تقديرات إسرائيلية تشير إلى مواجهة قريبة بين “حزب الله” وإسرائيل
يعتقد مراقبون ومحللون عسكريون إسرائيليون، أنّ ثمة مواجهة عسكرية قريبة بين “حزب الله” اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي قد تنشب في أي لحظة، خصوصاً مع تصاعد التوتر في الآونة الأخيرة عند المنطقة الحدودية الفاصلة بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وسجّلت الأحداث الأخيرة، أمس الأربعاء، مشهداً جديداً، بعد إلقاء جيش الاحتلال قنبلة تجاه عدد من الأشخاص، قال إنهم حاولوا المساس بالسياج الحدودي مع لبنان، وسط حديث في الإعلام اللبناني عن تسجيل 3 إصابات.
وفي الآونة الأخيرة، اتهمت إسرائيل “حزب الله” بالسعي لاستفزازها في أكثر من مرة، خاصة منذ نصب خيمتين لعناصره قرب الحدود تطالب إسرائيل بإزالتهما، بزعم نصبهما في منطقة تابعة لها. بالمقابل يشرط “حزب الله” إزالة الخيمتين بتوقف الاحتلال عن بناء الجدار الحدودي في قرية الغجر وفق مخططه الحالي، بحسب العديد من المصادر، كما أعلن لبنان، الثلاثاء الماضي، تقديمه شكوى لدى الأمم المتحدة ضد دولة الاحتلال على خلفية “تكريس” احتلالها الجزء اللبناني من بلدة الغجر.
وفي ضوء التطورات والتوترات الأخيرة، يرى مراسل ومحلل الشؤون العسكرية في موقع “والاه” الاسرائيلي أمير بوحبوط، أنّ خطأً واحداً عند الحدود من أحد الطرفين، يُفسّر بشكل خاطئ من الطرف الآخر، قد يقود إلى حرب بين اسرائيل وحزب الله.
وأضاف أنه بعد مرور 17 عاماً على حرب لبنان الثانية عام 2006، لا يزال الجيش الإسرائيلي، يدير حملة علنية وسرية ضد حزب الله بشأن موقع الخط الحدودي. ويومياً يقوم جيش الاحتلال بقيادة قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين، بعمليات هندسية واسعة لإقامة عائق حدودي متطوّر.
ويرى بوحبوط أنّ “الأعمال التي يقوم بها جيش الاحتلال عند الحدود تقلق حزب الله إلى حد كبير، والذي شرع في الأشهر الأخيرة بسلسلة خطوات استفزازية بهدف تخريب السياج الحدودي”، وأنّ التطورات وصلت إلى ذروتها مع إقامة خيمتين عند الحدود. وأضاف المحلل العسكري أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي “يستعد لاحتمال فشل الجهود الدبلوماسية لإزالة الخيام، ويتجهز لتوجيه رد عسكري لإزالتها، مع الاعتراف بأنها لا تشكّل تهديداً في هذه المرحلة، لكنها أحرجت حكومة وجيش إسرائيل، خصوصاً أنّ وسائل إعلام لبنانية هي التي كشفت الأمر”.
وخلص بوحبوط إلى أنّ “حجم النيران التي سيطلقها حزب الله باتجاه الجبهة الإسرائيلية (في حال نشوب مواجهة) لن يترك خياراً للمستوى السياسي، سوى إصدار الأوامر من اليوم الأول، لإرسال قوات برية من الجيش النظامي وجيش الاحتياط إلى داخل لبنان من أجل السيطرة على مواقع إطلاق الصواريخ الكثيرة”.
“ابتزاز سياسي لتحقيق أهداف عسكرية”
من جهته، اعتبر المحلل العسكري رون بن يشاي، في مقال كتبه في موقع “يديعوت أحرونوت”، اليوم الخميس، أن تحركات “حزب الله” قرب الحدود تعبّر عن “ابتزاز سياسي لتحقيق أهداف عسكرية”، إذ يسعى “حزب الله” من خلال ذلك، لتحقيق مطالبه باشتراطه إزالة الخيميتين التي نصبهما عناصره مقابل توقّف الاحتلال عن بناء الجدار الحدودي على أراض لبنانية في قرية الغجر.
وبرأي بن يشاي، فإن “حزب الله” يفسر الأزمة السياسية الداخلية في إسرائيل على أنها حالة ضعف، ويسمح لنفسه بالقيام “بخطوات استفزازية” تتصاعد في الآونة الأخيرة”، وأن “إقامة الخيام قرب الحدود دلالة على وجود أهداف عسكرية بالتنسيق مع إيران. كما أن (أمين عام حزب الله حسن) نصرالله ولأسباب لبنانية داخلية، منها المأزق السياسي والأزمة الاقتصادية المستمرة في البلاد، له مصلحة في معركة لعدة أيام ضد الجيش الإسرائيلي، لتحسين وضعه في الساحة اللبنانية. أما إسرائيل، فليس لديها مصلحة في منح نصر الله مراده في بداية الصيف الحالي”، مضيفاً أنّ مسؤولاً كبيراً قال لموقع “يديعوت أحرونوت” إن “وقته (أي وقت التعامل مع حزب الله) سيحين، وليس في المستقبل البعيد”.
ويسعى نصر الله، بحسب ذات المحلل العسكري، لإعاقة بناء الجدار الذي يقيمه الاحتلال على طول الحدود بين الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ولبنان، بهدف منع القوات الخاصة في حزب الله (وحدة الرضوان) من دخول الأراضي المحتلة في أي مواجهة عسكرية مستقبلية.
ويرى بن يشاي أن ما لا يقوله حزب الله علانية، هو أنّ الجدار الذي يبنيه جيش الاحتلال “يثير قلقاً كبيراً لديه”، ذلك أنه “سيحبط أي هجوم أو اختراق للحدود” من قبل عناصره، وأن أي محاولة ستتطلب منهم “تسلق الجدار المرتفع، وتضييع ساعات كثيرة في ذلك”، يمكن لجيش الاحتلال “استغلالها من أجل إحباط الهجوم والشروع في هجوم مضاد”.
وحسب المحلل ذاته، فإن قلق “حزب الله” يزداد مع اقتراب المشروع من نهايته، وبعد أن تلقت خططه الهجومية ضربة كبيرة خلال “العملية العسكرية الهندسية” التي أطلقت عليها إسرائيل اسم “الدرع الشمالي”، واستمرت على مدار الفترة الواقعة بين 4 ديسمبر/ كانون الأول من عام 2018 وحتى 13 يناير/ كانون الثاني من عام 2019. واستهدفت الحملة الكشف عن أنفاق “حزب الله” وتدميرها، “ما يصعّب عليه عملية اختراق الحدود.
وخلُص المحلل العسكري إلى أنّ جيش الاحتلال “لن يسمح لحزب الله بالاستفادة من ضبط النفس الإسرائيلي لفترة طويلة أخرى”.