ألبوم الألم المنسي في غزة.. لكل شهيد حكاية
بعد مرور 6 أشهر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أفردت صحيفة “لا فانغوارديا” الإسبانية، صفحة كاملة تعرّف بحياة 50 شهيدا غزيا في تقرير بعنوان “الحياة المحطمة وراء الأرقام في غزة”، وقالت الصحيفة إنها أرادت بذلك أن تعيد للمواطن الغزي إنسانيته المغيبة في وسائل الإعلام الدولية.
وصحيفة “لا فانغوارديا” واحدة من وسائل الإعلام الغربية القليلة التي استخدمت مصطلح “اغتيال” لتوصيف أعمال القتل والقصف الإسرائيلي، وترى الصحيفة أن “الفظائع متواصلة في غزة لدرجة أن المرء لا يستطيع أحيانا التفكير في حجم مأساة مليوني إنسان يعيشون بلا مسكن، ولا طعام ولا أمن، ولا يستطيعون حماية أطفالهم، ويحرمون حتى من هدنة لبكاء موتاهم، أو انتشالهم من تحت الأنقاض”.
وذكّرت الصحيفة الإسبانية بأن بين نحو 34 ألف شهيد فلسطيني، يوجد ما لا يقل عن 14 ألف طفل، أي أكثر من كل الأطفال الذين قضوا في الحروب التي وقعت في العالم في 4 سنوات، مضيفة: “لكن الأعداد على هولها لم تحرك الضمائر، كما لو أن الأرقام تحصن المرء من الألم”.
عدد من عشرات الشهداء استعرضت “لا فانغوارديا” جانبا من قصصهم:
عمر أبو شاويش (36 عاما): كان عمر شاعرا حصد جوائز دولية في مجال الثقافة والأدب، ومن بين أعماله رواية “الكل على قيد الموت”، وقد استشهد بصاروخ إسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ أول أيام العدوان الإسرائيلي على غزة، عندما خرج للصلاة وممارسة رياضة الجري.
وبين ما كتب عمر أبو شاويش في مساره الأدبي قصيدة “ملحمة الطريق الساحلي” وجاء فيها:
كان أطولَ من الموت بشهيد أو شهيدين
سميناه فيما بعد “الطريق الساحلي”
وقيل إن الموت يأتي مرة في العمر..
ويأتي في كل يوم في الطريق الساحلي من يفتح الباب للشهداء!
ماريا أبو حطب (9 أعوام): عاشت ماريا حياة هانئة، قبل أن تُفجع في 2021 وهي في الخامسة من عمرها باستشهاد أمها وإخوتها الأربعة في غارة إسرائيلية.
لهول الصدمة، ظلت تعالج نفسيا إلى أن استشهدت في 14 فبراير/شباط الماضي في قصف إسرائيلي، لتمحى العائلة كلها من السجلات.
يامن محمد أبو كميل (11 عاما): كان شغوفا بالسفر والاستكشاف، وتأثر كثيرا برحلة قادته إلى مصر، والإمارات، وكوريا الجنوبية الصيف الماضي، وتركت فيه عميق الأثر، وعاد منها مبتهجا. لكنه استشهد في 11 أكتوبر/تشرين الأول مع عمه جلال.
حبيبة عبد القادر (14 عاما): كان الرسم هوايتها، وكانت منهمكة فيه حين أصابت قنبلة إسرائيلية بيت العائلة بينما أمها في المطبخ. استشهدت حبيبة في 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وجرح الأبوان الذين يعملان في منظمة دولية.
تقول الأم: “كنت أعلّم ابنتي وابني أيضا قيم حقوق الإنسان. ماتت حبيبة وهي ترسم بلا ذنب اقترفته”.
ظهرت حبيبة في فيديو شهير تبكي في ختام العام الدراسي وقد توجه إليها معلمها حينها قائلا: “لا تبك حبيبة.. هي آخر حصة بالعام وليس بالحياة”.
قالت في ذلك التسجيل: “أحببت أبي، وأمي، وشقيقتي الصغرى، وأحببت القطط، وكنت متفوقة في مدرستي، وكانوا يطلقون عليّ لقب الفهّامة لتفوقي الدراسي”.
هشام كريم (29 عاما): استشهد بنيران المدفعية الإسرائيلية في 29 فبراير/شباط الماضي فيما بات يعرف بـ”مجزرة الطحين” في دوار النابلسي في مدينة غزة والتي استشهد فيها 118 غزيا. تقول عائلته إنه كان شغوفا بالرياضة.