الأعياد اليهودية .. منصة الاحتلال والمستوطنين للعدوان على الأقصى
عبر 4 مناسبات وأعياد يهودية يسعى الاحتلال والمستوطنون إلى محاولة فرض وقائع جديدة على طريق حلم تهويد المسجد الأقصى سواء عبر زيادة أعداد المقتحمين الصهاينة أو طبيعة ونمط الطقوس التلمودية الممارسة.
وتتخذ جماعات الهيكل المتطرفة موسم الأعياد منصة لتصعيد عدوانها على المسجد الأقصى في كل عام؛ لذلك تبدو الأيام القادمة التي يتخللها موسم الأعياد الأطول الذي يمتد على مدى 22 يوماً ما بين 16 سبتمبر/أيلول إلى 7 أكتوبر/تشرين أول القادمين، مرشحة لأشكال عديدة من العدوان ومحاولة الاحتلال لفرض التهويد على القبلة الأولى.
موسم الأعياد
ويوضح الباحث في شؤون القدس، زياد ابحيص، أن موسم الأعياد التوراتية الأطول يبدأ بيومي رأس السنة العبرية السبت والأحد 16 و17 سبتمبر، متبوعاً بأيام ما يسمى “التوبة العشر” التي تتكثف الاقتحامات فيها أيضاً.
وأضاف: يلي ذلك ما يسمى “عيد الغفران العبري” في 25 سبتمبر وهو اليوم الأهم والأكثر قداسة توراتياً، ثم بعده بأسبوع يأتي ما يسمى “عيد العرش” التوراتي الممتد ثمانية أيام من السبت 30 سبتمبر إلى السبت 7 أكتوبر، وهو أحد أعياد الحج التوراتية الثلاث التي ترتبط بالهيكل المزعوم، وهو ما توظفه جماعات الهيكل المتطرفة لفرض كل طقوسه داخل المسجد الأقصى.
ويشكل موسم الأعياد الموسم الأعتى والأكثر شراسة وخطورة على هوية المسجد الأقصى المبارك، وفق ابحيص، الذي يشير إلى أنه خلال هذا الموسم سابقًا وقعت مجزرة الأقصى 1990، وهبة النفق 1996، وانتفاضة الأقصى 2000، وهبة السكاكين 2015.
ويؤكد أن هذه الأعياد الأكثر تفجراً على مدى تاريخ الصراع، خصوصاً إذا ما أضفنا إليها حرب عام 1973 التي انطلقت في يوم “عيد الغفران” التوراتي.
ويشير الباحث ابحيص إلى أن هذه الأعياد تأتي هذا العام في سياق ذروة صعود تيار الصهيونية الدينية المستحوذ على نصف حقائب حكومة نتنياهو الحالية، وجماعات الهيكل التي هي واجهة هذا التيار في العدوان على المسجد الأقصى المبارك، ما يجعلها مدفوعة بكل السبل لفرض مفاعيل هذا النفوذ غير المسبوق في المسجد.
التأسيس المعنوي للهيكل
الأمر الأخطر – وفق ابحيص- أن هذا العدوان وسائر الاعتداءات منذ عام 2019، تركز على التأسيس المعنوي للهيكل عبر فرض الطقوس التوراتية، بعده الهدف المرحلي الأكثر نشاطاً في هذه الفترة، مع عودة السعي النشط لفرض تقدم في التقسيم الزماني والمكاني في الوقت عينه.
ويوضح أن ذلك يعني محاولة تحويل الأقصى من مقدس إسلامي خالص إلى مقدس مشترك، وهذا العنوان العام لما يمكن أن نشهده من عدوان في الأقصى خلال هذا الموسم.
وينبه إلى أن هناك مقدمات وسوابق بالفعل تشجعهم على المضي قدماً في ذلك: أولها نجاح قوات الاحتلال في ضرب عزلة كاملة على الساحة الشرقية للأقصى خلال الاقتحامات، ونجاح جماعات الهيكل في نفخ البوق في الأقصى وتقديم القرابين النباتية فيه على مدى عامين ماضيين في 2021 و2022.
ماذا سيحدث؟
ويرسم ابحيص سيناريو لما سيحدث في هذه المناسبات، مبينًا أن الهدف الأساس في رأس السنة العبرية سيكون نفخ البوق في المسجد الأقصى وفي جواره مراراً، لإعلان أن الزمان العبري يبدأ منه بعدّه الهيكل المزعوم، مشيرًا إلى أن ذلك تك على مدى عامين ماضيين ولم يوثق رغم ذلك نتيجة عجز الأوقاف الأردنية عن ممارسة مهامها في الساحة الشرقية للأقصى”.
