ذهول وصدمة في “إسرائيل” بعد انطلاق عملية “طوفان الأقصى”
أصيبت جميع الأوساط السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال، بصدمة كبيرة من الهجوم المفاجئ الذي شنته المقاومة الفلسطينية فجر السبت في قلب مستوطنات غلاف غزة، حيث تسلل عشرات المقاومين إليها، في نفس الوقت الذي وقع فيه هجوم صاروخي من قطاع غزة، ما شكّل مفاجأة كبيرة، فيما توغل المقاومون باتجاه البحر، في بداية الضربة، كما أنهم توغلوا في مستوطنات الغلاف برا.
وكان القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، أعلن فجر السبت، بدء عملية “طوفان الأقصى” ضد الاحتلال الإسرائيلي، واستهدفت في الضربة الأولى المطارات والمواقع العسكرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي.
وقال الضيف في كلمة متلفزة: “قررنا أن نضع حدا للانتهاكات الإسرائيلية للاعتداءات على المسجد الأقصى”، مؤكدا أن المرحلة الأولى شهدت إطلاق 5000 قذيفة وصاروخ باتجاه مواقع ومستوطنات الاحتلال.
من جانبها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عبر شبكة مراسليها أن “وابلا كثيفا للغاية أطلق من قطاع غزة في مفاجأة تامة، بالتزامن مع تسلل من داخل قطاع غزة، حيث سُمعت صفارات الإنذار في مستوطنات الوسط والجنوب، عقب إطلاق الصواريخ من غزة، كما دارت معارك عنيفة في الغلاف بعد تسلل المقاومين، فيما أعلن جيش الاحتلال حالة “التأهب الحربي”، وطلب من مستوطني الغلاف أن يحبسوا أنفسهم في منازلهم، في ضوء أنه تم تنفيذ اختراق للحدود في نفس الوقت الذي تم فيه إطلاق الصواريخ، وربما يدخل المقاومون الفلسطينيون من خلال الأنفاق القديمة”.
وأضافت في تقرير ترجمته “عربي21” أنه “في اللقطات القادمة من مستوطنة سديروت، شوهد مسلحون يطلقون النار أثناء وجودهم في مركبة، وتسللوا إلى مركز الشرطة في سديروت، ووقع تبادل لإطلاق النار هناك، عقب فقدان السيطرة عليه”.
وتابعت الصحيفة: “شهد معبر إيريز شمال قطاع غزة عددا من عمليات التسلل من الداخل، فيما وافق وزير الحرب يوآف غالانت على حشد احتياطيات واسعة، وبدء الاستعدادات للحرب في الجنوب، وفي الوقت ذاته تم إطلاق مئات الصواريخ والقذائف المتواصلة على غوش دان وشارون وسط فلسطين المحتلة، حيث استمر إطلاق النار الكثيف طوال الساعات الماضية، ودوّت صفارات الإنذار”.
وأشارت إلى أن “إطلاق الصواريخ حصل في القدس المحتلة، حيث قفزت الوحدات الخاصة مثل “شيلداغ، إيغوز، ودفدوفان” لمحاولة التصدي لعمليات التسلل الجماعي إلى مستوطنات غلاف غزة، ولا تزال المعركة مستمرة مع سقوط العديد من القتلى الإسرائيليين، وقال سكان في قطاع غزة إن المسلحين المتسللين “يطرقون أبواب المستوطنين في الغلاف”.
و”في مستوطنة ياد مردخاي أغلق المستوطنون على أنفسهم في منازلهم، وقالوا إننا نتعرض للهجوم، ولا أحد يأتي لمساعدتنا، لأكثر من ساعة ونصف مع إطلاق نار متواصل، إنهم يذبحوننا، هنا لا يوجد جيش، ولا شيء”.
