إنَّهم أناس يفشون السلام
الشيخ رائد صلاح
ما أشبه اليوم بالبارحة!! في البارحة عندما أراد زنادقة قوم لوط وشواذهم وشاذاتهم أن يبرروا طرد نبي الله لوط عليه السلام والثلة المؤمنة التي التفت حوله قالوا عن نبي الله لوط ومن معه يبررون قبيح فعلتهم التي أجمعوا الإقدام عليها: (إنهم أناس يتطهرون)!! وهكذا تحولت الطهارة تهمة توازي تهمة الإرهاب في ميزان أولئك الزنادقة والشواذ والشاذات، وهكذا اتهموا نبي الله لوط عليه السلام والثلة المؤمنة التي التفت حوله بتهمة الطهارة!! وهكذا قرروا طردهم ببيان صريح قبيح سفيه لم يعرف التاريخ بيانا أقبح منه ولا أسفه منه!!
واليوم بات نشيطون وناشطات يعيشون مطاردين لا لسبب إلا لأنهم يفشون السلام، وكأن لسان حال من يطاردهم بات يقول: (إنَّهم أناس يفشون السلام)، وهكذا تحوَّل إفشاء السلام تهمة توازي تهمة الاتهام بالإرهاب في ميزان زنادقة اليوم وشواذهم وشاذاتهم الذين كانوا ولا يزالون يصرون بشتى الوسائل السفيهة والتافهة والدنيئة على مطاردة هؤلاء الناشطين والناشطات العاملين في لجان إفشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، في الوقت الذي تغض فيه المؤسسة الرسمية الإسرائيلية الطرف عن العناصر الشريرة التي باتت تروج الخاوة والسوق السوداء والسلاح الأعمى والممنوعات في مسيرة مجتمعنا في الداخل الفلسطيني، ويا لها من لحظات بائسة من عمر البشرية انقلبت فيها الموازين وتبدَّلت فيها القيم وأصبحت ممارسة العنف والجريمة مباحة، وأصبحت الدعوة إلى إفشاء السلام خطيئة لا تغتفر. وقد تفاقمت حدة مطاردة هؤلاء الناشطين والناشطات في لجان إفشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، ما اضطر الإدارة العامة لهذه اللجان إلى عقد مؤتمر صحفي عقد في مبنى لجنة المتابعة العليا بتاريخ 13/9/2023، كشفت فيه عن بعض ما تعرض له هؤلاء الناشطون والناشطات من مطاردات من قبل (مجهولين!!) -حتى هذه اللحظات- وهاكم بعض شواهد هذه المطاردة:
1- قام مجهولون قبل أشهر بإطلاق الرصاص على بيت وسيارة الأخ عبد الكريم حجاجرة ليلا وهو الذي كان ولا يزال يشغل منصب نائب رئيس لجان إفشاء السلام، ورئيس لجان إفشاء السلام في إقليم الغابة، وأحد الناشطين في لجان الإصلاح.
2- قام مجهولون قبل أشهر بإطلاق الرصاص على بيت الأخ خيري إسكندر ليلا، وهو الذي كان ولا يزال يشغل منصب رئيس لجان افشاء السلام في إقليم المثلث الجنوبي، وهو أحد أعضاء هيئة الإصلاح القطرية في الداخل الفلسطيني، وله دوره المبارك في إصلاح ذات البين في مئات النزاعات.
3- قام أحدهم بإطلاق الرصاص على الأخ عماد عبد الغني وهو الذي يشغل منصب رئيس لجنة الإصلاح في بلدته كفر-قرع، ورئيس لجنة افشاء السلام المحلية فيها.
4- كان الأخ الفاضل (س) قد بدأ ببناء لجنة إفشاء سلام محلية في بلدته (ص)، وفجأة قام مجهولون بنصب كمين لابنه، ثم أنزلوا هذا الابن من سيارته وضربوه ضربا مبرحا، بلا أدنى سبب، سوى أن هذا الكمين كان رسالة تهديد لوالده حتى يكف عن بناء لجنة إفشاء سلام محلية في بلدته (ص).
5- تعرضت الكثير من الشخصيات الاعتبارية للتهديد في النقب من قبل بعض الأذرع الأمنية الرسمية الإسرائيلية يوم أن انضمت بعض هذه الشخصيات الاعتبارية الى لجان إفشاء السلام المحلية في النقب، او يوم ان أعلنت عن فتح مدارسها أو قاعاتها العامة لاستضافة نشاطات جماهيرية للجان إفشاء السلام في النقب.
