ماذا وراء استقدام النظام تعزيزات عسكرية إلى الشمال السوري؟
أثار استقدام النظام السوري تعزيزات عسكرية إلى مواقع محاذية لخطوط التماس مع المعارضة في الشمال السوري مخاوف من اندلاع معارك جديدة، خاصة أن التعزيزات تزامنت مع عودة الغارات الجوية الروسية على مناطق بمحيط إدلب، والقصف المدفعي من جانب قوات النظام على أرياف حلب الغربية.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها صفحات إخبارية موالية، وصول أرتال من الدبابات والمدافع المجنزرة والآليات العسكرية إلى الشمال السوري.
وبحسب مصادر لعربي 21، توزعت الأرتال على مناطق منبج وتل رفعت بريفي حلب الشمالي والشرقي، وهو ما أشاع حالة من الهلع في صفوف المدنيين.
وذكر فريق “منسقو استجابة سوريا” أن عشرات العائلات في المناطق القريبة من خطوط التماس نزحت إلى مناطق أخرى تعتبر آمنة، مشيرا في بيان الخميس إلى “تخوف كبير لدى السكان من استمرار التصعيد العسكري، واستعداد عدد كبير منهم للنزوح هربا من القصف”.
وتابع البيان بأن “المنطقة لا يمكنها استيعاب حركة نزوح جديدة”، مطالبا بـ”منع تكرار العمليات العسكرية، ووقف زيادة الخروقات بشكل يومي من قبل قوات النظام وروسيا”.
من جهته، أكد رئيس مركز “رصد للدراسات الاستراتيجية” العميد عبد الله الأسعد، أن تعزيزات النظام تؤشر إلى التحضر لمعركة قادمة في الشمال السوري، مبينا أن “النظام استقدم تشكيلات (الحرس الجمهوري، الفرقة الرابعة) عسكرية هندسية من دمشق إلى الشمال السوري”.
وفي حديثه قال: “ربما هي تحركات تأتي تنفيذاً لتوافقات حدثت بين الأطراف الفاعلة في الشأن السوري، ولا ننسى أن هناك احتمالا لاحتكاك بين الأطراف الإقليمية الموجودة في المنطقة”.
في المقابل، شككت مصادر عسكرية بقدرة النظام السوري على فتح معارك جديدة في الشمال السوري، موضحة أن ما يجري هو إعادة انتشار من جانب قوات النظام.
وفي هذا الإطار قال النقيب عبد السلام عبد الرزاق القيادي في “الجيش الوطني السوري”؛ إن هناك بعض التضخيم لأرتال قوات النظام، معتبرا خلال حديثه أن “النظام لا يستطيع فتح معركة كبرى في هذا الظرف، ويبدو أن الغرض من هذا الاستعراض هو تمرير صفقة ما بين تركيا وروسيا”.
وقلل عبد الرزاق من احتمال تجدد العمليات العسكرية، وقال؛ إن “روسيا تريد إنجاز حل ولو جزئي، لتثبت أنها فاعلة في سوريا رغم معاناتها في أوكرانيا”، معتبراً أن “أي عمل عسكري في الشمال السوري يتطلب الاتفاق والتنسيق مع تركيا التي تنشر قواتها في هذه المناطق”.
وبالتركيز على رد فعل تركيا في حال شن النظام السوري هجوما على الشمال السوري، يتساءل الكاتب والمحلل السياسي عبد الله سليمان أوغلو عن قدرة النظام على فتح معركة جديدة في ظل الظروف السياسية الدولية والاقتصادية السيئة التي يعاني منها.
ويقول إن “تحركات النظام العسكرية غير جادة؛ لأن الهجوم يعني الاحتكاك المباشر مع القوات التركية، ونحن نعلم أن تركيا خرجت من الانتخابات وهي أقوى من السابق”.
من جانب آخر، يربط سليمان أوغلو بين التحركات من جانب النظام و”فشل” الجولة الـ20 من محادثات مسار أستانا، ويقول: “كازاخستان أعلنت انتهاء هذا المسار، والنظام يلوح بخيار العمل العسكري، معتقدا أن المسار السياسي قد انتهى”.
وكانت كازاخستان قد أعلنت الأربعاء في ختام الجولة 20 من محادثات أستانا، عن توقف المسار الذي ترعاه روسيا وتركيا وإيران