اعتقالات واسعة وتضييقات بالقدس تمهيدا للعدوان خلال موسم الأعياد اليهودية
صعَّدت قوات الاحتلال من حملات الاعتقال التي تستهدف المقدسيين في أحياء المدينة المختلفة، والتي يتخللها مداهمات همجية وعبث بالمنازل واعتداء على سكانها.
وطالت الاعتقالات اليوم الاثنين، ثلاثة طلاب أثناء دوامهم في مدرسة رياض الأقصى الواقعة داخل المسجد الأقصى المبارك.
واقتاد جنود الاحتلال الطلاب المعتقلين إلى مركز التحقيق في باب الأسباط، بينما اعتقل المقدسي زين الماجد، وهو والد طالب لم يتمكن الاحتلال من اعتقاله.
تزامن ذلك مع عمليات تضييق على طلبة مدرسة رياض الأقصى، والتدقيق في هوياتهم ومنعهم من الدخول لمدرستهم.
واعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمود زحايكة بعد اقتحام منزل عائلته في جبل المكبر وتخريب وتدمير محتوياته.
وزعم الاحتلال العثور على بنادق آلية، ورايات لحركة حماس خلال عملية اعتقال أحد الشبان في جبل المكبر.
واعتقل الاحتلال الشبان محمد إبراهيم الشيخ ومهران عمار إحميدان، ومحمود مشهور منصور خلال اقتحام بلدة بدّو شمال غرب القدس.
سبق ذلك اعتقال المقدسي عبد الرؤوف جوهر ونجليه خالد وآدم من منزلهم، عقب اقتحامها بلدة أبو ديس.
وإلى جانب الاعتقالات، استدعت سلطات الاحتلال الأسير المقدسي المحرر صبيح أبو صبيح للتحقيق، وهو نجل الشهيد صباح أبو صبيح منفذ عملية إطلاق نار في حي الشيخ جراح عام 2016، والتي أسفرت عن مقتل مستوطنين إسرائيليين وإصابة ستة آخرين.
ومددت سلطات الاحتلال اعتقال الفتى المقدسي محمد شطارة والشاب حسن درويش حتى يوم الأربعاء المقبل، وعماد العباسي من بلدة سلوان ليوم الخميس القادم،
ومددت سلطات الاحتلال الاعتقال الإداري للأسير المقدسي مطيع طوقان لـ 4 أشهر للمرة الثانية على التوالي.
وتأتي حملة الاعتقالات، قبل ستة أيام من الاقتحام الواسع الذي تحشد له جماعات الهيكل للمسجد الأقصى المبارك، خلال ثلاثة أعياد يهودية مقررة الشهر الجاري.
وتمتد موسم الأعياد اليهودية الأطول خلال الفترة المقبلة، وتمتد على مدى 22 يوماً ما بين 16 سبتمبر/أيلول الجاري إلى 7 أكتوبر/تشرين أول القادم.
ويبدأ هذا الموسم بيومي رأس السنة العبرية السبت والأحد 16 و17 سبتمبر، متبوعاً بأيام ما يسمى “التوبة العشر” التي تتكثف الاقتحامات فيها للمسجد الأقصى أيضاً.
ويلي ذلك ما يسمى عيد الغفران العبري في 25 سبتمبر وهو اليوم الأهم والأكثر قداسة توراتياً، ثم بعده بأسبوع يأتي ما يسمى عيد العرش التوراتي الممتد ثمانية أيام من السبت 30 سبتمبر إلى السبت 7 أكتوبر، وهو أحد أعياد الحج التوراتية الثلاث التي ترتبط بالهيكل المزعوم، وهو ما توظفه جماعات الهيكل المتطرفة لفرض كل طقوسه داخل المسجد الأقصى.
وتتجهّز جماعات الهيكل المزعوم لأكبر حشدٍ للمستوطنين للمشاركة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك، مستغلين موسم الأعياد اليهودية الذي سينطلق منتصف سبتمبر/ أيلول الحالي.
وتحاول جماعات الهيكل خلال الأعياد اليهودية، فرض وقائع جديدة في القدس، من خلال أداء المستوطنين طقوسًا تلمودية، أبرزها الصلوات والدعاء والصوم وذبح القرابين والنفخ في البوق وغيرها.
ويقودُ هذه الأعياد حاخامات يمينية متطرفة في تصعيد كبير للحرب الدينية على أقدس المقدسات الإسلامية في فلسطين، بدعم غير مسبوق من حكومة الاحتلال.
وتأتي هذه الأعياد في ذروة صعود تيار الصهيونية الدينية وجماعات الهيكل التي تشكل واجهة هذا التيار في العدوان على المسجد الأقصى المبارك.