أمّا في أيام ما يسمى التوبة العشرة – من رأس السنة العبرية وحتى الغفران التوراتي-، فيتوقع اقتحام الأقصى بالثياب البيضاء؛ لتكريس حضور الثياب التوراتية، وتكريس حضور طبقة الكهنة فيه كذلك، وهي الطبقة التي تقود صلاة اليهود في الهيكل حسب التصور التوراتي، وفق ابحيص.
وأوضح أن الهدف خلال ما يسمى الغفران التوراتي، سيكون محاكاة القربان، وتسجيل رقم قياسي للمقتحمين فيه وفي اليوم التالي له، وكذلك محاولة نفخ البوق في المدرسة التنكزية بعد غروب الشمس مباشرة.
وأشار إلى أنه فيما يسمى “عيد العرش التوراتي”، تحصل محاولة لإدخال القرابين النباتية إلى الأقصى؛ تعبيرًا عن كونه الهيكل المزعوم، وأن يتم ذلك برعاية شرطة الاحتلال وبأعداد كبيرة، كما أن هذه الأيام تشكل موسمًا سنويًا لرفع أعداد المقتحمين إلى ما يقارب أو يتجاوز 1500 مقتحمٍ يوميًا على مدى عدة أيامٍ متتالية”.
5 وقائع خطيرة
رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية، هشام يعقوب، يؤكد أن جماعات المعبد تستغل الأعياد اليهودية لفرض وقائع تهويدية على المسجد الأقصى، مبينًا أن هناك خمسة وقائع أساسية تسعى لتثبيتها مستغلة هذه الأعياد.
وأوضح يعقوب، أن أول هذه الوقائع فرض التقسيم الزماني على المسجد الأقصى عبر تشريع أبوابه في الأعياد أمام اليهود، وإغلاقها في وجه المسلمين.
وبيّن أن الأمر الثاني هو التقسيم المكاني في الأقصى عبر التركيز على مناطق محددة فيه خاصة المنطقة الشرقية الشمالية محيط باب الرحمة لمحاولة السيطرة عليها مستغلاً حشد المستوطنين الكبير.
وأشار إلى البند الثالث تعزيز أجندة التأسيس المعنوي للمعبد عبر أداء الطقوس والشعائر والصلوات اليهودية بكثافة، في حين البند الرابع يتعلق بسحب المزيد من الصلاحيات من دائرة الأوقاف الإسلامية لا سيما إدارة المسجد والتحكم بالدخول والخروج من المسجد.
وبيّن أخيرًا أن الاحتلال يسعى إلى تكثيف الحضور اليهودي داخل الأقصى عبر زيادة عدد المقتحمين في الأعياد واستغلالهم لأهاف تهويدية كثيرة.
وقال يعقوب: المقصود من كل ذلك إيجاد موطئ قدم لليهود داخل المسجد الأقصى المبارك؛ ليكون حضورهم دائماً وكثيفا؟ وبلا قيود داخل المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن ذلك يعني إتاحة المجال لهؤلاء المتطرفين لإقامة كل شعائرهم الدينية داخل المسجد الأقصى من دون حسيب ولا رقيب ومن دون قيود.
واقتحم 6558 مستوطنًا المسجد الأقصى المبارك في شهر تموز/ يوليو 2023، وهو الرقم الأعلى منذ بداية العام الحالي مقارنة بالأشهر الأخرى.
غطاء للتصعيد
الباحث المقدسي، جمال عمرو، يؤكد أن “الاحتلال يستعمل أعياده غطاءً للتصعيد ضد المقدسيين والمسجد الأقصى المبارك.
وأضاف عمرو في تصريحات صحفية أن “هجوم الاحتلال هذا العام غير مسبوق ومسلح، وفيه إمكانات لا حدود لها، أمام شعب أعزل”.
وأشار إلى أن “حكومة الاحتلال تصعد من ممارساتها وانتهاكاتها ضد المقدسيين تحت حجة العبادة اليهودية، وما يجري هو ليس مجرد زيادة في أعداد المقتحمين فحسب، بل هناك تصاعد واضح في أداء الطقوس الدينية التوراتية اليهودية علنًا وبحماية مشددة من شرطة الاحتلال”.
واستدرك أن “الاعتكاف في المسجد الأقصى هو السبيل الوحيد لمواجهة المخططات الصهيونية في المسجد، وصد الاقتحامات”.
وأمام هذه المخاطر لهذا الموسم، يجمع الخبراء أن الرباط وتكثيف الحضور في المسجد الأقصى وساحات العامل الأساس في إفشال مخططات الاحتلال ومستوطنيه؛ ليبقى المسجد إسلاميًّا خالصًا.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام