الأطراف على ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس لتجنب أي عمل قد يؤدي لمواجهات عسكرية كبيرة على جبهات متعددة في الشرق الأوسط”.
من جهته، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل -عبر منصة إكس- أن الاتحاد “يدين بشدة” هجوم إيران بمسيرات وصواريخ على إسرائيل، منددا بـ”تصعيد غير مسبوق” و”تهديد خطير للأمن الإقليمي”.
وقال بوريل إن “الاتحاد الأوروبي يدين الهجوم الإيراني غير المقبول على إسرائيل. إنه يشكل تصعيدا غير مسبوق وتهديدا خطيرا للأمن الإقليمي”.
كما قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إنه لم يكن ينبغي السماح بتعرض إسرائيل لهجوم، وأضاف أن “الهجوم الإيراني على إسرائيل لم يكن ليحدث أبدا لو كنت رئيسا”.
وقال زعيم الأغلبية بمجلس النواب الأميركي ستيف سكاليز -في بيان السبت- إن المجلس سيجري تغييرا في جدول أعماله لبحث تشريع يدعم إسرائيل ويعمل على محاسبة إيران.
وأضاف في البيان “مجلس النواب يقف بقوة مع إسرائيل ويجب أن تكون هناك عواقب لهذا الهجوم غير المبرر” مشيرا إلى أن المزيد من التفاصيل سيتم الكشف عنه لاحقا.
عربيا، أعربت الخارجية السعودية عن قلقها البالغ إزاء تطورات التصعيد العسكري بالمنطقة وخطورة انعكاساته، ودعت كافة الأطراف للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب.
الرد الإيراني
في المقابل، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة -على منصة إكس- إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تظل بعيدة عن الصراع بين إيران وإسرائيل، محذرة من أن رد طهران سيكون أشد إذا انتقمت إسرائيل.
وذكرت البعثة الإيرانية على منصة إكس “… كان العمل العسكري الإيراني ردا على عدوان النظام الصهيوني على مقرنا الدبلوماسي في دمشق. ويمكن اعتبار الأمر منتهيا”.
وأضافت “مع ذلك، إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أكثر خطورة بكثير. إنه صراع بين إيران والنظام الإسرائيلي المارق، والذي يجب على الولايات المتحدة أن تظل بعيدة عنه”.
من جانبها، أشارت وزارة الخارجية إلى أن اللجوء لتدابير دفاعية في ممارسة حق الدفاع عن النفس يثبت نهج طهران المسؤول حيال الأمن الإقليمي.
وقالت أيضا “لن نتردد في اتخاذ مزيد من التدابير الدفاعية للحفاظ على مصالحنا في مواجهة أي عدوان”.
وأكدت عزم إيران على الدفاع بحزم عن سيادة ووحدة البلاد ومصالحها الوطنية في مواجهة أي عدوان، بحسب تعبيرها.
وكانت إيران قد أعلنت، مساء السبت، إطلاق هجوم شامل على إسرائيل باستخدام الطائرات المسيرة.
وقال التلفزيون الرسمي إن الحرس الثوري بدأ عملية جوية بالطائرات المسيرة ضد أهداف في المناطق المحتلة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت هجوما بالطائرات المسيرة.
ويأتي الهجوم الإيراني ردا على تعرض القسم القنصلي بالسفارة في العاصمة السورية، مطلع أبريل/نيسان الجاري، لهجوم صاروخي إسرائيلي أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.