استضافته مدينة كَفر قرع ونظّمه اتحاد الأئمة.. الآلاف يجددون البيعة لرسول الله في مهرجان ذكرى المولد النبوي
موطني 48|طه اغبارية، عبد الرحمن أشراف
- المحامي فراس بدحي يدعو إلى الوحدة والاجتماع على حب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام
- الدكتور مهدي زحالقة: نحن بحاجة إلى الالتقاء على حب الله ورسوله وأن نرتقي بأخلاقنا وأن تكون الوحدة سلاحنا
- الأستاذ عبد الرحمن سامي مصري: هذه الحشود تدخل السكينة والطمأنينة على قلوب أبناء العائلة
- الشيخ مشهور فواز: المولد يأتي ليعلمنا أنّ أجمل اللحظات هي لحظات المعاناة إن كانت مقرونة بالأمل والثقة والتوكل على الله، فهذا منهجه عليه الصلاة والسلام مع الفتن والكروب
- الشيخ عكرمة صبري: محبتنا لرسول الله هي من الإيمان، فهو خاتم الأنبياء والمرسلين لأنه حمل الرسالة الأممية العالمية
- الشيخ رائد صلاح: سنبقى سائرين الى الأمام في مشروعنا الإسلامي، سنبقى سائرين مع الله ومع رسول الله ومع المسجد الاقصى ومع ثوابتنا الاسلامية والعروبية والفلسطينية حتى نلقى الله تعالى
- الشيخ كمال خطيب: أرادوا بعد النكبة محو شعبنا وذاكرته هنا في أراضي الـ 48، لكن الله عز وجل أفشل كيدهم، وسطّر شعبنا البطولات التي تدل على تمسكه بهويته الوطنية
بحضور الآلاف من أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني والقدس المباركة، استضافت مدينة كَفر قرع يوم الجمعة الفائت، مهرجان ذكرى المولد النبوي الشريف، والذي نظّمه اتحاد أئمة المساجد في الداخل.
المشوار مستمر
أُقيم المهرجان في الملعب البلدي بكفر قرع، وتولى إدارة فقراته الشيخ عبد الرحمن أبو الهيجاء من بلدة الفريديس، وقال في معرض ترحيبه بالحضور: “نحييكم باسم اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني، رجالا ونساء، صغارا وكبارا، في هذا المهرجان المبارك. ونخص بالتحية وفد القدس الشريف الذي يقف على رأسه خطيب المسجد المبارك فضيلة الشيخ عكرمة صبري”. وأضاف: “باسمكم نحيي الحاضرين الغائبين الذين طالتهم يد الغدر والظلم والعدوان، إن كانوا في الأسر وإن كانوا تحت الثرى شهداء، نحيي الشيخ يوسف الباز الذي يقبع وراء القضبان والذي تعودنا أن نستمع لتلاوته في مثل هذه المناسبات. نحيي دماء الشهداء في كفر قرع عموما، ودماء الشيخ الشهيد الإمام سامي “أبو العبد”. عزاؤنا أن المشوار مستمر مهما كانت الظروف، وأن من خلفهم جيل حمل الراية وانطلق على بركة الله ليكمل المشوار”.
ثمّ كانت تلاوة عطرة لآيات من القرآن الكريم تلاها الأستاذ محمد أحمد وتد من قرية جت، تبعها نشيد “هو الحق يحشد اجناده” ردده آلاف المحتشدين في المهرجان، إلى جانب فرق الكشافة التي جابت أرض الملعب البلدي في كفر قرع.
شاهد|
الآلاف يشاركون باحتفال ذكرى المولد النبوي في كفرقرع.#موطني48 pic.twitter.com/yPwuUJ0vIw— موطني 48 (@mawteni48) September 22, 2023
“لن ندع اليأس يقتلنا”
الكلمة الأولى كانت للمحامي فراس بدحي رئيس بلدية كفر قرع، حيّا الحضور جميعا وقال إنه “لشرف لنا في هذا البلد وأهله أن نحتضن هذا الحفل والحشد المبارك”.
وأضاف: “تعصف بنا في هذه الأيام آفة الجريمة والعنف، ولكن لن ندع اليأس يقتلنا، ورسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام زرع فينا روح التفاؤل والعفو، وهذه الأمة لن تذل ولن تركع إلا لرب العالمين”.
وأكد بدحي لكل أمم الأرض أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خط أحمر، داعيا إلى حمل مبادئ الرسول الكريم ورفع لوائه إلى يوم القيامة.
