أخبار رئيسيةمقالات

الناقد الأدبي والصحفي الفلسطيني سليم النجار في حديث خاص مع “موطني 48”

• كتاب “ماذا يحدث في غزة؟” توثيق للجرائم ضد شعبنا الفلسطيني

• الحرب على غزة تمَّ استحضارها من تاريخ اسود ومظهر من مظاهر الغرب المتوحش

حاوره الإعلامي أحمد حازم

كتاب “ماذا يقع في غزة؟” والذي يقع في 154 صفحة من القطع الكبير من إعداد الناقديْن: الروائي الصديق سليم النجار والأديبة وداد أبو شنب. الكتاب عبارة عن مقابلات مع مفكرين وكتاب وخبراء وأكاديميين من معظم الدول العربية، ويتضمن الكتاب 36 مقابلة مع مفكرين وكتاب وخبراء وأكاديميين من معظم الدول العربية، بالإضافة إلى دول إسلامية أخرى، حاولوا جميعهم الإجابة عن السؤال الكبير الذي يحمله عنوان الكتاب.

* لنتحدث في البداية عن كتاب “ماذا يحدث في غزة”؟
النجار: كتاب “ماذا يحدث في غزة” هي عملية توثيقية من قِبل كتاب فلسطينيين شهود عيان، بل البعض منهم كان من كتّاب غزة وشاركوا في كتابة شهاداتهم، كانوا يكتبون على أصوات قصف الطيران والمدفعية. كما شارك في هذا الكتاب والأجزاء اللاحقة التي ستصدر قريبا كُتّاب من مختلف الأقطار العربية، كالمغرب والجزائر وتونس والبحرين وارتيريا وتشاد ومصر وليبا والاردن والكويت. وكانت شهاداتهم مؤثرة، وفي نفس الوقت مشاركة وجدانية مع أهلنا في غزة والضفة.

* كم عدد الأجزاء الأخرى وما هو الهدف من إصدارها؟
النجار: هناك ثلاثة أجزاء أخرى ستصدر، ليصبح العمل مكونا من أربعة أجزاء. والهدف من هذا، هو التوثيق لجرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد شعبنا. فعملية التوثيق مهمة جدا، حتى لا تذهب هذه الجرائم في غياهب التاريخ، كما حصل من قبل، فكل المجازر التي قامت بها إسرائيل منذ مطلع القرن الماضي، حتى عام 1948، لم توثق، بل اعتمدت على الذاكرة التي تعتمد على الانفعال والعاطفة والخيال، والمؤسف أنّ كُتّابنا في ذاك العصر، لم يوثقوا هذه المجازر، والذين كتبوا نقلوا عن أُناس عاشوا ونجوا من تلك المجازر، علما أن قسما لا بأس به من الكتاب كانوا شهود عيان، لكن قضية التوثيق في فلسطين، لم تأخذ حيزها اللازم.

* كيف تنظر إلى الحرب الإسرائيلية على غزة؟
النجار: أثبتت الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة من قِبل إسرائيل أنها حرب عنصرية قائمة على حكايات وزواريب مظلمة تمّ استحضارها من تاريخ اسود. فهذا التاريخ تمّ تصنيعه في المعامل السياسية الغربية الاستعمارية التي لم تعرف يوما إلا ثقافة التعالي والاستعلاء على الإنسان، الذي في نظرها مجرد مشروع استثماري قابل للصرف في الماكنة الصناعية الغربية. وأمام هذا الواقع العنصري، لم يكن مستغربا أن تكون هذه الحرب صورة من صور ما يسمى “الحضارة الغربية”، ومن يتابع سلوك هذه الحضارة عبر تاريخهم الاستعماري للدول التي استعبدوها، لن يتفاجأ بهذا السلوك الإجرامي.

* إذًا، هناك قاسم مشترك بين سلوك إسرائيل وسلوك الغرب الاستعماري؟
النجار: نعم. على سبيل المثال عندما استعمرت بلجيكا بعض دول أفريقيا كانت تحضر أطفالهم وتعرضهم كقرود وتضعهم في أقفاص من أجل فرجة أطفال بلجيكيا والتسلية، ليس هذا فقط، بل اجرت فرنسا أول تجاربها النووية على الجزائريين، خلال احتلالها للجزائر، من أجل اكتشاف آثار هذه القنبلة القاتلة. وهناك عشرات الأمثلة على هذا السلوك الهمجي الغربي. إسرائيل وُلدت من رحم هذه الثقافة، التي تنظر للآخر أو “الأغيار” على أنهم عبيد يجب قتلهم وذبحهم. وما نشاهده اليوم من حرب على الشعب الفلسطيني ليس بجديد على هذا الكيان، الذي ارتكب عشرات المجازر في فلسطين منذ مطلع القرن الماضي، كمذبحة الطنطورة ودير ياسين، وقبية، وخارج حدود فلسطين طاردتهم إسرائيل في كل بقاع الأرض ومن ينسى مجازر صبرا وشاتيلا، وحمام الشط، ونحالين وغيرها..

* تريد القول إن الحرب الحالية على غزة هي مظهر من مظاهر الغرب المتوحش؟
النجار: بالضبط هي كذلك. الفرق فيما نشاهده اليوم، أنّ الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، كشف هذه الجرائم، بينما في الماضي كان الإعلام في مرحلة سبات، وليس كما يُشاع إنه لم يكن على هذه الصورة، بل كان التواطؤ هو سيد الموقف، على اعتبار أن قيام كيان غربي باسم “إسرائيل” يخدم مطامعهم في العالم العربي. فحرب الإبادة القائمة الحالية ما هي إلا مظهر من مظاهر الغرب المتوحشة وهذا ليس غريب فقد عرف العالم العربي عبر تاريخه مثل هذا، مثل الحروب الصليبية التي هم أنفسهم أطلقوا عليها هذه التسمية، على عكس العرب، الذين عرّفوها بحرب الفرنجة.

* وتوجد أمثلة على ذلك..
النجار: خير شاهد على ذلك ما فعلوه في القدس، عندما احتلوها وقتلوا الآلاف من المسلمين والمسيحيين العرب، وهذا إن دل على شيء فيدل على عنصريتهم وكذبهم المفضوح، على انهم جاءوا من أجل الدين، كلها أكاذيب وخزعبلات غربية استعمارية، وإذا أردنا توسيع دائرة الإجرام الغربي، ونظرنا ما فعل الغرب، عند سقوط غرناطة وقاموا بقتل المسلمين، بل وصل الأمر فيهم أن أقاموا محاكم التفتيش الشهيرة، ولم يكتفوا بذلك، بل كانوا يراقبون مجاري المياه وقت الفجر، فالبيت الذي تخرج منه مياه، هذا دليل ان هذا البيت يقوم بواجب صلاة الفجر، أي أن هذا البيت، بيت مسلم، وعلى الفور يتم الانقضاض عليه. على عكس ما فعل العرب عندما فتحوا الاندلس انتجوا أعظم حضارة عرفتها البشرية، وقدموا أروع نماذج التسامح اتجاه الأديان الأخرى، عندما سمحوا لكل الطوائف المسيحية بإنشاء الكنائس الخاصة بهم، كذلك فعلوا مع اليهود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى