هنية يكشف تفاصيل المفاوضات ويحمّل تل أبيب مسؤولية عرقلتها
حمّل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية عدم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم تحلي الحركة بإيجابية ومرونة كبيرتين.
وأكد هنية -في كلمة تطرق خلالها إلى تفاصيل موقف حماس من مفاوضات وقف إطلاق النار والتطورات في قطاع غزة– أن الاحتلال يتهرب من الاستحقاق المنطقي لموضوع تبادل الأسرى، وقال إن الاحتلال يريد البقاء في محور الشهداء ويقطع قطاع غزة نصفين.
ورغم ذلك، فإن هنية شدد على انفتاح حماس على التوصل لاتفاق يحقق مبادئ الحركة، وأضاف موضحا “إذا تسلمنا موقفا واضحا بوقف العدوان وعودة النازحين، فسنبدي مرونة بشأن موضوع الأسرى”.
وشدد على أن حماس تحلت بالإيجابية والمسؤولية في مسار المفاوضات، وتمسكت باتفاق شامل على 3 مراحل متلازمة بضمانات دولية.
تزامن ما كشفه هنية عن موقف الحركة من المفاوضات مع ما نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية من أن ما يحاول جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) ترويجه بشأن عدم اهتمام حركة حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى غير صحيح.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع قوله إن من يتعنّت في موضوع صفقة تبادل الأسرى مع حماس هو الجانب الإسرائيلي، وذلك في ظل تقارير تشير إلى خلافات بين المستويات السياسية والمهنية في الحكومة تسببت في تعثر المفاوضات.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أصدر بيانا في وقت سابق اتهم فيه حماس بأنها “تتمترس بمواقفها”، زاعما أن الحركة -على ما يبدو- ليست معنية بصفقة، وتسعى إلى إشعال المنطقة خلال شهر رمضان على حساب السكان الفلسطينيين في قطاع غزة.
محددات الاتفاق
كما كشف هنية عن أن حماس وضعت منذ بداية المسار التفاوضي 3 ضوابط من أجل التوصل لاتفاق، وقال إنها تتمثل في وقف النار وقطع الطريق على كل المخططات المشبوهة التي تستهدف غزة.
وأكد أن الحركة تحلت بمسؤولية عالية وإيجابية ومرونة واسعة في مسار التفاوض برعاية قطر ومصر، كاشفا عن أنه تواصل مع الوسطاء -حتى قبل ساعات من إلقاء الكلمة- ولم يتلقَ التزاما من الاحتلال الإسرائيلي بوقف الحرب على غزة.
وأضاف هنية أن “العدو لم يقدم أي التزام بعودة النازحين إلى مناطقهم التي خرجوا منها”، مبينا أن الاحتلال يكتفي بالحديث عن عودة النازحين إلى مناطقهم بالتدريج من دون توضيح ما الذي يعنيه ذلك.
ونبّه هنية إلى أن الاحتلال لم يسترد أيا من أسراه “ولن يستردهم دون اتفاق رغم كل المجازر التي يرتكبها في غزة”، مؤكدا أنه فشل في كل مخططاته في غزة “وأهلنا منغرزون في أرضهم رغم آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين”.
وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي “لن ينجح في تحقيق أهدافه بغزة في ظل الصمود الأسطوري لأبناء القطاع والشعب الفلسطيني”.
ولفت رئيس المكتب السياسي إلى أن حماس تحركت خلال الشهور الماضية على الجبهة الميدانية التي تقودها فصائل المقاومة، والثانية هي الجبهة السياسية.
البيت الداخلي الفلسطيني
وكشف هنية عن أن حماس تتابع ترتيبات الوضع الفلسطيني الداخلي، وأكد أن “حماس معنية أكثر من أي وقت مضى بوحدة شعبنا وإعادة بناء مكوناته”.
وتابع “قدمنا مقاربة سياسية لإنهاء الاحتلال الصهيوني في الضفة وغزة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس”، مضيفا “نريد ترتيب الأمور من خلال اتفاق على تشكيل حكومة توافق بمهمات محددة ولفترة مؤقتة لحين إجراء انتخابات”.
وأشاد هنية بصمود الغزيين، وقال “سلام على غزة التي ترسم لوحة الحرية والشرف لفلسطين”، كما وجّه التحية لكل جبهات المقاومة التي تساند معركة الشعب الفلسطيني وتساند المقاومة، متوعدا المحتل الإسرائيلي بأنه سيحاسب مهما طال الزمن أو قصر.
وأكد أن يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي مفصل تاريخي في عمر القضية الفلسطينية وتحوّل إستراتيجي في الصراع مع المحتل الإسرائيلي، مضيفا أن هذه المعركة شكلت متغيرا عميقا ومهما على الصعيدين الإقليمي والدولي.
والخميس الماضي، قالت حماس إن وفدها غادر القاهرة -الخميس- للتشاور مع قيادة الحركة، مع استمرار المفاوضات والجهود لوقف العدوان وعودة النازحين وإدخال المساعدات الإغاثية للشعب الفلسطيني.
ونقلت رويترز عن القيادي في حماس سامي أبو زهري قوله إن إسرائيل “أفشلت” كل جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف النار، مشيرا إلى أنها ترفض مطالب حماس بـ”وقف العدوان، والانسحاب وضمان حرية دخول المساعدات وعودة النازحين”.