نتنياهو والمواجهة مع السنوار ونصر الله
الإعلامي أحمد حازم
المنطقة من غزة إلى جنوب لبنان تغلي حاليا على نار حامية، واللاعبون الرئيسيون في هذه المنطقة الساخنة هم ثلاثة، وعلى قاعدة المثل الشعبي العربي: “القِدر ما بركب إلا على ثلاث”.
اللاعبون الثلاثة هم: الفلسطيني يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، واللبناني حسن نصر الله زعيم حزب الله، والليكودي اليميني بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية. كل واحد من هؤلاء عنده أجندة معينة لإثبات نفسه في المنطقة علما بأن الأول (السنوار) يتفق مع الثاني (نصر الله) في الأهداف، ضد الثالث (نتنياهو) الذي تدعمه أمريكا لوجستيا وماليا وعسكريا.
إذًا المعادلة القائمة “اثنان ضد واحد”، مع فارق كبير طبعا وهو أن “الواحد” هو دولة نووية تملك أحدث الطائرات والسفن الحربية والغواصات ويعتبر جيشها من أقوى الجيوش في العالم، بينما “الاثنان” هما تنظيمان مسلحان بأسلحة تقليدية يدوية. هؤلاء الثلاثة لاعبين يشرفون على إدارة الحرب الدائرة الآن مع الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة وفي جنوب لبنان، وكل لاعب يريد تحقيق الانتصار على عدوّه.
من ناحية فعلية، فإنّ عملية السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) التي كانت بتخطيط وتنفيذ السنوار، كانت السبب الذي دفع نتنياهو إلى شنّ الحرب على غزة وحصل ما حصل لغاية الآن، وأصبح السنوار مطلوبًا لإسرائيل وأمريكا حيًا كان أو ميتًا، وتم تخصيص مبلغ مالي كبير لذلك. وبالرغم من أنّ الحرب وصلت إلى عرين السنوار كما يقولون، لكنه يرفض أي تنازلٍ تريده إسرائيل.
وهل ننسى أنّ إسرائيل كانت قد عرضت على السنوار وقادة حماس في غزة المغادرة نهائيا بسفينة، تماما كما فعلت مع عرفات في العام 1982؟ لكن السنوار رفض وفضل الاستمرار في مواجهة نتنياهو. زعيم حزب الله حسن نصر الله، الذي كثيرا ما أعلن انه سيشارك في حرب فعلية مع إسرائيل إذا قامت باجتياح بري لقطاع غزة، إلا أنه لم يفعل ذلك رغم اقتحام الجيش غزة، واكتفى بمواجهة اسرائيل حسب “قواعد الاشتباك” المتعارف عليها عسكريًا، يعني “كيف تضربني أضربك”. بمعنى أن نصر الله اختار ان يكون دعمه لحماس بناءً على المسموح به على الصعيدين اللبناني والاسرائيلي، والاهم من ذلك بموافقة أمريكية وإيرانية.
وقد يكون نصر الله قد استوعب الرسالة التي وجهها له نتنياهو، بعد شهر على عملية طوفان الأقصى، وبالتحديد في السابع من نوفمبر العام الماضي، إذ قال نتنياهو في كلمة له: “إذا قرر حزب الله الانضمام إلى الحرب، فسيكون قد ارتكب خطأ عمره”، علمًا بأن تبادل القصف مستمر بشكل يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل منذ بدء الحرب مع حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفيما يتعلق بنتنياهو، فإنه في حالة لا يحسد عليها “ومش عارف كيف بده يطلع منها”. فلأول مرة تشهد إسرائيل حالة لجوء لمواطنيها في عهد نتنياهو. عشرات الآلاف من المستوطنين غادروا مستوطناتهم في غلاف الجليل في منطقة الحدود مع جنوب لبنان، إضافة إلى نزوح مثلهم من غلاف غزة، الأمر الذي جعل نتنياهو أمام معضلتين في نفس الوقت: الحرب واللاجئين.
حزب الله غير مقتنع بفكرة الانسحاب إلى ما وراء الليطاني، واسرائيل لا ترضى ببقاء حالة المستوطنين المهجّرين في أماكن متفرقة ولا سيما في الوسط فما العمل إذًا؟ الجواب لدى نتنياهو.
وفيما يتعلق بالصفقة التي يتم الحديث عنها حاليا، قال موقع “واينت” صراحة، إنّ نتنياهو هو العائق لكل محاولة تهدئة، فقد ذكر الموقع أن نتنياهو قال في المشاورات الهاتفية لكابينت الحرب إنه “غير مستعد للتقدم في معايير الصفقة حتى تتلقى إسرائيل قائمة تحدد أي من الرهائن الـ 130 المحتجزين في غزة منذ أكتوبر لا يزال على قيد الحياة”.
أمّا القناة 12 العبرية، فقد ذكرت أنّ “نتنياهو غير معني حقا بصفقة، إنه يقوم بأمور تهدف إلى نسف المفاوضات ويعلن عن مطالب جديدة في اللحظة الأخيرة”.