قرار قضائيّ بإرسال قاتل زوجته وطفليهما في الطيبة لتلقّي العلاج النفسيّ
قررت المحكمة المركزية في مدينة اللد، مساء أمس الخميس، أن المتهم محمد مصاروة الذي قتل زوجته براءة جابر مصاروة، وابنيه آدم وأمير، لن يحاكَم وسيرسَل إلى مصحّة نفسيّة لتلقي العلاج.
وبالتوافق مع النيابة العامّة والدفاع، قرّرت هيئة المحكمة في جلسة الأمس، أن المتهم مصاروة ليس أهلا للمحاكمة القضائية، بسبب حالته الصحية، وأنه يُرسل الى مصحة نفسيّة لمدة أقصاها 25 عاما؛ إذ يُحتمل ألّا يكمل هذه المدة، ففترة العلاج تتعلّق بحالته الصحية.
وجاء هذا القرار بعد أن صدر قرار التشخيص الطب النفسي، من قبل الطبيب النفسي في لواء المركز الذي أكد أن مصاروة كان في حالة نوبة ذهانية وقت الجريمة، وأنه ليس أهلا للمحاكمة.
وفي الحادي عشر من الشهر الجاري، كانت نتائج تقرير فحوصات التشخيص النفسي للمتهم محمد مصاروة (32 عاما) من الطيبة، بجريمة قتل زوجتهِ براءة جابر مصاروة (26 عاما) وطفليهما أمير (عامان) وآدم (نصف عام)، فجر يوم 1 أيار/ مايو 2023، قد أظهرت أن المتهم مصاروة “لا يعاني الاضطراب الاكتئابي المزمن”.
ووفقا للتقرير الطبي الذي قُدّم للمحكمة من قبل مستشفى الصحة النفسية “ليف هشارون”، اتضح أن المتهم مصاروة لا يعاني الاضطراب الاكتئابي المزمن، ولم ينفِ التقرير “وجود حالة نفسية”، مشيرا حينها إلى أنه سيتمّ فحصها لاحقا.
وكانت النيابة العامة قد قدمت إلى المحكمة المركزية في اللد، يوم 24 أيار/ مايو 2023، لائحة اتهام ضد مصاروة، نسبت إليه قتل زوجتهِ وطفليهما، عمدا في ظروف خطيرة، فجر يوم 1 أيار/ مايو 2023.
وأرفقت النيابة بلائحة الاتهام طلبا لتمديد اعتقال المتهم لغاية الانتهاء من الإجراءات القضائية ضده.
وذكرت لائحة الاتهام أن “للمتهم محمد مصاروة وزوجته براءة طفلان، الأول عمره عامان والثاني عمره نصف عام، وفي إحدى ليالي شهر أيار، استيقظ المتهم محمد مصاروة وقرّر لسبب غير معروف قتل أبناء أسرته”.
وجاء في لائحة الاتهام: “لذلك، غادر المتهم غرفة النوم التي كانت تنام فيها زوجته وطفلاهما، وتوجه إلى المطبخ، وأخذ سكينًا، وعندما عاد إلى غرفة النوم، بدأ بطعن زوجته براءة في عنقها. ونتيجة ذلك، استيقظت الزوجة وهربت من غرفة النوم نحو باب مدخل المنزل، لكن محمد طاردها وأمسك بها وألقى بها على الأرض، هجم عليها وهي على الأرض وظهرها ملاصق للأرض وقام بطعنها عدة مرات، على الرغم من محاولتها الدفاع عن نفسها، لكن دون جدوى. وعاد إلى غرفة النوم ووضع طفليهما على فرشة وطعنهما الواحد تلو الآخر، ما أسفر عن موتهما”.
وفي وقت سابق، وبعد تقديم لائحة الاتهام، قال المحامي الموكل بالدفاع عن مصاروة، غاي عين تسفي، إن “مصاروة أُرسل إلى التشخيص بالطب النفسي، بعد أسبوعين من الاعتقال، بعد أن بانت عليه علامات لحالة نفسية يعاني منها، وبعد أن أرسل إلى مركز خاص للتشخيص بالطب النفسي، جاءت التقارير الأولية التي أشارت إلى أنه يعاني من حالة نفسية، ولكن بخطوة غير واضحة وغير مبررة، بل بطريقة شيطانية قامت الشرطة بالالتفاف على قرار المحكمة، وقامت بنقل موكلي من المركز الذي يتعالج فيه إلى مركز آخر”.
وأوضح أن “الخطوة التي أقدمت عليها الشرطة بشعة جدا في حال كانت نيّتها أن تقرر أين يتم تشخيص المعتقلين نفسيا، وفي حال النية ليست ذلك فهي بشعة بنسبة أقل”.
وختم المحامي بالقول، إنه “لغاية الآن لم أطلع على الأدلة في لائحة الاتهام. ومما لمسته من حديثي مع موكلي، فإنه يصف الجريمة دون إبداء مشاعر التعاطف، ولكن يصف تفاصيل تدل على حالة نفسية، تفاصيل غير واضحة، على الرغم من أنه أعاد تمثيل الجريمة، ولكن بسبب أن هناك خلفية نفسية فسيتم عرضه مرة أخرى لتشخيص الطب النفسي”.