6- ها هو قد مضى عليّ خمسة وستون عاما بحمد الله تعالى، وعندما مضى عليّ أربعة وستون عاما لم أتعرض في يوم من الأيام الى إشاعة تهم عني لقتلي معنويا، ولكن بعد أن بدأتُ أمارس دوري في لجان إفشاء السلام منذ عام وأكثر بدأت أتعرض لحملات ممولة عبر مواقع تواصل مشهورة بهدف إشاعة تهم تافهة عليّ، والله العظيم إني منها بريء، ثمَّ يوم أن حاول بعض المحامين معرفة من يقف وراء هذا الحقد الأسود لم ينجحوا، وظلَّت الجهات المسعورة التي تقف وراء هذه الإشاعات الرخيصة مجهولة، ولا يسعني إلا أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل.
7- ثم تجرأت هذه القطعان المسعورة أكثر وراحت تطارد بعض الناشطات في لجان إفشاء السلام النسائية، وراحت تُروّج عن هؤلاء الناشطات الحرائر إشاعات كاذبة وسوقية، تعبر عن نفسية هذه القطعان المسعورة، لأن كل إناء بما فيه ينضح.
8- ثمَّ راحت هذه القطعان المسعورة ترسل رسائل صوتية مجهولة المرسل الى هؤلاء الناشطات، وراحت تهدد هؤلاء الناشطات وتتوعد بإلحاق الأذى بهن، وبيوتهن، وبأولادهن.
9- وفي غمرة هذه التهديدات قامت بعض الأذرع الأمنية الرسمية الإسرائيلية بإجراء تحقيق في مواقع عمل بعض هؤلاء الناشطات ثمَّ صدرت أوامر طوارئ رسمية إسرائيلية بمنع بعض هؤلاء الناشطات من السفر إلى الخارج، ووقع عليهن التهديد الشديد بفصلهن من مواقع عملهن.
10- الناشطة أميرة جبارين من أم -الفحم هي رئيسة لجان إفشاء السلام النسائية في الداخل الفلسطيني بعامة، وهي رئيسة لجنة إفشاء السلام المحلية في أم-الفحم بخاصة، وهذه الناشطة كما روت في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مبنى لجنة المتابعة العليا بتاريخ 13/9/2023 كانت تعود بعض أهلها في مستشفى العفولة ليلا، ثمَّ بعد أن خرجت من المستشفى واستقلت سيارتها وسارت بها عائدة الى بيتها في أم- الفحم. وما أن خرجت من حدود مدينة العفولة وإذ بسيارة مجهولة أخذت تطاردها من خلفها، وأخذت تلك السيارة المجهولة تضيء لها إضاءات تحذيرية، فظنت الناشطة أميرة جبارين أن هذه السيارة قد تكون سيارة شرطة السير، ثم ظنت أنها قد وقعت في مخالفة سير وهذه السيارة تطاردها كي تحرر لها مخالفة!! ولكن يا للمفاجأة ما إن حاذتها تلك السيارة وإذ بسائقها بدأ يهدد الناشطة أميرة جبارين، ثمَّ ظل يطاردها حتى وصلت قريبا من حدود مدينة أم-الفحم، ثم اختفت تلك السيارة المجهولة ولا زالت مجهولة حتى الان.
11- العجيب في الأمر أنَّ هذه الناشطة أميرة جبارين بعد أن تحدثت في هذا المؤتمر الصحفي عن المطاردات التي تعرضت لها هي وغيرها من بعض الناشطات في لجان إفشاء السلام النسائية، واصلت هذه الجهات المجهولة المسعورة تهديدها، وقيل لها بالحرف الواحد: أنت مطالبة بقطع العلاقة مع أي نشاط يقوم به الشيخ رائد صلاح لإفشاء السلام.
12- العجيب في الأمر أن ناشطة أخرى من العاملات في لجان إفشاء السلام كانوا قد أجروا معها تحقيقا رسميا في موقع عملها، ثمَّ بعد مرور أيام على هذا المؤتمر الصحفي أجروا معها تحقيقا رسميا وخلال هذا التحقيق قالوا لها بصراحة: أنت مطالبة بقطع العلاقة مع أي نشاط يقوم به الشيخ رائد صلاح لإفشاء السلام.
13- طبعا ردُّ هؤلاء الناشطات على هذه التهديدات الرعناء عبَّرت عنه الناشطة أميرة جبارين عندما قالت في هذا المؤتمر الصحفي: رغم هذه التهديدات نحن ماضون في طريقنا، وأدعو كل النساء في الداخل الفلسطيني أن ينضممن الى لجان إفشاء السلام النسائية.