رفضا لاعتداءات المستوطنين.. صلاة احتجاجية في دير وكنيسة مار إلياس في حيفا
انطلقت، مساء اليوم، الخميس، صلاة مشتركة ووقفة تضامن واعتصام، في ساحة دير وكنيسة مار إلياس في جبل الكرمل في حيفا؛ وذلك مع تصاعد اعتداءات المستوطنين التي تستهدف الكنيسة والدير.
وشارك عدد من أبرز الأساقفة في الداخل، من بينهم راعي أبرشية عكا والجليل المطران يوسف متى، المطران موسى حاج، المطران رفيق نهرا، ورئيسة بلدية حيفا عينات كليش، والسفير وديع أبو نصار، وعدد من كهنة جميع الرعايا في الجليل.
وحاولت الشرطة تقييد عدد المشاركين في النشاط الاحتجاجي، عبر إغلاق الطريق أمام الوافدين إلى دير وكنيسة مار إلياس، الأمر الذي لم يمنع العشرات من الوصول إلى ساحة الكنيست للاحتجاجات على اعتداءات المستوطنين.
وتحدث المطران موسى الحاج، رئيس أساقفة حيفا والأراضي المقدسة للموارنة، والنائب البطريركي على القدس والأراضي الفلسطينية، لحشد من المشاركين في الصلاة والوقفة، وتلى بيان كنيسة ودير مار إلياس، وجاء فيه أنه “نحن كسلطة كنسية كاثولكية مسؤولة حاولنا ونستمر في المحاولة بشكل بفردي وجماعي بالتوجه للسلطات المدنية، التي أبدت التفهم والتعاون”.
واستدرك قائلا: “لكن الأمر بقي غير محسوم حتى الآن، حيث أن المجموعة المعتدية لا زالت تكرر اعتدائها، ولم تتم السيطرة عليها تماما. لقد سبق وأعربنا عن قلقنا ومواقفنا حيال المتغيرات والمستجدات، وكيفية التعاطي معها مستقبلا”.
وأضاف “إننا اليوم باسمكم جميعا، نرفع أصواتنا مجددا مطالبين السلطات المسؤولة في هذه الدولة، بالإسراع والاهتمام بوقف كافة التعديات على الأماكن المسيحية عامة، وعلى كنيسة مار إلياس خاصة، ومنع المتمادين من التعدي واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم”.
وشدد على أن الكنيسة “ستبقى مفتوحة أمام جميع المصلين والزائرين الملتزمين بالأعراف والقوانين المرعية والخاصة بالدير”.
وأوضحت الناشطة مادونا حليم حداد، بأن قضية مار إلياس تجاوزت الأطر الدينية وهي قضية وطنية، وقالت إن “قضيتنا تجاوزت الأطر الدينية لتصبح قضية وطنية جامعة، فاليوم يتم الاعتداء على كنيسة مار إلياس ومن قبل ذلك تم الاعتداء على كنيسة القيامة كما يتم الاعتداء على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس”.
وأضافت أنه “في الوقت الذي تدعي فيه السلطة أن حيفا مدينة للتعايش بين كافة المكونات إلا أنها تعمل جاهدة على تخريب النسيج الاجتماعي في هذه المدينة العريقة. ووجهت التحية والشكر للشبان “الذين يتفانون في حراسة الدير صبح مساء”.
وقالت إن الاعتداءت كانت تمارس من قبل معتدين لا يتجاوزون عددهم أصابع اليد الواحدة، لكنهم اليوم بالعشرات إن لم نقل بالمئات وهم ولا شك ينفذون تعليمات (وزير الأمن القومي) المتطرف إيتمار بن غفير”، ودعت إلى الابتعاد عن “الطائفية المقيتة”، مشددة على أن “القضية هي قضية وطنية جامعة ولا تقتصر على طائفة دينية بذاتها”.
وانتقدت “رفع البعض لأعلام غريبة بألوان متعددة وأعلام كثيرة ضمن علم واحد من بينها علم إسرائيل التي تقوم بالتنكيل بالشعب الفلسطيني وتهجره وتعتدي على مقدساته، وهذا ما أرفضه تماما بل وأحذر منه، ويجب علينا الوقوف كعرب فلسطينيين في وجه هذه المؤامرات بكافة طوائفنا، لأن الهدف الأساسي الذي تتوخاه إسرائيل من خلال هذه الممارسات إنما هو تفرقة الشعب الفلسطيني وتمزيقه من خلال بث التفرقة الدينية”.
ويوم الأحد الماضي، أوقفت الشرطة الإسرائيلية، مستوطنيْن شاركا في محاولة اقتحام كنيسة ودير مار إلياس، لتفرج عنهما بعد ذلك بساعات قليلة، فيما تظاهر أهال من المدينة، تنديدًا باقتحامات الجماعات الاستيطانية المتكررة للدير وللكنيسة.
ومساء الأحد الماضي، نظمت وقفة احتجاجية أمام الكنيسة، شملت صلوات وتراتيل، كما عُلِّق صليب ضخم على إحدى السيارات التي سارت على الشارع بين المحتجين.
وحاول نحو 50 متطرفا يهوديا، بينهم أعضاء في منظمة “لا فاميليا” الفاشية، وصلوا إلى دير مار إلياس بواسطة حافلات للركاب، يوم الأحد الماضي، اقتحام الكنيسة، ولكن تصدى لهم عدد من الشباب الذين تواجدوا في المكان.
وسادت أجواء متوترة ومشحونة بين الحضور في الكنيسة، في أعقاب محاولة اقتحام جديدة من قبل مجموعة من المتطرفين اليهود.
وهذه المحاولة الثانية خلال أسبوع لاقتحام المكان المقدس، إذ حاولت مجموعة من المتطرفين اليهود اقتحام الكنيسة، يوم الثلاثاء الماضي، ومنعهم الشباب من تنفيذ ذلك.