هآرتس: “صدمة للمحكمة العليا”.. من يخلص إسرائيل من هذه الزمرة ومشروعها الانقلابي؟
تسريب مسودة قرار الحكم في الاستئناف ضد تعديل قانون الأساس -القضاء وإلغاء ذريعة المعقولية- هو خطوة أخرى في مشروع الانقلاب النظامي الذي حاول المبادرون إليه أن يولدوا مؤخراً انطباعاً بأنهم تراجعوا عنه. هذه خطوة أكثر دقة من الانقضاض العنيف لصاحبيه ياريف لفين وسمحا روتمان، الذي تم إسكاته قبل سنة تقريباً، والذي قبل تسبب قبل المذبحة والحرب في انخفاض كبير في دعم الحكومة، وحوّلها عملياً إلى عديمة الشرعية والاحترام.
هذا التسريب هدف إلى إلقاء الرعب في قلوب قضاة المحكمة العليا قبل عرض موقفهم النهائي، وقد حددهم هدفاً للهجوم والضغط أثناء إصدار قرار الحكم. هذا التسريب هدف إلى تقييد تغييرات اللحظة الأخيرة في هذه الحالة، السائدة في تاريخ المحكمة العليا، التي قد تحقق نتيجة إشكالية أقل من اتخاذ قرار بأغلبية صوت واحد فقط، والتي سترسخ الانقسام العميق، الذي يعنى من سربوه بتسريعه. إذا كانت الأغلبية التي تؤيد إلغاء القانون أكثر قوة مما نشر عنها، فإن رئيسة المحكمة استر حيوت ستتهم بفرض موقفها على أي قاض من القضاة الذين نشرت بخصوص مواقفهم أمور مختلفة (هذا لا يعني أن الأمر محتمل ولا ينبغي أن يكون مثيراً للاهتمام)، لكن كل هذه الترتيبات الدعائية ستحدث.
التسريب مكن ياريف لفين من القيام بالتفاف متهكم ووحشي، من خلال استخدام الألم الكبير لمواطني إسرائيل وبدون ضمير. “في الوقت الذي يحارب فيه الجنود إلى جانب بعضهم في الجبهات المختلفة، وفي الوقت الذي يتألم فيه كل الشعب من فقدان حياة الكثيرين”، كتب في الرد الذي تم نشره، “محظور تمزيق شعب إسرائيل بالخلافات. المواطنون الإسرائيليون يتوقعون من المحكمة العليا عدم نشر قرار مختلف عليه حتى بين القضاة أثناء الحرب”.
المتحدث هو الشخص الذي أحدث الشرخ الأكثر عمقاً في تاريخ الهيكل الثالث؛ الذي هاجم شعب إسرائيل ورموزه وعلى الأقل نصف الجمهور، الذي خشي من كومة القوانين المشوشة التي حاول دفعها قدماً بدون أي عائق في الوقت الذي يستغل فيه التشويه السياسي، والقوة المبالغ فيها للهامشيين المتطرفين في الكنيست، ويصم الأذن عن سماع الصراخ والتحذيرات التي ثبت أنها صحيحة؛ هو يتحدث عن المسؤولية وعن تجنب الخلافات. هذه مهزلة. لو لم يتكبد خسارة كبيرة في الرأي العام، حتى قبل أن يصبح هو وحكومته المسؤولين عن الفشل الأكبر في تاريخ إسرائيل وعن الكارثة الأكثر فظاعة في تاريخ الشعب اليهودي، لكان استمر في أعمال الشغب كوكيل للفوضى.
الأفعال تشهد على النوايا دائماً. “مثل سيده بنيامين نتنياهو، فضل لفين بشكل متعمد تقسيم المجتمع في إسرائيل بشكل غير مسبوق، دون أي تأنيب ضمير (هو نفسه اعترف، كما نشر يوفال البشان، بأنه توقع تداعيات قاسية لأفعاله)، وقاد الدولة إلى حرب داخلية أضعفت مناعتها بشكل لا يقدر، الضعف الذي شخصه أعداء الدولة وكان من بين أسباب 7 أكتوبر.
هم مستمرون: لفين يستمر في التعويق وتأخير عملية تعيين إسحق عميت رئيساً للمحكمة العليا. وبسبب الخوف من الالتماس المبرر الذي قدم ضده واختطاف لجنة تعيين القضاة ورفض عقدها خلافاً للقانون، ينثر أصوات “التسوية” ويشترط تعيين عميت رئيساً للمحكمة العليا بتعيين اثنين من القضاة المحافظين فيها.
إن هبوط الليكود والحكومة في الاستطلاعات، وحقيقة أن لا أحد من أعضائهما يمكنه السير في الشارع دون الالتقاء مع المواطنين المتألمين والغاضبين، يدل على أن أغلبية الجمهور لا تريد أخطار الفوضى، ولا تريد أشخاصاً ثوريين لا يساهمون بأي شيء ويتركوننا للأعداء. سبب القوة الحالية لأشخاص مثل بني غانتس وغادي آيزنكوت هو امتنان الجمهور لهما على اعتدالهما ورفض التطرف والاستقطاب.
إسرائيل دفعت ثمناً باهظاً جداً بسبب التطرف والإدمان على شخصيات هامشية وحالمة. تحملنا بما فيه الكفاية. هذه شخصيات يجب إخراجها من حياتنا.