ودعا إلى الوحدة والاقتداء بأشرف الخلق حتى نكون أقوى الأمم بالأخلاق والإيمان ونعتز بإسلامنا ونحافظ على مقدساتنا ونحمي أقصانا.
وختم المحامي فراس بدحي كلمته بالقول: “في هذا اليوم نتذكر شيخنا الجليل الشيخ سامي عبد اللطيف الذي قتل وراح ضحية الغدر في ساحة المسجد. وعندما يقتل الإمام ورجل الدين ورجل الدعوة وقبله بأيام يقتل فتى لم يبلغ 14 عاما، فهذا يعني أننا انحرفنا عن البوصلة ويجب أن نصحح المسار بالاجتماع على شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله”.
“الوحدة سلاحنا”
ثمّ كانت كلمة الدكتور الشيخ مهدي زحالقة إمام مسجد الحوارنة، ورحّب باسم الدعوة المحلية في كفر قرع بالحضور جميعا الذين- كما قال- أتوا من كل بقاع هذا الوطن الغالي الذي يريد له الظالمون أن نتفكك حتى ننشغل عن قضايانا الكبرى.
وأضاف أنه في ظل استفحال العنف والجريمة إضافة إلى ظلم المؤسسة الإسرائيلية فنحن بحاجة إلى الالتقاء على حب الله ورسوله وأن نرتقي بأخلاقنا وأن تكون الوحدة سلاحنا.
وأردف زحالقة “رغم الوجع والالم لا نرفع الراية البيضاء، بل نرفع الراية الخضراء مكتوب عليها لا اله الا الله”.
وقال “في هذا الزمن الصعب قلوبنا تنزف على دماء الشهداء جميعا. قبل استشهاد الشيخ سامي سبقه بساعات استشهاد فتى بريء لم يتجاوز الـ 14 عاما هو الفتى محمد مصطفى، كما نترحم على أرواح أمواتنا جميعا، ونسأله تعالى أن يتغمدهم جميعا بواسع رحمته”.
واستطرد بالقول: “كان من المفروض في هذه الليلة أن يكون معنا، ومن أول الحضور الشيخ الداعية الشهيد سامي عبد اللطيف ابن كفرقرع، بل ابن كل الداخل الفلسطيني، فهو شيخ في التربية الروحية واستاذ في العلم والتعليم، وهو الوالد بالعاطفة القلبية وقائد في المهمات الدعوية، وما أنا إلا حسنة من حسناته الوافرة”.
ودعا زحالقة أبناء المشروع الإسلامي إلى البيعة والعهد في مواصلة مشوار الشيخ سامي وسائر المشايخ في نشر الخير والمحبة بين أبناء مجتمعنا، مشدّدا “كما نبايع ألا تمتد أيدينا بأذى أبدا لأي واحد من أبناء مجتمعنا المبارك”.
وحيّا الشيخ مهدي عائلة الشيخ سامي، صغارا وكبار، على صبرهم ورقي أخلاقهم، وتوجّه بالشكر إلى اتحاد الائمة وخص بالذكر: الشيخ محمد عارف وتد، والشيخ نضال أبو شيخة، والأستاذ حامد اغبارية والأستاذ عبد الإله معلواني، على سهرهم وجهودهم في تنظيم المهرجان، كما شكر بلدية كفر قرع ورئيسها على مساندتهم لإخراج المهرجان إلى النور، وأثنى على جهود كل منظمي المهرجان.
ودعا الدكتور مهدي زحالقة في الختام، الحضور إلى المبايعة من خلال هتاف “الله أكبر ولله الحمد” على البقاء والثبات ما بقي الزعتر والزيتون ومن أجل الخروج بمجتمعنا إلى بر الأمن والأمان.
تكريم عائلة الشهيد سامي مصري
بعد ذلك، بثت شاشة كبيرة لقطات من الأرشيف أطل خلالها الشيخ الشهيد سامي المصري، مؤكدا على مواقفه في نصرة حقوق شعبنا ونصرة دين الله، وفي مقدمتها حقنا في المسجد الأقصى المبارك. ثم استمع الحضور إلى نشيد خاص بالشهيد سامي مصحوبا بلقطات مصورة من سيرته العطرة وجانب من جنازته. وقام على هذا العمل الفني اتحاد الأئمة. تبع ذلك تكريم عائلة الإمام الشهيد سامي مصري، بدرع تقديري على يد كل من: الشيخ رائد صلاح، والشيخ كمال خطيب، والشيخ مهدي زحالقة، والمحامي فراس بدحي والشيخ محمد عارف وتد.
