متضررو الزلزال ينتظرون من يعيدهم إلى منازلهم في الشمال السوري
مضت أربعة أشهر على الزلزال الذي ضرب شمال سورية في السادس من فبراير/ شباط الماضي، ولا يزال خالد العلي يعيش في خيمة بانتظار أن تبدأ إحدى المنظمات الإنسانية مشاريع الترميم الخاصة بمتضرري الزلازل وترميم منزله في مدينة سلقين، غرب إدلب.
يقول العلي، إن لجان الكشف الهندسي التي زارت منزله أخبرته بأن البيت لا يزال صالحاً للسكن، والتشققات لم تؤثر على البنية الإنشائية، إلا أنه يحتاج للترميم وتدعيم بعض الأعمدة. يضيف أنه ليس قادراً على ترميمه على نفقته الخاصة، إذ إن “الدخل الذي أجنيه من عملي كحارس في منشأة صناعية بالكاد يكفي عائلتي المؤلفة من زوجة وأربعة أطفال، ما أجبرني على الإقامة في خيمة بانتظار بدء مشاريع الترميم. وزارت المنزل إحدى المنظمات ووثقت الحالة لكن حتى الآن لم يبدأ العمل”.
يتابع خالد: “إقامتنا في الخيمة طالت. ومع قدوم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتفاقم المعاناة أكثر. الخيام التي نقيم فيها غير معزولة بشكل صحيح ونضطر لقضاء معظم الوقت خارج الخيمة”. أما محمد سريحيني، فقد كان أكثر حظاً وحصل على تعويض مادي بسيط مكنه من تجهيز خيمته بشكل مناسب، ويقول لـ”العربي الجديد”، إن منزله في سلقين دمّر بشكل شبه كامل، وحصل على مساعدة مالية من إحدى المنظمات فجهز خيمة ودورة مياه قرب منزله.
يضيف: “توقعت منذ البداية أن تطول عملية إعادة الإعمار، وأن تكون إقامتي في الخيمة طويلة فجهزتها على هذا الأساس. وفي حال توفرت معي أي أموال، سأبدأ بتجهيز منزلي وإن بشكل تدريجي. فالمجتمع الدولي لا يبالي إن أقمنا في منزل أو خيمة، وأكبر دليل على ذلك مئات المخيمات المنتشرة في الشمال السوري”.
ولم تنفذ المنظمات مشاريع ترميم تتلاءم مع حجم الكارثة التي عاشتها إدلب، وقد أنهت غالبية تلك المنظمات عمليات المسح وتوثيق البيانات بانتظار وصول دعم لمشاريع الترميم. ويتخوف العاملون في الشأن الإنساني والناشطون من ضياع تلك المشاريع بسبب ضعف الاستجابة للمعاناة التي يعيشها السوريون، وخصوصاً بعد قرار برنامج الأغذية العالمي تخفيض كمية المساعدات المقدمة لسورية.
ويقول المهندس محمد حلاج: “نعاني من مشكلة أساسية تكمن في ضعف الاستجابة الإنسانية، إذ لم تتجاوز الاستجابة الإنسانية 11 في المائة في مختلف القطاعات، ما يعكس حجم المعاناة التي يعيشها الواقع الإنساني في الشمال السوري”.
ويذكر أن لجان الكشف الهندسي والجهات الحكومية وثقت تضرر أكثر من 18 ألف منزل، بينها نحو 2400 منزل آيل للسقوط وأكثر من 9000 منزل متصدع وبحاجة للترميم، وهو ما يعكس حجم العمل الكبير الذي ينتظر المنظمات الإنسانية.