للعام الثاني على التوالي.. جمعية “ارتقاء” في طمرة تكرّم 320 محجبة في أمسية عنوانها “لعل الوقت قد حان” (شاهد)
كرّمت جمعية “ارتقاء” قبل أيام 320 محجبة من النسوة والفتيات اللواتي ارتدين الحجاب خلال عام 2023/2024 في أمسية دينية وتربوية تحت عنوان “لعل الوقت قد حان 2” وللعام الثاني على التوالي تكرًم جمعية ارتقاء المحجبات في مدينة طمرة، التقى موقع “موطني 48” مع إسراء زعبي إحدى مشرفات الأمسية وعضو من جمعية ارتقاء:
موطني 48: للعام الثاني على التوالي تكرّم جمعية ارتقاء المحجبات في مدينة طمرة من أين جاءت فكرة تكريم الفتيات المحجبات؟
لطالما دأبنا من سنين أن نجتمع على الطّاعات وأن نحتفيَ بها، فضلًا عن تسليط الضّوء على المعاصي وذمّها، فلا يكفي أن نشير إلى الذّنب بالبنان، إنّما واجب علينا أن نسيّر السُّبل للطّاعة وسلوكها، بالتّالي فإنّ هدفنا الأسمى في جمعيّة ارتقاء وخاصّة في الأطر الشّبابيّة منها، أن نعزّز مفهوم الطّاعة ونعلي من شأنها ونصفّق لكلّ من أحيا طاعةً ولو حسبناها طاعةً هيّنة. وأن نجتمع كشابّات في مقتبل العمر على الذّكر والمعروف والمحاضن التّربويّة الحسنة.
من هُنا انطلقنا بمشروع الحجاب، منذ عاميْن بدأنا في صدد إعداد الفكرة وتهذيبها وتطويرها، حتّى خرجنا في أمسية “لعل الوقت قد حان 1″ في نهاية العام 2022، وها نحن قبل أسبوع ونيّف 8/3/2024 اجتمعت طمرة بنسائها وفتياتها على أمسية ” لعل الوقت قد حان 2″، بهدف تكريم الفتيات الطّمراويّات المحجّبات حديثًا، حتّى نرسّخ مفهوم الطّاعة والاحتفاء به.
موطني 48: ما الهدف وراء تكريم الفتيات المحجبات وما أهمية إحياء هذه الفعاليات والنشاطات؟
أوّلًا وقبل كلّ شيء، من المهمّ جدًّا أن نعزّز مفهوم الطّاعة بين الشّباب والشّابات، ومن هنا انطلق هذا المشروع. اليوم لا يخفى على أحد صعوبة تحقيق فريضة الحجاب والتّحدّيات الّتي تترتّب عليها، لذا نحن نقف إجلالًا ونهنّئ كلّ صبيّة وشابّة وسيّدة لبَّت نداء الله تعالى في فرضه بارتداء الحجاب الشّرعيّ، في سبيل التّقرّب إليه وترك الأثر الإيجابيّ فيمن حوْلها من نساء، إلى جانب أنّ هذه الأُمسيات تجمعنا على هدفٍ نبيل تذكّرنا بالله تعالى، وهذه خير ذكرى وخير لقاء قد يجتمع عليه النّاس في حين يجتمع الكثير على الباطل ونصرته.
موطني 48: ما هو أثر هذه النشاطات على فتيات طمرة؟
لهذه النّشاطات الأثر الكبير والطّيّب على فتيات طمرة بشكل مباشر، فهذه الأمسية مشروع من سلسلة مشاريع سابقة ولاحقة، حقّقت من قبل التحاقًا لـما يقارب 150 فتاة طمراويّة للأطر التّربويّة الأسبوعيّة، جِئن من مختلف البيوت والمعتقدات والاهتمامات، وهذا الأثر الّذي نراه ونلمسه اليوم ما هو إلّا نتاج سنوات من العمل الدّؤوب، الّذي سعينا لأجله في كُلّ مشروع وكُلّ نشاطٍ حتّى بدأ يتحقّق لنا أوّل فأوّل. كما أنّ الإقبال العظيم على هذه المشاريع والأمسيات خير دليل، فأعداد الحاضرين مثلًا في أسبوع الدّعوة إلى الله الّذي كان ختامه أمسية التّكريم، كانت عظيمة لا تقلّ عن مِئة سيّدة حضرت كُلّ أمسية، خِتامًا بأمسية لعلّ الوقت قد حان التي قارب حضورها 500 سيّدة وفتاة طمراويّة.
