أخبار عاجلةمحلياتومضات

سيدة عصامية خاضت الصعاب وحققت النجاح.. المربية الداعية عالية أبو شيخة من عارة تجمع بين العلوم الشرعية ومجال الطفولة المبكرة

طه اغبارية

لم تتخل السيدة عالية محمد أبو شيخة (أم محمد) من قرية عارة عن طموحها في تحصيل الدرجة العلمية (اللقب الأول) في الشريعة والعلوم الإسلامية، والتي بدأت دراستها عام 1986 في مدينة قلقيلية ثمّ اضطُرت إلى التوقف بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى (انتفاضة الحجارة)، لكنها عادت عام 2011 للدراسة في كلية الشريعة بأم الفحم، وحصلت يوم الأحد الماضي، على اللقب الأول (البكالوريوس) في الدعوة والعلوم الإسلامية. علما أن السيدة أبو شيخة تحمل اللقب الأول (B.E.D) في مجال الطفولة المبكرة وعملت مُدرّسة في رياض أطفال في قرية عارة، قبل خروجها هذه السنة إلى التقاعد المبكر.

غير أنّ قصة “أم محمد” لا تنتهي هنا، بل خاضت تجربة حافلة بالصعوبات والمحن، تجاوزتها شامخة وشقت دربها بعصامية قلّ مثيلها.

في عام 1988 دخلت السيدة عالية بيت الزوجية مع رفيق دربها الشيخ نضال أبو شيخة، وبعد خمس سنوات فقط (1993) اعتقل الزوج -قبل أن يرزقا بأطفال- وأدين بتهم أمنية وقضى محكومية من 9 سنوات في السجون الإسرائيلية، غير أنّ الزوجة الصابرة أكملت المسيرة، داعية ناشطة في الحقل الإسلامي، كما درست الطفولة المبكرة في كلية “أورانيم” وتخرجت منها مع تحرر زوجها من السجن عام 2002.

رزق الزوجان أبو شيخة بطفلهما الأول (محمد) عام 2005 أي بعد مرور 18 عاما على زواجهما، ثمّ منّ الله عليهما بـ الابنة (عطاء).

حول أسباب إصرارها على دراسة العلم الشرعي بعد توقف ثم استئناف، تقول السيدة عالية أبو شيخة لـ “المدينة”: “لأن دراسة العلم الشرعي فرض عين على كل مسلم، وهذا ما طمحت إليه منذ الصغر، لذلك لم أتخل عن هذا الحلم الذي تحقق أخيرا والحمد لله”.

وأضافت: “بفضل الله تعالى ثمّ بالتشجيع الدائم من رفيق دربي الشيخ نضال، التحقت بكلية “أورانيم” لدراسة الطفولة المبكرة، وبقيت طوال الوقت أفكر بالعودة لدراسة الشريعة، صحيح أن فترة دراستي للشريعة طالت كثيرا بسبب تدريسي وواجباتي المنزلية والدعوية لكني تمكنت بفضل الله من إنهاء كافة المساقات التعليمية للحصول على اللقب الأول، وأنا بصدد الإعداد لدراسة اللقب الثاني في الشريعة خلال الفترة المقبلة بإذن الله”.

وأهدت أم محمد نجاحها إلى زوجها وعائلتها، وأكدت أنه “مع الإيمان والإرادة والصبر يمكن تحقيق أي شيء، بعد توفيق الله تعالى”.

من جانبه، لا يخفي الشيخ نضال أبو شيخة اعتزازه بنجاح زوجته، ويقول في حديثه: “ما حققته أم محمد هو رسالة مهمة في أن المرأة المسلمة قادرة على تحقيق النجاح واحداث التوازن بين واجباتها تجاه بيتها وبين طموحها في تحقيق الذات وتحصيل العلم، حتى لو واجهت الصعوبات، وقد حرصتُ خلال فترة سجني على تشجيعها وحرصت هي كذلك على دعمي ورفع معنوياتي، وهذا التعاضد بين أي زوجين يساهم في تبديد كل الصعوبات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى