مأساة السودانية عفاف.. نزوح أرملة وصغار محرومون
مع دخول الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرها الخامس، تزايدت مأساة النازحين الفارين من القتال باتجاه الولايات الآمنة أو إلى دول الجوار.
وتحت وطأة الاقتتال المتصاعد اضطرت عفاف مصطفى (45 عاما) لمغادرة منزلها جنوب العاصمة الخرطوم؛ هربا من المدافع والرصاص المتطاير في الهواء، فضلا عن انقطاع خدمات المياه والكهرباء.
وبعد رحلة استمرت 3 أيام، وصلت عفاف مع أبنائها إلى ولاية الجزيرة (وسط)، تاركةً زوجها وراءها في الخرطوم لحراسة المنزل من النهب والسرقة.
وقالت عفاف: “وصلت إلى ولاية الجزيرة مع أبنائي بسبب استمرار الحرب في محيط منازلنا جنوبي الخرطوم”.
وواصفةً المشهد الذي فرت منه، شددت على أن “الحياة في الخرطوم أصبحت متعذرة بسبب الرصاص المتطاير فوق الرؤوس ودوي المدافع وأزيز الطائرات وتصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة”.
وأضافت أن “خدمات الكهرباء والمياه أصبحت معدومة، لذلك قررت مغادرة المنزل، ووصلت مع أبنائي إلى ولاية الجزيرة بعد رحلة طويلة وشاقة”.
والثلاثاء الماضي أعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة أن الحرب أجبرت حوالي 4.6 ملايين شخص على الفرار من ديارهم منذ منتصف أبريل/نيسان.
وأفادت بأن عدد النازحين داخليا بجميع أنحاء السودان يبلغ 3 ملايين و601 ألف و593 شخصا، وغالبيتهم (75%) من ولاية الخرطوم، إذ بلغ عددهم 2 مليون و739 ألف و777 نازحا.
طلق ناري طائش
وبعد أن استقرت عفاف في منزل أسرتها بولاية الجزيرة لمدة شهرين، وصل نبأ مقتل زوجها بطلق ناري طائش داخل منزلهم في الخرطوم.
وقالت: “مقتل زوجي ضاعف أحزاني ومعاناتي، وأتمنى إيقاف الحرب فورا لنعيش حياة آمنة ومطمئنة”.
عفان تابعت: “رحل زوجي بطلق ناري طائش، ومصير أبنائي الصغار أصبح مجهولا، وليس لدينا مصدر دخل لنعيش حياة مستقرة وكريمة”.
ويتبادل مجلس السيادة الانتقالي، برئاسة عبد الفتاح البرهان، وقوات “الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال هدنات متتالية خلال حرب أودت بحياة ما يزيد عن 3 آلاف شخص، أغلبهم مدنيون.