“عائلتنا بخير”
ثمّ ألقى الأستاذ عبد الرحمن سامي مصري، كلمة عائلة الشهيد، مرحبا بالحضور، ومؤكدا أن هذه الحشود تدخل السكينة والطمأنينة على قلوب أبناء العائلة، وشكر كل من ساند عائلة الشهيد في مصابها الجلل.
وقال عبد الرحمن إن عائلته بخير رغم الجرح العميق، وأن العائلة بخير منذ أن نذر والده الشهيد نفسه لتربية عائلته على طاعة الله كما نذر نفسه لنشر الخير والمحبة بين الناس.
وتطرق إلى جوانب في سيرة والده الشهيد، وحرصه- رحمه الله- على تحري الحلال في كل معاملاته مع أهله ومع كل الناس.
وتابع أنّ رد فعل مجتمعنا على استشهاد والدي كان أكبر دليل على الخير في مجتمعنا رقم آفة العنف والجريمة ورغم عمل المؤسسة الإسرائيلية على تفتيت هذا المجتمع.
وختم عبد الرحمن سامي مصري بالتأكيد على “السير على درب والدي اقتداء برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وسنكون الأوفياء على إكمال مسيرته”.
“التوكل المقرون بالأمل والثقة بالله في ظل الفتن”
رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء الأستاذ الدكتور مشهور فواز، حيّا المحتشدين حبا ووفاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال إن “هلال ربيع الأول يذكرنا بمولد اعظم وأكمل وأفضل رجل عرفته الإنسانية، إنه مولد محمد صلى الله عليه وسلم”.
وتحدث عن رحمته عليه الصلاة والسلام بأمّته ودعائه الدائم لها بالخير والصلاح.
ووقف على درس واحد من دروس وعبر ذكرى مولد الهادي صلى الله عليه وسلم، الكثيرة، وهو نهج الرسول الأكرم في بث الأمل في خضم الفتن والأزمات، وأضاف “المولد يأتي ليعلمنا أنّ أجمل اللحظات هي لحظات المعاناة إن كانت مقرونة بالأمل والثقة والتوكل على الله، فهذا منهجه عليه الصلاة والسلام مع الفتن والكروب. كان يبث الأمل ويعمق الثقة بالله عز وجل”.
وساق جملة من أحاديثه صلى الله عليه وسلم التي تدلل على ضرورة التمسك بالأمل والثقة بنصر الله وفرجه.
وقال إن “المطلوب منّا في ظل ما يعصف بنا من خطوب، انتظار الفرج والصبر والعمل، والتوكل على الله والثقة مع العمل أيضا”.
وحذّر رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء من دعوات و”تصريحات اندفاعية” قد تقود إلى مجتمعنا إلى حرب أهلية، وقال إن النبي يحذر من ذلك “وهو يرشدنا الى التعقل والتريث والاحتكام إلى شرع الله في شؤوننا كلها”.
كما بشّر من خلال أدلة من القرآن والسنة المطهرة بالتمكين للأمة الإسلامية رغم الفتن، وقال إن “هذه الأمة محفوظة ومكفولة من الله بعين رعايته رغم كل ما نراه من نوائب ومصائب”.
إلى ذلك، حذّر الشيخ مشهور فواز في ختام كلمته، من الخلاف بين المسلمين وتحديدا في مسألة جواز الاحتفال بمولد النبي، وقال إن “القاعدة التي يجب أن تجمعنا، أنه لا يجوز الإنكار في محل الاختلاف” وأنه لا نترك أمور الأمة الكبرى وننشغل بالجزيئيات حتى تنهض أمتنا مما هي فيه”.
وقفة رمزية لعائلة الطفل الشهيد محمد العربيد
ثمّ صعد إلى منصة المهرجان، عدد من أقارب وأصدقاء الشهيد محمد العربيد ابن كفرقرع، ورفعوا لافتة بصورته تترحم عليه ورايات “لا إله إلا الله”. وقرأ الحضور الفاتحة على روحه وأرواح المسلمين.
“حشود تبعث فينا الأمل”
إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، بارك الحشود المجتمعة في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم، وقال “هذه الحشود تبعث فينا الأمل وقد تقنا لمثل هذا الحشد المبارك منذ زمن طويل”.
وأضاف أن “محبتنا لرسول الله هي من الإيمان فحبه من الايمان، فهو خاتم الأنبياء والمرسلين لأنه حمل الرسالة الأممية العالمية، وان أمته محفوظة لأنها تؤمن بالله ورسوله وهي صاحبة الرسالة الأخيرة”.
ودعا صبري إلى عدم حصر ذكرى مولده عليه الصلاة والسلام بيوم واحد، ويكون ذلك بإحياء سنّته في جميع اقوالنا وأفعالنا، داعيا إلى مدارسة السنة المطهرة من خلال إدخال الكتب ذات الصلة إلى كل بيت.
