أزمة الخبز في غزة جراء العدوان الإسرائيلي.. هكذا يتدبر السكان أمرهم
تفاقمت أزمات سكان قطاع غزة الإنسانية البالغ عددهم أكثر من 2.3 مليون نسمة بسبب العدوان الإسرائيلي المدمر والمستمر منذ 25 يوما، ومن بين تلك الأزمات الحساسة؛ أزمة الحصول على رغيف الخبز أو الدقيق.
يجبر المواطنون على الوقوف لساعات طويلة في الطوابير أمام المخابز التي لا زالت تعمل، لأجل الحصول على الخبز؛ علما أن ربطة الخبز التي يتم توزيعها تزن 3 كيلوجرام، وتكفي عائلة مكونة من 8 أفراد ليوم تقريبا.
وعملت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” على توزيع الدقيق مجانا على بعض المخابز في جنوب القطاع دون شماله، مقابل بيع الربطة بسعر مخفض؛ من أصل 8 شيكل تباع حاليا في المخابز بسعر بـ 4 شواكل، لكن الأمر لم يحل المشكلة.
ومع غياب الدقيق من المحال التجارية وفي الأسواق، تبقى خيارات المواطن الغزي محدودة في الحصول على الخبز، ومن تبقى لديه بعض أكياس الدقيق المخزن قبل الحرب، تتدبر بعض الأمهات أمرها بتوفير الخبز لأسرهم وأطفالهم، عبر الرجوع لبعض طرق القديمة في تجهيز الخبز والتي لا تزال فاعلة في القطاع وخاصة في جنوبه.
ومن بين تلك الخيارات، استخدام أفران مصنوعة من الطين وأحيانا من الحديد، لتجهيز الخبز البلدي، وهي أفران يستخدم فيها الخشب المتوفر والورق المقوى كوقود، ويتم إشعالها وبعد وصولها لدرجة حرارة مناسبة تعرفها بعض النساء من كبار السن وممن لديهم خبرة في الأمر، وتبدأ من لها خبرة بعملية الخبيز لها ولجيرانها.
الأفران الطينية متوفرة في عدد قليل من منازل المواطنين، ممن يعتمدون في طعامهم على الخبز البلدي، لذا تتعاون النساء بينهن لتنسيق الأمر كي لا يفسد العجين، وتتم عملية تجهيز العجين وخبزه بالتوالي بين الجيران، وهي فرصة سانحة وسط أجواء العدوان لاطمئنان الجيران على بعضهم البعض.
وأيضا من بين الخيارات لتوفير الخبز، استخدام أفران تعمل على الغاز لمن توفر لديه، إضافة إلى قيام البعض بصنع خبز “الصاج” الذي لا يحتاج لوقت طويل لأن العجين يجهز للخبز دون خميرة.
ويشهد القطاع الذي يمتد على مساحة 360 كلم مربع، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 6 إلى 12 كلم، ترديا صعبا في مجمل الأوضاع الحياتية؛ وخلال الأيام والليالي الماضية من العدوان، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل متزامن، واستهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين والمخابر والأسواق، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 8525 شهيدا معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، والجرحى لأكثر من 21543 إصابة بجروح مختلفة، مؤكدة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها، وارتكاب أكثر من 926 مجزرة بحق العائلات.