الشرطة الإسرائيليّة تنفي إيعازها بإيقاف أعمال بناء توربينات الهواء في الجولان المحتلّ
نفت الشرطة الإسرائيلية، بأنها أوعزت بإيقاف أعمال بناء عنفات الرياح (توربينات هوائية)، في الجولان السوريّ المحتلّ، والتي تتهدّد أراضي أهال في الجولان، بالمصادرة، مؤكدة أن القرار منوط بالمستوى السياسيّ.
جاء ذلك بحسب ما أعلنت الشرطة، في بيان أصدرته، اليوم الخميس؛ في حين أشارت تقارير أخرى إلى أن المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، ووزير الأمن القومي الإسرائيليّ، المتطرف إيتمار بن غفير، في طريقهما إلى جولس في الجليل، للقاء مسؤولي الطائفة الدرزية هناك.
كما يأتي بعد يوم، أُصيب خلاله العشرات من أهالي الجولان، بينهم خمسة بحالة خطيرة، من ضمن 27 مصابا، نُقلوا إلى المستشفيات، إثر قمع الشرطة الإسرائيلية احتجاج أصحاب الأراضي المستهدفة للمصادرة، والمتضامنين معهم.
وقالت الشرطة في بيانها المقتضب، إنه “على عكس المعلومات المغلوطة التي نُشرت، لم توعز الشرطة الإسرائيلية بوقف العمل في بناء التوربينات في هضبة الجولان”، مشددة على أن “مثل هذا القرار، يخصّ المستوى السياسيّ فقط”.
فيما نفى أهال من الجولان أي لقاء مع بن غفير، وليس لديهم أي علم بهذه الزيارة.
وذكر التقرير ذاته أن شبتاي، “أعلن بعد المحادثة مع بن غفير، أن العمل في المشروع سيستمرّ، فيما أكّدت شركة Energix، المسؤولة عن المشروع، تلقيها توجيها” بذلك.
وأكدت تقارير إسرائيلية عديدة، أمس الأربعاء، أنّ بن غفير شكّل “ضغطا” على الشرطة، من أجل المضيّ قدما بمشروع عنفات الرياح، وذلك رغم تحسُّب الحكومات الإسرائيلية السابقة، من الدفع بالمشروع؛ خشية من “خطورتها”. وذكرت القناة الإسرائيلية 12، أمس، في تقرير، أنه “على مدى السنوات الثلاث الماضية، لم تسمح الشرطة والحكومات السابقة لشركة Energix بنصب التوربينات (في الجولان السوريّ)، حيث تم اعتبار هذا النشاط متفجرًا وخطيرًا”.
ولفت التقرير إلى أن بن غفير قد عقد، خلال الأشهر الأخيرة، اجتماعات مع قيادة الشرطة والمنطقة الشمالية فيها، وطالبهم بالتحرك من أجل “إعادة الحُكم”، على حد تعبيره.
وقال بن غفير في بيان صدر عنه، مساء أمس: “أنا أحب المجتمع الدرزي، وأعتقد أنه مثلما لدينا تحالف دم، فلدينا أيضًا تحالف أخوي. مرة أخرى، بسبب تهديدات من (بعض) الناس بإلقاء قنابل المولوتوف، والحجارة”. وبحسب قوله، “يجب على دولة إسرائيل ألا تستسلم، فهذه شركة خاصّة، اشترت الأرض بشكل قانوني، وستضع توربينات هناك”، مضيفا أن “الكهرباء الخضراء التي ستفيد الاقتصاد الإسرائيلي كثيرًا”.
وأضاف بن غفير: “لا يمكن أن تكون دولة إسرائيل غير قادرة على تنفيذ العملية (بناء عنفات الرياح)، والسماح لشركة خاصة بحقها في الملكية”، مشددا على أنه “يجب أن يكون هناك حُكم في الجنوب والشمال وفي هضبة الجولان”، على حدّ وصفه.
كما كان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد قارن، أمس الأربعاء، بين المحتجين من أهالي الجولان، والذين أُصيب العشرات منهم، من جرّاء قمع الشرطة الإسرائيلية لاحتجاجاتهم، وبين المستوطنين الإرهابيين، الذين ينفذون عشرات الهجمات والاعتداءات في الضفة. وقال في مقطع مصّور:”لن نقبل أعمال شغب، سواء في هضبة الجولان، أو في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)”.