حزن وقلق فلسطيني على الضحايا والمفقودين من أقاربهم بكارثة درنة شرق ليبيا
حزن وألم مزدوج يعيشه الشعب الفلسطيني جراء ما حصل في مدينة درنة الليبية؛ بسبب العاصفة “دانيال” المدمرة، والسيول الهادرة التي جرفت معها عائلات فلسطينية وأخرى ليبية، أدت إلى وفاة نحو 5300 وفقدان نحو 10 آلاف آخرين.
وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين للسلطة الفلسطينية، على لسان السفير أحمد الديك، وهو المستشار السياسي لوزير الخارجية رياض المالكي، وفاة 23 فلسطينيا جراء الإعصار الذي ضرب شرق ليبيا.
فقدان أسر
وأوضح في بيان له، أن هناك عشرات الأسر المفقودة حتى الآن جراء الإعصار”، منوهة إلى أن من بين الشهداء الفلسطينيين عائلات كاملة، مثل عائلة ناصر عطيه محمد دوحان، وتتكون من 5 أفراد، وأسرة محمود أحمد شامية وأربعة من إخوته وأمه.
وذكر الديك، أن الخارجية تتابع هذه الكارثة الحقيقية، ولديها معلومات مؤكدة عن فقدان عشرات الأسر الفلسطينية، معربا عن أمله بأن “يتم العثور عليهم أحياء”.
إلى ذلك، وصل فريق فلسطين للتدخل والاستجابة العاجلة، برئاسة الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي “بيكا”، اليوم إلى ليبيا، وبدء المهمة الإغاثية الإنسانية.
وأفادت الخارجية، بأن الفريق الفلسطيني يضم كوادر مؤهلة وذات تجربة كبيرة بالإنقاذ من الدفاع المدني وكوادر طبية من وزارة الصحة، بالتعاون مع نقابة الأطباء والهلال الأحمر الفلسطيني، بالإضافة إلى طواقم من الإعلام الرسمي، وذلك للمشاركة مع فرق الإنقاذ الليبية والدولية في البحث عن ناجين ومفقودين؛ جراء السيول والفيضانات التي ضربت شرق ليبيا.
بدوره، أوضح زاهي أبو نحل (30عاما) من سكان مدينة غزة، أن عائلته علمت بوفاة ابن عمه فريد إبراهيم أبو نحل (29 عاما) من مواليد ليبيا، وطفليه الاثنين جراء كارثة السيول التي وقعت في مدينة درنة، يوم الثلاثاء عبر شقيق المتوفى المقيم في مصراتة.
ولفت في حديثه، إلى أن سكان قطاع غزة المحاصر، الذين يعانون من الأزمات وويلات الحصار والعدوان الإسرائيلي، ربما من أكثر الشعوب التي شعرت بالكارثة التي حلت على أهلنا في ليبيا وبألم المصاب الذي أصابهم جراء العاصفة والسيول”.
ليبيا والمغرب
وقال أبو نحل: “من الصعب جدا علينا سماع خبر فقدان ابن العم فريد مع أطفاله الصغار، علما أننا لم نلتق به، وكان في البداية حديث عن وفاة زوجته، وزاد الأمر ألما وصعوبة أيضا ما حصل لأهلنا الشعب الليبي جراء تلك الكارثة التي حلت عليهم، وزاد من صعوبة الأمر الزلزال الذي حدث في المغرب”، مضيفا: “نتمنى السلامة للجميع، والصحة والعافية للجرحى كافة، والرحمة للضحايا، في ليبيا والمغرب”.
ونبه إلى أن “الحزن الفلسطيني مزدوج؛ حزن على فقدان الأقارب وحزن على ما حل بالشعب الليبي الشقيق”، مشيرا إلى أن “خبر الكارثة التي حلت على ليبيا، تسببت لنا بقلق وخوف شديد على الجميع هناك، وعندما وصل إلينا خبر ما جرى في درنة ووفاة فريد، كان هذا قمة الألم والحزن”.
وفي مؤشر على الصدمة والحزن على فقدان الأقارب في ليبيا، ذكر أبو نحل أن “ابن خال المتوفى فريد، وهو عريس، وصل خبر وفاة ابن خاله بالتزامن مع حفل زفافه في غزة، فقام بإلغاء معظم فقرات العرس؛ حزنا على وفاة فريد وأطفاله ومواساة لأهل المتوفى”، موضحا أنه “تم إلغاء حفل الشباب وزفة العريس، واقتصر الفرح على النساء مدة ساعة فقط”.
وأفاد أن لدى فريد شقيقات في درنة، تم التواصل معهم والاطمئنان عليهم، وهم وعائلاتهم بخير، ولا أضرار عندهم، معربا عن أمله أن يكون هناك “دور فلسطيني أكبر تجاه الجالية الفلسطينية في ليبيا، من حيث عمليات البحث والإنقاذ وتشييع يليق بكرامة الضحايا”.
وشدد أبو نحل على ضرورة أن يتم مساعدة المتضررين؛ ماليا ومعنويا، وتوفير سكن مناسب لمن فقد منزله هناك وأصبح بلا مأوى”، مضيفا: “نرجو أن يكونوا (السلطة ومؤسساتها) سندا وظهيرا للجالية الفلسطينية في ليبيا”.