وترحّم الشيخ عكرمة صبري على الشهداء وفي مقدمتهم الشهيد سامي المصري، وقال “عرفناه عن قرب ونسأله تعالى أن يكون في عليين مع الأنبياء والصدقين والشهداء”.
ودعا في الختام، الخطباء وأصحاب الأقلام إلى التركيز على معالجة آفة العنف والجريمة من اجل حقن دماء المسلمين.
فرقة النور تتألق
ثمّ كانت فقرة نشيد أدّتها فرقة النور للنشيد الإسلامي بقيادة المنشد الأبرز في تاريخ الفرقة الشيخ علي الصالح، وتفاعل الجمهور مع الفقرة تفاعلا واسعا.
مشاهد تاريخية
وجرى بعد ذلك، بث مشاهد تاريخية ظهر فيها عدد من قادة المشروع الإسلامي في الداخل الفلسطيني، وهي من إعداد وإخراج الإعلامي عبد الإله المعلواني، كذلك كان عمله الخاص بالشهيد سامي المصري.
تكريم الدكتور سليمان أحمد
ثم قام اتحاد الأئمة في الداخل الفلسطيني، بتكريم القيادي الدكتور سليمان أحمد اغبارية، تقديرا لعطائه وتضحياته في خدمة المشروع الإسلامي.
“سنبقى سائرين الى الأمام في مشروعنا الإسلامي”
ثمَّ كانت كلمة الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، ورئيس لجان إفشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، ورحب بالحضور، ساردا حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: “أَتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً، وهو في ظِلِّ الكَعْبَةِ وقدْ لَقِينَا مِنَ المُشْرِكِينَ شِدَّةً، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، ألَا تَدْعُو اللَّهَ، فَقَعَدَ وهو مُحْمَرٌّ وجْهُهُ، فَقالَ: لقَدْ كانَ مَن قَبْلَكُمْ لَيُمْشَطُ بمِشَاطِ الحَدِيدِ، ما دُونَ عِظَامِهِ مِن لَحْمٍ أوْ عَصَبٍ، ما يَصْرِفُهُ ذلكَ عن دِينِهِ، ويُوضَعُ المِنْشَارُ علَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ، فيُشَقُّ باثْنَيْنِ ما يَصْرِفُهُ ذلكَ عن دِينِهِ، ولَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هذا الأمْرَ حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعَاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، ما يَخَافُ إلَّا اللَّهَ، زَادَ بَيَانٌ: والذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ”.
وأكد أن الحديث يوضح لكل مسلم ومسلم أن البلاء سيبقى من طبيعة السير في طريق المشروع الإسلامي.
وضرب الشيخ رائد عدة أمثلة من التاريخ تدل على مشاهد من سنة البلاء لمن ساروا صادقين في مسيرة المشروع الإسلامي.
وتطرق إلى ما تعرض له المشروع الإسلامي في الداخل من ابتلاءات، عبر الحظر والملاحقات والاعتقالات لأبنائه، وأخيرا اغتيال الإمام الشهيد سامي المصري والذي تزامن مع مقتل الطفل محمد مصطفى.
وأكد الشيخ رائد أنه رغم كل شيء “سنبقى سائرين الى الأمام في مشروعنا الإسلامي، سنبقى سائرين مع الله ومع رسول الله ومع المسجد الاقصى ومع ثوابتنا الاسلامية والعروبية والفلسطينية حتى نلقى الله تعالى”.
وتحدث الشيخ رائد عن المبشرات لأمتنا وشعبنا رغم البلاء الواقع، مستشهدا بالحديث الذي جاء فيه: “يا “ابنَ حَوالةَ، إذا رأيتَ الخِلافةَ قد نزَلتْ الأرضَ المُقدَّسةِ، فقد دنَتِ الزَّلازلُ والبلابلُ والأمورُ العِظامُ”، مؤكدا أن الخير قادم وأن المطلوب لهذا أن يتوفر أهل الخير الذين يستحقون هذا الخير، مع مراعاة الاخذ بالأسباب والسنن في مسيرة المشروع الإسلامي.
