الأطباء المتطوعون… جنود مجهولون في مستشفيات غزة لإسناد النظام الصحي
دون تفكير سارع الطبيب حديث التخرج عبد الله شريف إلى الالتحاق للعمل في مجمع ناصر الطبي جنوب قطاع غزة استجابة لنداءات وزارة الصحة وبهدف إسناد زملائه الذين يعيشون أصعب أيام حياتهم في مهنة الطب.
وبدأ شريف العمل داخل قسم الاستقبال والطوارئ بالمستشفى إلى جانب عدد آخر من الأطباء والمرضى المتطوعين في علاج جرحى العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم السابع عشر على التوالي.
ويعمل شريف إلى جانب الأطباء والممرضين داخل مختلف أقسام مجمع ناصر الطبي كخلية نحل واحدة في إنقاذ حياة الجرحى واستقبالهم وتوزيعهم على الأقسام المختلفة، وغرف العمليات.
ورغم حالة التعب التي ظهرت على جسد شريف في مجمع ناصر الطبي إلا أنه قرر مواصلة عمله في مداواة الجرحى والمرضى وعدم التراجع عن أداء أمانته الذي قسم عليه خلال تخرجه من كلية الطب في إحدى الجامعات المصرية.
وإلى جانب شريف، ينشغل الطبيب المتطوع، محمد في علاج بعض جرحى العدوان الإسرائيلي جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل إحدى العائلات شرق مدينة خان يونس.
ويقول محمد في تصريحات صحفية: “لم أتردد في الذهاب إلى المستشفى من أجل العمل وأداء أمانة إنسانية وأخلاقية وخدمة هذا الشعب”.
ويوضح أنه سيكمل العمل كمتطوع في مستشفى ناصر من أجل إسناد المنظومة الصحية فيها خاصة أنها مهدد بالتوقف نتيجة عدة ظروف أبرزها نقص الوقود، وإنهاك الكادر الطبي بشكل كامل بسبب تزايد عدد الإصابات والقفزة المستمر به.
وكان رئيس قسم الاستقبال والطوارئ في مجمع ناصر الطبي، الدكتور محمد قنديل، قد أكد أن الوضع داخل المجمع كارثي كبقية المستشفيات بفعل نقص الإمدادات الطبية والوقود، واستقبال أعداد كبيرة من الجرحى تفوق قدرة المجمع الاستيعابية.
وقال قنديل في تصريحات صحفية: إن “القدرة الاستيعابية لمستشفى ناصر 240 سريرا، وتلقينا منذ بداية العدوان 3000 إصابة، وهو ما أنهك الطواقم الطبية”.
وأوضح أن إدارة المستشفى قامت بإعداد سياسات جديدة من خلال توزيع عدد أقسام والعناية المركزة لاستيعاب الحالات البالغة.
وأشار إلى أن الكارثة الحالية التي تعد من جرائم الحرب الدولية، لو ضربت أي نظام صحي قوي سيتهالك ويحتاج إلى دعم من الخارج.
يشار إلى أن وزارة الصحة في غزة أعلنت خروج 7 مستشفيات و 25 مركزا صحيا عن الخدمة بسبب الاستهداف ونفاد الوقود.