ألمانيا تقتني منظومة صاروخية إسرائيلية لـ”حماية سماء أوروبا”
وقّعت ألمانيا وإسرائيل، الخميس، اتفاقية اشترت برلين بموجبها منظومة “سهم 3” الإسرائيلية المضادة للصواريخ الباليستية بقيمة 3.5 مليارات دولار، وذلك ضمن مبادرة “درع السماء” التي تهدف إلى تعزيز الدفاعات الجوية لأوروبا.
ووصفت وزارة الأمن الإسرائيلية الاتفاقية بأنها “أكبر صفقة أمنية في تاريخها”، وفق بيانها.
وفي 2022، أثارت ألمانيا للمرة الأولى رغبتها في الحصول على منظومة “سهم 3″، حيث برزت الرغبة الألمانية بالحصول على المنظومة الدفاعية بعد اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية في 2021.
وفي أبريل/نيسان 2022، قال قائد سلاح الجو الألماني إنغو غيرهارتس لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية “إن برلين حصلت على موافقة إسرائيل والولايات المتحدة لشراء نظام الدفاع الصاروخي سهم 3”.
وفي نهاية سبتمبر/أيلول 2022، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان “إن وزير الدفاع الإسرائيلي (السابق) بيني غانتس، ناقش هاتفيا مع نظيرته الألمانية كريستين لامبرخت، تزويد بلادها بمنظومة سهم 3 الدفاعية الصاروخية”.
موافقة أميركية
ولم يكن لإسرائيل التوقيع على هذه الصفقة لولا الحصول على موافقة مسبقة من قبل الولايات المتحدة الأميركية.
فالمنظومة التي تصفها إسرائيل بأنها الأحدث والأقوى في العالم، مشتركة بين منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، التابعة لمديرية أبحاث الدفاع والتطوير بوزارة الدفاع، ووكالة الدفاع الصاروخي الأميركي.
وصادقت الولايات المتحدة في أغسطس/آب 2023، على بيع إسرائيل منظومة “سهم 3” المضادة للصواريخ الباليستية إلى ألمانيا.
وبدأ مشروع هذه الصواريخ الذي تموّله الولايات المتحدة جزئيا في عام 1988، في إطار برنامج أميركي مضاد للصواريخ الباليستية عُرف باسم “حرب النجوم”.
ولا بد من الحصول على موافقة الولايات المتحدة حتى تبيع إسرائيل أي منظومة سلاح يتم إنتاجها بشكل مشترك بينهما.
وعلى مدى سنوات، طوّرت إسرائيل بشراكة ودعم الولايات المتحدة منظومات دفاعية بينها “القبة الحديدية” لصد الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، و”مقلاع داود” لصد الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، و”سهم 3″ لصد الصواريخ طويلة المدى.
وتحصل إسرائيل على مساعدات عسكرية أميركية بقيمة 3.8 مليارات دولار سنويا، بموجب مذكرة تفاهم تم توقيعها في 2016، من قبل إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وتغطي السنوات المالية من 2019 إلى 2028، بقيمة تصل إلى 38 مليار دولار على مدى 10 سنوات.
وفي 30 يوليو/تموز 2021، قالت وزارة الخارجية الأميركية في ورقة حقائق “منذ تأسيسها عام 1948، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل ما يزيد على 125 مليار دولار من المساعدات الثنائية”.
مبادرة “درع السماء”
وتعليقا على الصفقة، قالت الوزراة في بيان الخميس “توقيع الصفقة تم بمقر وزارة الدفاع الألمانية في برلين، بحضور وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ونظيره الألماني بوريس بيستوريوس”.
وقال موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري إن المنظومة ستمثل جزءا من مبادرة “درع السماء” الأوروبية بقيادة ألمانيا، لتعزيز الدفاعات الجوية لأوروبا، ردا على الضربات الجوية الروسية في أوكرانيا.
وأضاف “وقّعت 18 دولة على مبادرة درع السماء الأوروبية منذ بدايتها في أغسطس/آب 2023”.
وتحث الخطة الحلفاء على شراء أنظمة الردع معا، مع التركيز على جعلها قابلة للتشغيل المتبادل مع أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
تفاصيل العقد
وأشارت وزارة الأمن الإسرائيلية، في بيان، إلى أنه “تم الاتفاق على كافة تفاصيل العقد بين وزارتي الدفاع الألمانية والإسرائيلية، وسيتم تقديمها للموافقة النهائية من قبل الحكومة الألمانية والكنيست”.
وقالت الوزارة “من المتوقع توقيع العقد الكامل في نوفمبر/تشرين الثاني 2023″، ولفتت إلى أن منظومة سهم 3 “صممت لاعتراض الصواريخ الباليستية الموجودة في الغلاف الجوي الخارجي”.
وأردفت “بفضل قدراتها الاستثنائية (المنظومة) على الاعتراض بعيد المدى، والتي تعمل على ارتفاعات عالية فوق الغلاف الجوي، فإنها تقف كأفضل معترض من نوعه”.
وتتوقع إسرائيل أن بيع هذه المنظومة لألمانيا سيرفع من قيمة مبيعاتها للأسلحة بالعالم.
وقال مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية إيال زمير، في أغسطس/آب 2023، في بيان “هذه الصفقة التاريخية ستدفع صادرات الدفاع الإسرائيلية إلى رقم قياسي جديد، بعد الإنجاز الرائع العام الماضي (2022)، بقيمة 12.5 مليار دولار”.