فاطمة عمارنة..ذهبت للصلاة في الأقصى فرُكلت واعتُقلت
بعد انتهائها من أداء صلاة العشاء في المسجد الأقصى، كانت فاطمة عمارنة (44 عامًا) تسير من أحد أبواب المسجد رفقة مجموعة نسائية، مساء الاثنين الماضي، في طريق عودتها نحو بيتها في بلدة يعبد قرب جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة، وهي ترتدي جلبابًا رماديًا ونقابًا.
في المدخل الذي وضع جنود الاحتلال بوابة حديدية تسمح بالمرور الفردي فقط للمصلين في أثناء مغادرتهم، احتجت “عمارنة” لأحد الجنود، الذي قابلها بدفعها على الأرض، فأسقَطها على الأرض، وانتهى المشهد بركلها بقسوة من الجندي، كما أظهر المقطع الفيديو المنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ظل شقيقها “أحمد” يحاول الاتصال بها للاطمئنان عليها، إلا أن إغلاق هاتف شقيقته جعله يشك بإمكانية حدوث “مكروه” لها، حتى انتشر الفيديو وشاهدها كما بقية أبناء الشعب الفلسطيني وتفاعلوا معه بغضب، منددين باعتداء الجندي الإسرائيلي العنيف عليها.
دافعت عن نفسها
يقول عمارنة: “عندما خرجت شقيقتي، كان جنود الاحتلال يغلقون الطريق أمامها بواسطة بوابة حديدة، فحدث تدافع، وأرادت الدفاع عن نفسها بمحاولة دفع الجندي، لكنه ضربها فسقطت على الأرض، وركلها بقوة ثم لفّقوا لها تهمة محاولة تنفيذ عملية طعن”.
وينفي عمارنة أن تكون شقيقته قد حاولت تنفيذ عملية طعن، بدليل أنها لم تكن تحمل أي آلة حادة كما ظهر في مقطع الفيديو، إضافة إلى أن الجنود معهم أوامر بإطلاق النار المباشر على كل من يحمل آلة حادة، وعدم إطلاقهم النار عليها يفنّد مزاعمهم.
وبالرغم من أن عمارنة معتقلة منذ ثمانية أيام، إلا أن عائلتها لم تصلها أي معلومات بشأن وضعها الصحي، سواء من نادي الأسير أو من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
واعتادت عمارنة على الصلاة في المسجد الأقصى منذ سنوات طويلة، وكانت الاثنين الماضي ضمن مبادرة نسوية للرباط في الأقصى، حيث تذهب للمسجد بطريقة رسمية قانونية، وتتعرض للتفتيش من جنود الاحتلال على حاجز قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة.
واعظة دينية
ويوضح أن شقيقته واعظة دينية، ومتخصصة بمجال الشريعة، وتقدم دروسًا دينية في جنين أو في أثناء وجودها بالمسجد الأقصى ضمن الحملات ومبادرات شد الرحال والرباط فيه.
وتعرضت “عمارنة” في مركز تحقيق شرطة الاحتلال في القدس لتحقيق مؤلم وصعب، خاصة أنها تعرضت للاعتداء بالضرب، ثم نقلت إلى سجن “الدامون”، في ما لم تصل أي معلومات إلى عائلتها حول وضعها الصحي.
بقلق أضاف شقيقها أحمد: “تعرضت فاطمة للضرب والتنكيل الشديدين، وراسلنا الصليب الأحمر وهيئة شؤون الأسرى، لمعرفة وضعها الصحي، لكن قيل لنا إنه تمت رؤيتها من بعيد”.
ولم تغب “عمارنة” عن المسجد الأقصى، منذ عام 2017، وفي رمضان تمكُث طيلة الشهر في المسجد لأداء الصلاة والاعتكاف، فيعرفها المرابطون إذ تحرص على الرباط الدائم دفاعًا عن الأقصى من اقتحامات المستوطنين، ولتحفيز غيرها من الفتيات في الضفة الغربية على القدوم للأقصى والمشاركة في الرباط.
المصدر: فلسطين أون لاين