وأوضحت الصحيفة أن “أضرارا كبيرة لحقت بالمباني جراء سقوط الصواريخ، إضافة إلى عشر مركبات، وبدأت القوات بالبحث عن الإسرائيليين المحاصرين، كما وردت تقارير عن سقوط صواريخ في عسقلان، وأصيب اثنان بجروح، وسقطت صواريخ في بئر السبع وريشون لتسيون، وتم الإبلاغ عن إصابة مباشرة لمبنى في تل أبيب”.
وأشارت أنه “في أول إعلان بعد الهجوم المفاجئ، قال الجيش الإسرائيلي إن حماس نفذت عملية مشتركة شملت إطلاق صواريخ وتسلل مسلحين إلى داخل الأراضي المحتلة، وسيقوم الجيش بحماية الإسرائيليين، وستدفع حماس ثمناً باهظاً، طالبا من الجمهور الانصياع لأوامر قيادة الجبهة الداخلية بالبقاء بالقرب من المناطق المحمية، كما أنه يُطلب من سكان مستوطنات غلاف غزة البقاء في منازلهم، وبعد دقائق، أعلن الجيش حالة التأهب للحرب”.
ونقل عن “بيان باسم مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه أبلغ بتفاصيل الحادث، وسيجمع كبار المسؤولين الأمنيين في الساعات المقبلة، فيما يتلقى وزير الحرب يوآف غالانت تحديثات منتظمة، وسيتوجه إلى مقر الوزارة في تل أبيب، وسيجري تقييمًا للوضع مع كبار أعضاء المؤسسة الأمنية، ثم أعلن موافقته على تجنيد مكثف للاحتياط في المواقع المطلوبة في التشكيلات المختلفة، بما يتوافق مع احتياجات الجيش”.
أكير بوخبوط المراسل العسكري لموقع واللا أكد أن “هجوم حماس جاء من الأرض والبحر والجو، ما شكل مفاجأة لجيش الاحتلال، ويشير عدد القتلى الإسرائيليين إلى مدى دهشة جيش الاحتلال من الهجوم الذي وقع فجراً خلال عطلة السبت، ويبدو أن التسلل من الجو وعلى الأرض من قبل حماس كان ممكناً في ضوء ضعف القوات على طول الحدود، الأمر الذي اعتبر مفاجأة كبرى، حيث لم تكن هناك معلومات استخباراتية عن مثل هذه العملية المعقدة التي تم تنفيذها تحت أنظار الجيش والاستخبارات الإسرائيلية”.
وأضاف في تقرير أن “جيش الاحتلال والدولة كلها أصيبت بالمفاجأة من مبادرة حماس، خاصة أنها تعمد لتنفيذ هجوم هو الأول من نوعه عبر الجو، لأنه يتطلب أعلى درجات الحماية اليقظة، مع وجود كمية كافية من منصات الإطلاق، وطاقم كامل من الأفراد في البطاريات، وحول منصات الإطلاق في الميدان، وتشير معطيات الاعتراضات والإنزالات في المناطق المبنية إلى أن قوات الاحتلال أُخذت على حين غِرّة، أما المفاجأة الثانية فقد انعكست في مدى التسلل من الجو والأرض إلى أراضي الدولة، رغم وجود عائق واسع جداً مملوء بأجهزة استشعار، لكن العبور بدا ممكناً بسبب ضعف قوات الاحتلال على طول الخط الحدودي”.
وأوضح أن “المفاجأة الثالثة انعكست في عدم قدرة الجيش على الرد على الهجوم الجوي بهدف مهاجمة مواقع إطلاق الصواريخ من غزة، حيث استغرق أكثر من ساعتين، أما المفاجأة الرابعة، وربما قبل كل شيء، فهي ليست المفاجأة الظرفية، بل المفاجأة الاستخباراتية، حيث لم ترد تحديثات واسعة النطاق وواضحة حول النية لتنفيذ هجوم واسع النطاق من قطاع غزة، رغم أنها عملية تدربت عليها المنظمات الفلسطينية منذ عدة أشهر، وتمكنت من تنفيذها تحت أنظار أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية”.