تصاعد التحريض.. طلاب يهود في جامعة حيفا يطالبون بالإبقاء على قرار فصل 8 طلاب عرب
شهدت جامعة حيفا، اليوم الثلاثاء، حالة من التوتر بين الطلاب العرب واليهود، حيث تظاهر عدد من الطلاب اليهود مطالبين الجامعة بالعدول عن قرارها الخاص بوقف فصل 8 طلاب عرب.
وكانت الجامعة قد أوقفت الطلاب العرب بسبب ما وصفته حينها بـ”المنشورات التحريضية” على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعاطف الطلاب خلالها مع غزة ضد الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقال المتظاهرون اليهود لموقع محلي عبري إنهم يعملون على عدة محاور لإبطال قرار عودة الطلاب للدراسة، رافعين لافتات كتب عليها “لا دخول للإرهابيين”، وفق مزاعمهم.
ويدرس 8 آلاف طالب عربي من الداخل الفلسطيني في جامعة حيفا، أي أكثر من 40 بالمائة من الطلاب، وهو العدد الأكبر من الطلبة العرب في جامعة إسرائيلية.
من جانبه، قال منسق الهيئة الطلابية المشتركة بالداخل الفلسطيني يوسف طه، في تصريحات صحفية، إن “هناك تحريضا مستمرا ضد الطلاب العرب داخل الجامعات منذ بداية العدوان، وحاليا مع العودة لمقاعد الدراسة أصبح التحريض عمليا من خلال المحاضرات ودعوات التسليح بين الطلاب اليهود”.
وأضاف طه أن نقابة الطلاب الإسرائيلية طالبت وزير التعليم في الحكومة الإسرائيلية بأن يتيح حمل السلاح حتى يحمي الطلاب اليهود أنفسهم، مشيرا إلى أن “الطلاب اليهود يتعاملون مع الطلاب العرب في الجامعات بصفتهم عدوا يجب رفع السلاح في وجهه”، قائلا: “لا توجد مؤسسة أكاديمية في العالم توجد فيها كمية سلاح بهذا الشكل”.
وأوضح منسق الهيئة الطلابية المشتركة بالداخل الفلسطيني أن “إدارات الجامعات تتعاطى مع قضية السلاح وتوافق عليه وتعطيه شرعية، ونقابة الطلاب لليهود فقط وتتعامل مع العرب كأعداء”، مشيرا إلى أن “إدارات الجامعات هي جزء من هذا الجو العنصري، وجامعة حيفا هي التي بدأت التحريض وفتحت ملفات ضد الطلاب، واستدعت طلابا للجان طاعة، وحرضت عليهم وسلمت أسماءهم للشرطة”.
وانتقد بيان عممته الهيئة الطلابية المشتركة، مساء الاثنين، التحريض المستمر الذي تقوده النقابة الطلابية، سواء القطرية أو في جامعة حيفا، ضد الطلاب العرب، فضلا عن “دعوتهم (النقابة الطلابية) لزيادة السلاح وعسكرة الأحرام الجامعية بالكامل، التي تأتي وفقًا لعقلية عنصرية وانتقامية تتعامل مع الطلاب العرب كأعداء وتهدر دمهم وتبيح استمرار هذا التحريض ضد 20% من الطلاب العرب في المعاهد العليا بإسرائيل”.
وأكدت الهيئة الطلابية المشتركة في بيانها أن “موقف النقابة الطلابية هو جزء من الجو الانتقامي والعدائي لكل ما هو عربي وفلسطيني، والذي تقوده الحكومة الإسرائيلية ويحصل على شرعية ودعم واسعين في المجتمع الإسرائيلي، وإن استمرار التحريض على الطلاب العرب منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر له إسقاطات جدية، ومن الممكن أن يقود إلى تصعيد داخل الجامعات، وهو ما حذرنا منه من البداية”.
وأضافت الهيئة الطلابية أن “النقابة الطلابية هي نقابة لليهود فقط، وتتعامل بعدوانية مع الطلاب العرب، وتساهم في زيادة التحريض عليهم، وبهذا لا يمكن لهم أن يكونوا ممثلين للطلاب العرب كما ادعوا على مدار سنوات طويلة، وهو ما أكد عليه الطلاب العرب في الاستطلاع الذي قامت عليه الهيئة الطلابية، والذي رأى أكثر من 90% من الطلاب العرب المشاركين فيه أن النقابة الطلابية لا تمثلهم، وهو ما يأتي نتيجة لهذا التحريض الفاشي الذي يقوده رئيس النقابة وتتبناه فروع النقابات في مختلف الجامعات والكليات”.
وحذّرت الهيئة الطلابية من الخطوات التي أعلنت عنها النقابة الطلابية في جامعة حيفا بشكل خاص، والتي تساهم في تعكير الأجواء وزيادة التوتر في الجامعة بين الطلاب العرب واليهود، وتدعم قرارات عنصرية غير قانونية قامت بها جامعة حيفا ضد الطلاب العرب، وسيلي ذلك خطوات عملية من قبل الهيئة تجاه هذه الخطوات العدائية للطلاب العرب الذين يشكلون أكثر من 40 بالمائة في جامعة حيفا.
وأنهت الهيئة دعوتها للطلاب العرب إلى “عدم التعاطي مع كل محاولات الاستفزاز لوضع الطلاب العرب بخانة الاتهام”، مطالبة بـ “التصرف بمسؤولية عالية وتعزيز العمل الجماعي الوحدوي المشترك، والالتفاف حول الحركات الطلابية والهيئة الطلابية لصدّ هذه الحملة التحريضية العنصرية على الطلبة العرب في الجامعات، وكونها ترفض عسكرة الأحرم الجامعية التي لها أن تؤجج الأمور وتقود إلى تصعيد خطير”.