وختم رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها، بالتحذير مما قال عنه “التورط في آفة المباهاة الدنيوية بالمشروع الإسلامي. يقول رسول الله “لا تعلَّموا العلمَ لِتباهوا به العلماءَ ولتماروا به السفهاءَ ولا لتخيِّروا بِهِ المجالسَ فمن فعلَ فالنَّارَ النَّارَ”. المشروع الاسلامي هو من الله والى الله وبالله. المشروع الاسلامي ما كان في يوم من الايام من أجل المباهاة بعدد الاتباع ولا بتأييد الجماهير ولا بوفرة المناصب ولا بسيولة الأموال، وإنما يعني الوفاء لثوابت المشروع، بمعنى أن نؤدي الدور المطلوب منا مع فهم الواقع والتحديات موقنين برؤية تفاؤل وخطاب تفاؤل كما قال رسول الله “إن الله جاعل لما ترى فرجا””.
“لن نبيع قضيتنا وكرامتنا”
الكلمة الختامية ألقاها الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا ورئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني، وقال فيها “لا يمكن لهدية مهما عظمت قيمتها أن تليق بمقام صاحب الذكرى سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. هديتنا لرسول الله، هدية شعبنا الفلسطيني هنا في الداخل ان يكون من تسموا باسمه 1666 شخصا كأكثر اسم حتى بين المواليد اليهود هذه هديتنا لك يا رسول الله”، مضيفا “إن من استخفاف الله بجاهلية اسرائيل وعنجهيتها وطغيانها وظلمها وعدائها السافر لدين محمد ومسرى محمد، أن جعل عدد المواليد الذين يتسمون باسم محمد لا يتقدم عليه اسم ابدا”.
وأكد أنَّ أطفال وأبناء شعبنا كله لن يخونوا قضيتهم ولن يبيعوا كرامتهم ولن يفرطوا بقدسهم وأقصاهم.
وتابع أن المؤسسة الإسرائيلية بعد النكبة أرادت أن تمحو شعبنا وذاكرته هنا في أراضي الـ 48، لكن الله عز وجل أفشل كيدهم، وسطّر شعبنا في الداخل البطولات التي تدل على تمسكه بهويته الوطنية التي امتزجت بالكامل بالهوية الإسلامية.
وردّت المؤسسة الإسرائيلية على فشلها بمحو هوية شعبنا وتمسكه بثوابته ونصرته لقضايا وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك- كما يقول خطيب- بنشر سياسة القتل والجريمة والخاوة والابتزاز والمخدرات وتجارة السلاح.
وأضاف: “أرادوا لهذا القتل وهذا الدم أن يكون وقودا من أجل أن نتوسل الى شرطتهم ومن اجل أن نلهث وراء “شاباكهم”، وما مقتل واغتيال الشيخ الشهيد الشيخ سامي الا ثمرة من ثمار مخططاتهم، لكن شعبنا واع ويدرك ماذا يخطط له بالليل، وعليه لكأني بروح الشيخ سامي ترفرف فوق رؤوسنا الآن، لكأني بالشيخ سامي يبتسم يضحك مسرورا وهو يرى هذه الجموع في بلده ومن ابناء شعبه، لكأني به يوصينا، إياكم واليأس والاحباط، تمسكوا بدعوتكم، حافظوا على ثوابتكم، ارفعوا رؤوسكم، امضوا على الطريق الذي سرنا عليه، ولكأني بروح الشيخ سامي تخاطب كل واحد منا ان لا تخافوا على دعوتكم، وخافوا على أنفسكم، خف على نفسك يا اخي ان تضل بعد هدى، اثبت واستعن بالله”.
وسخر من المؤسسة الإسرائيلية إن ظنت أنها بإشغال شعبنا في الداخل بالجريمة، يمكنها أن تشغلهم عن حب الأقصى ونصرته والرباط فيه في مواجهة اقتحامات المستوطنين وعربدتهم، كما سخر إن ظنت المؤسسة الإسرائيلية أنها يمكن أن تشغل شعبنا بمشاريع التنسيق الأمني والتطبيع عن قضيتهم وحقوقهم وانتصارهم للأقصى.
ودعا خطيب أبناء المشروع الإسلامي إلى المضي في مشوارهم، والتفاؤل بنصر الله تعالى والتمسك بالثوابت وفي مقدمتها عدم التفريط بالحقوق وفي مقدمتها حقنا الخالص بالمسجد الأقصى المبارك.
في ختام كلمته، ترحم الشيخ كمال خطيب على أرواح ضحايا زلزال المغرب والفيضانات في ليبيا، داعيا إلى مساندتهم كما ساندت الشعوب في المغرب وليبيا وشعوب الأمة شعبنا الفلسطيني، سيرا على دربهم أحفادهم الذين طردوا الصليبيين من القدس والمسجد الأقصى المبارك، مشددا على دعوته لشعبنا وأبناء المشروع الإسلامي بالثقة بالله ونصره وأننا إلى الفرج أقرب رغم كل شيء.