السياسة سببها.. أحذية دخلت التاريخ والمتاحف
الإعلامي أحمد حازم
مرّت الذكرى الـ 20 لاعتقال الرئيس العراقي السابق المرحوم صدام حسين في 13 كانون الأول عام 2003، دون أن تتحدث وسائل الاعلام العربية ولا سيما الفلسطينية عن ذلك الحدث، وكأنه غير جدير بالاهتمام، رغم أن صدام له فضل كبير على الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، والتاريخ يشهد على ذلك بغض النظر عمّا إذا كنا نختلف أو نتفق معه.
بالرغم من أنَّ بريطانيا كان لها دور كبير في تدمير العراق أيام حكم صدام، إلا أن “متحف الأسلحة الملكية” البريطاني في ليدز، شمال إنجلترا، اهتم بذكرى اعتقال صدام على طريقته الخاصة. وعلى ذمة شبكة “سي بي اس نيوز” الأمريكية فإن “متحف الأسلحة الملكية” وهو متحف متخصص في بريطانيا ومن خلال معرض جديد اعتبارًا من 16 الشهر الحالي بدأ للمرة الأولى أمام الجمهور بعرض بندقية آلية من طراز “ايه كي- 47” مطلية بالذهب تعود ملكيتها للرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ولكن كيف وصلت البندقية الى المعرض البريطاني؟ بعد سقوط النظام العراقي، من الطبيعي أن تعم الفوضى في ذلك البلد ويتعرض للسرقات والنهب إن كان ذلك من قبل عصابات أو من طرف سياسيين.
رجال الجمارك البريطانيين اكتشفوا البندقية في مطار هيثرو في العام 2003، الى جانب قاذفة صاروخية و6 حراب وبندقية قنص، موضوعة في حاويات تحمل بيانات تشير الى أنها تضم أجهزة حاسوب.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن متحف (الطريجي) الكويتي الذي يحتوي على مليون ونصف مليون قطعة أثرية نادرة من مختلف دول العالم، يتضمن أيضًا حذاء صدام حسين الذي يحمل اسم مصانع (باركر) الشهيرة في صناعة أحذية الملوك ورؤساء الدول، رغم ما حصل بين العراق والكويت في الأول من آب/أغسطس عام 1990.
ففي ذلك الوقت دخل الجيش العراقي الى الكويت وتمّ تحريرها فيما بعد بحرب أطلقوا عليها “حرب تحرير الكويت” من خلال عملية “عاصفة الصحراء” من 17 يناير إلى 28 فبراير1991 قامت بها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضدّ العراق، بتفويض من مجلس الأمن الدولي لتحرير الكويت.
كثيرًا ما سجَّل التاريخ حوادث رمي سياسيين بالبيض والبندورة كاحتجاج على سياساتهم، لكن من القليل جدا أن يتطرق التاريخ الى حكايات قذف سياسيين بالأحذية. والضرب بالحذاء حدث تميز به الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش إضافة إلى تميزه بسياساته الحمقاء. ففي الرابع عشر من شهر ديسمبر/ كانون أول عام 2008 ضرب الصحفي العراقي منتظر الزيدي الرئيس الأمريكي بوش بحذائه، وبالتزامن مع إلقاء فردة حذاءه الأولى قال الزيدي لبوش: “هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي أيها الكلب الغبي”. وقال وهو يرمي الفردة الأخرى: “وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم في العراق”. تاريخ أمريكا المليء بقتل الشعوب سجل حدث ضرب بوش بـ “الصرماية” كأول حدث من نوعه يحدث مع رئيس دولة في العالم بشكل عام ومع رئيس أمريكي بشكل خاص.
حادثة مثيرة أخرى متعلقة سياسيًا بالحذاء، ارتبطت باسم الزعيم السوفييتي الأسبق نيكيتا خروتشوف: ففي الثاني عشر من شهر أكتوبر/ تشرين أول عام 1960 نزع الزعيم السوفييتي خروتشوف حذاءه وهو يلقي خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة وضرب الطاولة بالحذاء في اشارة تحد، عندما كانت الحرب الباردة في ذروتها بين واشنطن وموسكو. والحذاء موجود الآن في أحد متاحف برلين.
وما دمنا في الحديث عن الحذاء السياسي، بقي علينا الإشارة الى حادثة حذاء إنسانية وليست سياسية قرأتها عن أحد أكبر سياسيي العالم في القرن الماضي. تقول الواقعة، ان السياسي الهندي البارز والزعيم الروحي مهاتما غاندي كان ذات يوم يهمُّ بصعود قطار وهو يسير ببطء، فسقطت من قدمه فردة حذائه، فسارع بخلع الأخرى ورماها إلى جانب أختها، فسأله رفيق له بالقطار، عن سبب رميها فأجاب: لعل من يجدها وهو بحاجة إليها، فلا تفيده واحدة دون الأُخرى.
نتمنى أن يكون العام 2024 عاما خاليًا من الحروب وعام حرية الشعوب التي تناضل من أجل استقلالها. سنة جديدة سعيدة وكل عام وأنتم بخير.