انتهى مسلسل مبابي!
الى وقت قريب ساد الاعتقاد في الأوساط الكروية الأوروبية أن مسلسل كيليان مبابي سيستمر لأسابيع، وربما أشهر أخرى قبل أن يعلن المدير المساعد لصحيفة “ماركا” الاسبانية أن الدولي الفرنسي وقع عقده مع ريال مدريد، من دون أن يصدر أي بيان تأكيد أو نفي من اللاعب أو الريال، ما فسح المجال أمام تأويلات وتسريبات وتوقعات حول قيمة العقد ومدته وراتب مبابي، وكيف سيكون موقعه في الفريق الإسباني الموسم المقبل، وكيف سيكون باريس سان جيرمان من دون نجمه، إضافة الى تساؤلات أخرى حول نهاية المسلسل الذي شغل الرأي العام في باريس ومدريد ووسائل الاعلام العالمية، حتى بعد أن أبلغ إدارة ناديه قراره المغادرة نهاية الموسم.
الصحف الإسبانية تحدثت عن عقد يمتد خمس سنوات براتب سنوي يقارب 15 مليون يورو ومكافأة توقيع قدرها 150 مليون يورو، بمعدل 30 مليون سنويا، ويحصل على حق استغلال صورته بنسبة 100% بخصوص العقود الموقعة سابقا، على أن يمنح 20% للريال عند توقيع العقود اللاحقة مع المعلنين، ما يعني اقتراب نهاية مسلسل التزم فيه البطل مبابي الصمت عدة أشهر، فسح فيها المجال للإشاعات والتكهنات والتأويلات التي رشحته للانتقال الى الريال أو ليفربول أو تشلسي أو البايرن، أو حتى المان يونايتد، ومنها من توقعت استمراره مع البياسجي على الأقل لموسمين إضافيين.
وبعد أن اتضح الخيط الأبيض من الأسود ذهبت تقارير اعلامية اسبانية الى الحديث عن مشاكل مرتقبة في غرف ملابس الريال بسبب راتبه، وموقعه في فريق يتألق بقيادة الثلاثي بيلنغهام ورودريغو وفينيسيوس جونيور، الذين يسود بينهم الانسجام بشكل ملفت، الا اذا غير أنشيلوتي من نمط لعبه باقحام الرباعي في التشكيلة الأساسية، علما أن الدولي الفرنسي يحبذ اللعب على الجهة اليسرى التي ينشط فيها فينيسيوس جونيور، مع حتمية رحيل لوكا مودريتش الذي يكون قد تلقى عرضا للانضمام الى الطاقم الفني للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، ما يعني أن كيليان مبابي سيتقمص الرقم عشرة في القلعة البيضاء لخمس سنوات قادمة حيث يجد زملاءه في المنتخب كامافينغا وتشواميني.
وفي باريس يبدو أن الرحيل كان مرتقبا، حتى أن بعض التقارير الاعلامية راحت تتحدث عن تصوراتها لشكل الفريق الموسم المقبل، الذي يبدو أنه سيستند على الثنائي زايير ايمري البالغ 17 سنة، والمنتظر أن يجدد عقده الى غاية 2029، وتشافي سيمون المعار الى لايبزيغ هذا الموسم، مع التركيز على شبان آخرين من خريجي المدرسة الكروية الفرنسية الذين سيتحررون من نجومية مبابي التي سرقت منهم الأضواء، من دون إغفال استقدامات أخرى نوعية مرتقبة، واتصالات مع محمد صلاح وبرناردو سيلفا ورافاييل لياو وفيكتور أوسيمين، لتعويض نجوم كبار رحلوا تباعا على غرار نيمار وميسي ومبابي، بعد أن شغلوا الدنيا ضجيجا لسنوات وسرقوا الأضواء بشكل استثنائي في فرنسا.
مسلسل مبابي في باريس دام سبع سنوات، ويرتقب أن يمتد لخمس سنوات أخرى في الريال، بسيناريو لا يمكن تصور حيثياته وتفاصيله لأن مبابي لن يكون البطل المطلق و الأوحد في فريق إسباني مختلف عن الفرنسي، وواقع فني وإعلامي وجماهيري مختلف في اسبانيا عنه في فرنسا.