أخبار عاجلةمحليات

الطيرة: مقتل مدير البلدية عبد الرحمن قشوع في جريمة إطلاق نار

قُتل عبد الرحمن قشوع مدير عام بلدية الطيرة، وأُصيب آخران، في جريمة إطلاق نار، ارتُكبت في المدينة، مساء اليوم الإثنين،ما يرفع حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي منذ مطلع العام الحالي، إلى 142 قتيلا (في أراضي الـ 48)، وهي حصيلة جرائم غير مسبوقة، مقارنة مع سنوات سابقة.

وجاء في التفاصيل أن ثلاثة أشخاص تعرّضوا لإطلاق نار بالقرب من مقرّ الشرطة في مدينة الطيرة، ما أسفر عن إصابة مدير البلدية عبد الرحمن قشوع بجراح حرجة، فيما أُصيب اثنان آخران، بينهما عضو آخر في البلدية، بجراح متوسطة وطفيفة.

وأقرّ طاقم طبيّ وفاة قشّوع، متأثرا بجراحه الحرجة، بعد وقت وجيز من إصابته. وأعلنت بلدية الطيرة “أنها ستكون مُغلقة الثلاثاء 22/8/2023 حتى إشعارٍ آخر”.

وارتُكبت الجريمة على بُعد أمتار قليلة من مقرّ الشرطة في المدينة، وفي منطقة تتواجد فيها كاميرات مراقبة مُثَبَّتة، غير أن ذلك لم يحل دون وقع الجريمة، التي استمرّ إطلاق النار خلال ارتكابها، لـ”وقت طويل”، بحسب ما ذكر شهود عيان.

وذكر طاقم طبيّ أنه تلقّى بلاغا حول إصابة 3 أشخاص من المدينة “في حادث عنف”، مشيرا إلى أن أفراده “يقدّمون العلاج الطبيّ، ويحيلون إلى مستشفى ’مئير’ (في كفار سابا)، 3 رجال يعانون من إصابات اخترقت أجسادهم”، من جرّاء إطلاق النار.

وأضاف أن “من بينهم رجل يبلغ من العمر 60 عامًا في حالة حرجة، ويخضع لعملية إنعاش قلبيّ ورئويّ، ورجل يبلغ من العمر 60 عامًا في حالة متوسطة، ورجل يبلغ من العمر 58 عامًا في حالة طفيفة”.

وجاء في بيان للحركة الإسلامية الجنوبية والقائمة العربية الموحدة، صدر بعد مقتل قشّوع، أنها تنعى “الدكتور عبد الرحمن قشوع، القيادي في الحركة الإسلامية وعضو مجلس الشورى القطري للحركة الإسلامية والقائمة الموحدة، ورئيس الحركة الإسلامية في الطيرة، وإمام وخطيب مسجد عمر بن الخطاب في الطيرة، ومدير عام بلدية الطيرة، الذي راح ضحية الغدر برصاص المجرمين الليلة أمام مقرّ الشرطة في المدينة، بصحبة إخوة اثنين من أبناء الحركة الإسلامية، اللذين أصيبا أيضًا بجراح متوسطة، الحاج محمود ناصر (أبو علاء) عضو البلدية وعضو مجلس شورى الحركة الإسلامية في الطيرة، والأخ محمد دعاس (أبو ليث) عضو بلدية الطيرة سابقًا، وهما بحالة مستقرة”.

وأضاف البيان أن المغدور “حاصل على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية، أمضى حياته داعيًا إلى الله وإلى الخير والإصلاح، قياديًا مخلصًا لبلده الطيرة ولحركته الإسلامية ولمجتمعنا العربي، ذا أيدي نظيفة مستقيمة، لم تَرُقْ لأصحاب النفوس المريضة والمجرمة التي رفعت رأسها في مجتمعنا العربي نتيجة لإهمال الحكومة العنصرية وأجهزتها الأمنية لهذه العصابات الإجرامية التي باتت لا تحسب حسابًا لا لشيخ ولا لمسؤول، لا لطفل ولا امرأة، لا لصغير ولا لكبير، بل تتجرأ بارتكاب جرائمها أمام مقرّ الشرطة في تحدّ سافر للحكومة والدولة وأجهزتها الأمنية”.

إلى ذلك، أدان حزب الوفاء والإصلاح- فرع الطيرة، جريمة قتل الدكتور عبد الرحمن قشوع وإصابة آخرين. وقال في بيان “ازدادت وتيرة العنف والجريمة في مجتمعنا العربي بصورةٍ مريبةٍ لتصل الى قتل شخصيّاتٍ اجتماعيّةٍ وإداريّةٍ مرموقةٍ، كجريمة القتل النّكراء والمدانة بكلّ المقاييس الّتي تعرّض لها مدير عام بلديّة الطّيرة الدكتور عبد الرّحمن قشّوع وإصابة اثنين آخرين بجروحٍ أحدهما عضو في المجلس البلدي وآخر عضوٌ سابقٌ فيه”.

وأضاف “إنّنا في حزب الوفاء والاصلاح-فرع الطيرة، نُدين هذا العمل الجبان الذي أودى بحياة الدكتور قشّوع والّذي يشغل أيضًا خطيبًا لمسجد عمر بن الخطّاب، وأحد قيادات العمل الاسلامي في المدينة، وندعو الى ضبط النّفس أولاً، وتحميل المؤسّسة الاسرائيليّة المسؤوليّة الكاملة عمّا يحصل من أعمال عنفٍ وجرائم قتلٍ بشعةٍ”.

ووجّه الحزب “نداءً عاجلاً لكل فردٍ من مجتمعنا الفلسطيني في الداخل بنبذ العنف المقيت والدّعوة الى الحوار والتّسامح”.

وفي وقت سابق الإثنين، تظاهر المئات من رؤساء وموظفي السلطات المحلية العربية، أمام مكتب رئيس الحكومة في القدس، احتجاجا على تجميد الميزانيات للسلطات المحلية العربية، وتفاقم الجريمة في المجتمع العربي، وذلك تلبية لدعوة اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.

وخلال التظاهرة، اعتقلت الشرطة رئيس مجلس المزرعة المحلي، فؤاد عوض، قبل أن تُطلق سراحه لاحقا. وقد شدد عوض في تصريح صحفي، على أنه تمّ اعتقاله “بادعاءات واهية وغير صحيحة”.

وتحوّلت عمليات إطلاق النار وسط الشوارع والقتل إلى أمر معتاد خلال السنوات الماضية في المجتمع العربي، الذي يجد نفسه متروكا لمصيره ورهينة للجريمة المنظمة.

في المقابل، تتقاعس الشرطة الإسرائيلية عن القيام بدورها للحد من الجريمة المنظمة، وسط مؤشرات على تواطؤ أجهزة الأمن الإسرائيلية مع منظمات الإجرام.

يأتي ذلك وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، علما بأن معظم الجرائم مرتبطة بالعمل في الربا والسوق السوداء، وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى