لجنة “أوقافنا” لرعاية المقدّسات والأوقاف تصدر تقريرها السّنوي الأوّل
• رئيس اللجنة- أسد خيرالله: المقدسات والأوقاف
في الداخل ملف ثقيل يحتاج إلى تظافر جهود الجميع
أصدرت لجنة “أوقافنا” لرعاية المقدّسات والأوقاف المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، تقريرها السنوي الأول (عن سنة 2023) والذي استعرض موضوعات شملت أهم الفعاليات والنشاطات الميدانية التي قامت بها اللجنة، من أجل المحافظة على المقدسات العربية -الإسلامية والمسيحية- في الداخل الفلسطيني.
رصد التّقرير الانتهاكات والاعتداءات التي تعرّضت لها المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة، حيث دأبت اللجنة على زيارة الأماكن المُعتدى عليها وتوثيق الانتهاكات والاعتداءات التي تعرضت لها هذه المقدسات، كما حرصت اللجنة على المتابعة القضائية لجميع الاعتداءات التي وقعت.
وشمل النّشاط الميداني للّجنة، زيارات تفقدية لما يزيد عن 400 مَعْلَمٍ من القرى المهجرة، ما بين مساجد وكنائس ومصلّيات ومقابر، وقد ساهمت هذه الزيارات في كشف انتهاكات معينة وقعت على بعض هذه المعالم من قبل السلطات الإسرائيلية الرسميّة، مما استدعى توثيق هذه الانتهاكات والعمل على متابعتها ميدانيًّا من خلال نشاطات احتجاجيّة، وقضائيًّا من خلال محامين أكفاء.
ومن بين المقدّسات التي تم توثيق الاعتداء عليها، على سبيل المثال لا الحصر، مقبرة نِعِلْيا شمال شرق غزّة، والتي تمّ تجريف ونبش الأضرحة فيها من قبل بلدية اشكلون (عسقلان)، وعليه قامت لجنة “أوقافنا” بتنظيم وقفة بالقرب من المقبرة احتجاجًا على أعمال الحفريات، كما وتقوم اللجنة أيضًا بمتابعة الموضوع قضائيًّا أمام المحاكم.
ومن بين الانتهاكات التي وثّقتها اللجنة أيضًا الاعتداء على مقبرة صرفند العمار، اذ قامت بلدية “بئير يعكوڨ” بتجريف المقبرة بحجة شق شارع، وعليه سارعت “أوقافنا” إلى توثيق الاعتداءات وتوكيل محامٍ بالمتابعة القضائيّة، وقد تمّ إيقاف أعمال التجريف في المقبرة على ذمة الملف المفتوح في القضية.
كما وقامت اللجنة بوثيق اعتداءات أخرى في مقبرة قرية لوبية المهجّرة قضاء طبريّا، حيث قامت “سلطة أراضي إسرائيل” بإزالة سياج المقبرة، فقامت “أوقافنا” بتوثيق الاعتداء وتنظيم وقفة احتجاجية وعقد مؤتمرٍ صحفي على أرض المقبرة، وتم كذلك استصدار قرارٍ قضائي يُلزم “سلطة أراضي إسرائيل ” نصب سياج جديد حول المقبرة.
كما وثّقت لجنة “أوقافنا” أيضًا اعتداءً على مسجد بئر السّبع ضمن مسلسل الاعتداءات التي تعرّض لها هذا المسجد التاريخي، حيث أقدمت بلدية المدينة في آخر اعتداءاتها على إقامة حفل خمورٍ وغناءٍ ورقصٍ ماجنٍ في ساحات المسجد، وعليه قامت اللجنة بتنظيم عدة وقفات احتجاجيّة، منها ما هو مسائي، وصلوات جمعة حاشدة احتجاجًا على تدنيس حرمة المسجد.
الاعتداءات الإسرائيلية أيضا طالت المقدّسات والرّموز التاريخيّة المسيحيّة، حيث أقدمت بلدية “شلومي” (المقامة على أراضي قرية البصّة المهجّرة) في شهر آب 2023 على هدم بيت الخوري القائم بجانب كنيسة البّصة، وقد نُظِّمت وقفة احتجاجيّة أمام الكنيسة والبيت المهدوم، شاركت فيها لجنة “أوقافنا، وسط حضور جماهيري وإعلامي حاشد لبحث سبل التصدّي لاستهداف معالم القرية المهجّرة.
إلى ذلك، شمل تقرير اللجنة أيضًا استعراضًا لثلاثة معسكرات عمل تطوعي نفّذتها اللجنة خلال العام المنصرم في كل من: مقبرة القسّام في حيفا، ومقبرة الكزخانة في يافا، ومقبرة الزيب قرب نهاريّا، وذلك بالتّعاون مع متولّي الوقف لهذه المقابر وجهات فاعلة أخرى، وقد شارك المئات من المتطوعين من أبناء الداخل الفلسطيني في هذه المعسكرات، كتعبيرٍ منهم عن الاهتمام والحرص على حفظ ورعاية المقدسات، التي هي جزء لا يتجزَّأ من حفظ الهوية الفلسطينيّة وتعبيرٍ عن رفض كل أنواع الاضطهاد الديني ورفض كل مشاريع تدنيس وانتهاك المقدسات الهادفة الى محو الهُوِيّة والذّاكرة الفلسطينيّة.
وفي تعقيبه على صدور التقرير قال رئيس لجنة “أوقافنا” السيد أسد خيرالله: “المقدسات والأوقاف في الداخل ملف ثقيل يحتاج إلى تظافر جهود الجميع، ومن هنا أدعو الأهل جميعًا دون استثناء إلى الالتفاف حول اللجنة والتعاون معها، لا سيما في معسكرات العمل”.