فالإقبال والحضور مباركان، والأثر يتضاعف عندما نوقن حقًّا أن جمعيّة ارتقاء بأثرها الطّيّب قد لحِق كُلّ بيت وبيت، وخاطب كُلّ صبيّة وسيّدة، وتضاعف من عامٍ إلى آخر.
موطني 48: هل لك أن تحدثينا عن الفرق بين أمسية “لعل الوقت قد حان” الأولى والثانية؟
الأمسية الأولى كانت كالوليد الأوّل، يجرّب الفرد، يحاول ويُعايِن، أمّا الثّانية فكانت على يقينٍ وعلمٍ ودراية أعمق. خصّت الأمسية الأولى الفتيات اللّاتي التزمن بالحجاب عام 2022 وقد بلغ عددهنّ 65 محجّبة، بينما فاجأنا عام 2023 وبداية العام الحاليّ بأنّ عدد المتحجبّات هو 360 متحجّبة طمراويّة، ومن العدد يمكن استنتاج الفرق الشّاسع بين الجمهور المُضاعف ثلاثة أضعاف، وبين التّحضير والإعداد المكثّفيْن بما يتلاءَم مع ضخامة الحدث ومتطلّباته.
– كيف كانت أجواء الأمسية؟ ، ما هي أبرز الفقرات؟ وصفي لنا المشاعر التي كانت
سرّنا أن نكرِّم في هذه الأمسية الطّيبة ثلّة عظيمة من نساء طمرة، واللّاتي بلغ عددهن 350 متحجّبة، تميّزن وتألّقن بحضورهنّ. رافق هذه الأمسية شعور لا يوصف من الفخر والسّعادة والفضل لله قبل كلّ شيء، أن سهّل ويسّر وأعان الطّاقم الشّبابيّ في الجمعيّة على تحمّل جميع المسؤوليّات والاستعداد للأمسية على أكمل وجهٍ، وهذا ما أثنى عليه جميع من حضر، فقد امتلأت القاعة بالنّساء والفتيات الطّمراويات اللّاتي قدمن وخصّصن وقتهنّ الثّمين ليجتمعن على طاعة الله والكلام الحسن.
وقد نبخس الأمسية حقّها إذ نصفها بالكلمات، لكنّ كلّ من حضرت شعرت ببركتها وجمالها وتميّزها، فاختلطت المشاعر بالبكاء والتّكبير والسّعادة، وخاصّة في لحظة استقبال المحجبات اللّاتي استقبلناهنّ بالتّرحيب والكلام المحفّز البديع، وخصّصنا لهم تكريمًا يليق بهنّ.
تخلّلت الأمسية عرافة من الأخت إسراء زُعبي، ثمّ قراءة للقرآن الكريم من الأخت هناء ذياب، وسرّنا أن تقدّم الأخت أمالينا صفّوري كلمةً ترحيبيّة تعريفيّة عن جمعيّة اِرتقاء، كما قدّمت الأخت آية أبو ناب فقرة فنّيّة، ثمّ ختمنا الأمسية بموعظة إيمانيّة من الدّاعية المربّية آمنة عبد الرّؤوف بعنوان ” لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا”، الّتي كانت خير استقبال لشهر رمضان المبارك، فيها من قول الثّبات والإصرار والعزيمة ما فيها، ومن الثّناء والحثّ على الطّاعة الثّناء العظيم.
بدورنا في جمعيّة اِرتقاء نشكر جميع المتبرّعين الأسخياء الّذين شاركوا معنا لنخرج بهذه الأمسية المتألّقة، كما نشكر جميع أصحاب المتاجر الّذين ساهموا في تقديم هدايا راقية للمتحجّبات، سائلين المولى أن تكون هذه الأمسية بداية مشاريع أعظم وأعظم.