“خليل السكاكيني”.. قراءاتٌ لذكرى نور الدين حجّاج
في اليوم الحادي والعشرين من العدوان الإسرائيلي على غزّة، نشر نور الدين حجّاج، في حسابه على فيسبوك، رسالةً ستُصبح وصيّته الأخيرة، نقل فيها جانباً صغيراً من معنى العيش تحت قصفٍ لا يتوقّف آناء الليل وأطراف النهار، وختمها بحديث عن أحلامه؛ من بينها “أن يعُمّ السلام بلادي، أن تُشرق ضحكات الأطفال قبل الشمس، أن نزرع وردة في كلّ مكان سقطت فيه قنبلة، ونرسم حرّيتنا على كلّ جدار تهدّم، أن تتركنا الحرب وشأننا؛ لنعيش أخيراً حياتنا ولمرّة وحيدة”.
غير أنّ حرب الإبادة الإسرائيلية، التي قتلت أكثر من 25 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، لم تتركه وشأنه، ولم تُمهله ليُحقّق أحلامه. في الثالث من كانون الأوّل/ ديسمبر الماضي، استشهد الكاتب الفلسطينيُّ الشاب في غارة على منزله بحيّ الشجاعية شرق مدينة غزّة.
ونور الدين حجّاج (1996 – 2023)، الذي انضاف إلى قرابة أربعين كاتباً وفنّاناً قتلتهم آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزّة، حاصلٌ على بكالوريوس في رياضيات الحاسوب من “جامعة الأزهر”، وعمل مُدرّساً في “مدرسة الكرمل الثانوية للبنين” بغزّة، وصدرت له روايتان: “غريب وغريبة” (2018)، و”أجنحة لا تطير” (2021).
في استعادة لذكرى الكاتب الشهيد، يُقيم “مركز خليل السكاكيني” في رام الله، عند السادسة من مساء اليوم الثلاثاء، لقاءً يتضمّن قراءات لوصيّته ونصوصه الأدبية، “تخليداً لروح الشهيد الكاتب، واستذكاراً لشهدائنا أجمعين”، مثلما نقرأ في بيان المنظّمين، والذي اقتبس عبارةً من أحد نصوصه يقول فيها: “لا يكفي أن تكون على قيد الحياة، يجب أن تكون على قيد الأمل”.
كتب حجّاج: “أنا لستُ رقماً، وأرفض أن يكون خبر موتي عابراً”، متمنّياً، لرسالته، التي قدّر أنّها قد تكون الأخيرة، أن “تجوب العالم الحرّ، وتطير مع حمام السلام، وتخبره أنّنا نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلًاً”، ولكُتُبه وكتاباته أن تجوب العالم، و”أن يَصير لقلمي أجنحةٌ لا تُوقفها جوازاتُ سفر غير مختومة ولا فِيَز مرفوضة”.