أم الفحم: “بصائر الخير” تُخرّج حافظة جديدة لكتاب الله
أتمَّت الطالبة تسنيم فياض اغبارية (14 عاما)، من قرية مشيرفة، حفظ القرآن الكريم كاملا، بإشراف جمعية “بصائر الخير” في مدينة ام الفحم.
وأقيم احتفال خاص للحافظة بحضور المربيات والطالبات، وذلك في ختام المعهد المكثف في مركز آفاق.
وفي حديث مع الطالبة تسنيم حول مسيرتها مع حفظ القرآن الكريم، قالت: “أحمد لله الذي رزقني عائلة تُحبّ الله ورسوله والقرآن، فنشأت في كنف القرآن تلاوةً وحِفظًا وسماعًا. أنا في الصف التاسع، أدرس في المدرسة الأَهلية الإِعدادية، ومن فضل الله أنّها تُوفّر أَجواء قرآنية من مسابقات والتزام بالحفظ والتجويد. ممَّا دفعني للاهتمام بالتجويد، فهَمَمتُ لأتزوَّد وأرتوي من هذا العلم فأَجمع بين الحِفظ وإِتقان التلاوة. وبفضل الله أَتممتُ تعلّم الأَحكام وتقدَّمتُ لامتحان الإِجازة، وختمتُ حفظي وتسميعي للقرآن مع مراعاة الأَحكام والتجويد الحمد لله”.
وأضافت: “حفظ القرآن ليس بالعسير على من يصدق النيّة ويشرع في ذلك. فبحمد الله التحقتُ بحلقة قرآنية وأنا في الصف الخامس في مركزنا “وبه نحيا-مشيرفة”. كنتُ أحفظ القليل وتفتُر همّتي بين الحين والآخر، إِلى أَن عزمَت أُمّي على تحفيظنا القرآن، فتواصلَت مع مربّيتي حفظها الله كلثوم وأنا في الصف السابع لأُكثِّف حفظي وأُثبِّت ما حفظت، فاستعنتُ بالله ووضعتُ الهدف صَوْبَ عينيّ، بارك الله في معلّمتي القرآنية الأُولى فـقد ختمتُ على يديها سبعة أجزاء. بعدها تمَّ تخصيص موعدٍ أُسبوعيٍّ من قِبَل حافظاتِ مركزنا للتسميع الحرّ لكلِّ مَن تريد، فالتزمنا أنا وأختي بالموعد لتسميع نصف جزء أُسبوعيًا. وبفضل الله كان آخر ما سمّعته في مخيم بصائر الخير في مركز آفاق”.
أمّا عن التحديات التي واجهتها خلال حفظها لكتاب الله عز وجل، فتقول: “كلُّنا يعلم أَنَّ الهدف لا يُنال بسهولة، فلا بُدّ من تحديات وعَقَبات لنشعر بِلذَّة الإِنجاز عند بلوغ ما نطمح إِليه. فحين شرَعتُ في حفظ القرآن، بدأ الشيطان بإِبعادي عن تلك الطريق من خلال تزيينه للمُلهيات ووسوسته بصعوبة الحفظ، وأَنّي لا زلتُ صغيرة فأحفظه في المستقبل. لكنّي استعنتُ بالله وتوكّلت ولزمتُ أَدعية لحفظ القرآن”.
وتضيف: “كما وأَنَّ بداية حفظي كانت في زمن الكورونا، حيث حُرِمنا حينها من التنقّل واللقاءات القرآنية، والحمد لله انتهت على خير، رغم أَنَّي واجهتُ صعوبة في تثبيت بعض السور والأجزاء”.
وعن نصيحتها لمن يود حفظ القرآن تقول: “إِلى كلّ من يودّ حفظ القرآن، أُوصيك ونفسي أَوَّلًا وآخرًا بإِخلاص النيَّة لله تعالى وحده، ثمَّ باتِّخاذ معلِّم خاص لمُتابعة الحفظ والتسميع، واختيار مُصحف خاص للحفظ، ولا بدّ من تحديد الهدف اليومي والأسبوعيّ، وخطّة واضحة لاتِّباعها وتنفيذها، والاستعانة بالله والدُّعاء دائمًا بأَن يجعل الله القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا”.
ووجهت الحافظة تسنيم رسالة شكر لجمعية بصائر الخير، والقائمين عليها قائلة: “لا أَنسى فضل الله بأَن مَنَّ علينا بجمعيَّة قرآنيَّة تسعى لتنشئة جيل يحفظ القرآن ويعمل به في جميع الحارات والمراكز البصائريَّة. فـبارك الله بكلِّ من له بصمة في جمعيَّة بصائر الخير، يتصدّرهم الأستاذ الشيخ نائل فوَّاز رئيس الجمعيَّة-حفظه الله- وكلّ مربٍّ ومربّية يمنح من وقته لحفظ وتسميع طُلَّابه، فـجزاهم الله عنَّا كل خير وجعل القرآن شفيعًا لهم يوم القيامة”.
هذا وباركت جمعية بصائر الخير للحافظة تسنيم فياض، سائلة لله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتها، مثمنة الجهود المباركة الطيبة للأهل والمربيات.