تقرير: طوق عسكري مشدد يخنق سكان المغير ويُضيّق عليهم معيشتهم
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرمان سكان قرية المغيَّر شرق رام الله من حرية التنقل والحركة منذ 19 يومًا، بفرضها طوقًا عسكريًا مشددًا على المدخلَين الرئيسَين للقرية التي يعتمد أهلها على الزراعة وتسويق منتجات حقولهم في أسواق الضفة الغربية المحتلة.
وتهدف قوات الاحتلال من هذا الحصار إلى تشكيل حماية للمستوطنين الذين ينتشرون في الأراضي المحيطة بها ويهاجمون المواطنين وممتلكاتهم.
وشنّ بعض هؤلاء المستوطنين هجومًا على القرية في الأيام الماضية وأحرقوا سياراتٍ لمواطنين فيها، بحماية من جيش الاحتلال.
محمد أبو عواد؛ أحد سكان المغير، يؤكد أنّ القرية تتعرض منذ أيام لهجمات المستوطنين المتطرفين، والاعتداء على المزارعين بحماية جيش الاحتلال.
وقال أبو عواد: “أعمل خارج القرية، واستمرار حصارها ومنع خروج المواطنين منها اضطرني إلى أن أسلك طريقًا وعرة للوصول إلى عملي، وذلك يرهقني”.
وأكد أنّ قوات الاحتلال تهدف لزيادة الخناق على السكان ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، في الوقت الذي تسهّل فيه اقتحام المستوطنين لها وللأراضي المحيطة بها.
وأضاف أنّ القرية تواجه خطرًا كبيرًا من المستوطنين وتهديدًا بالاستلاء على مساحات واسعة من أراضيها الزراعية، وإفراغها من أصحابها الأصليين.
وتقع المغير على بعد 27 كلم شمال شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، ويقطنها أكثر من 4 آلاف مواطن، بحسب تقديرات فلسطينية.
وكان الاحتلال قد أعلن المغير منطقة عسكرية مغلقة، عقب احتلال الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس عام 1967، لتصبح 90% من مساحة أراضي القرية من الناحية الشرقية في منطقة العزل هذه.
طرق وعرة
وبحسب الناشط كاظم الحاج محمد وهو من سكان القرية أيضًا، فإنّ المواطنين يسلكون طرقًا ترابية وعرة وبعيدة للوصول إلى أراضيهم، وغير قادرين على نقل المياه والأعلاف لمزارعهم ومواشيهم.
ونبّه الحاج محمد، إلى أنّ استمرار حصار القرية يلحق خسائر بالمزارعين، إذ يحول حاجز للاحتلال بينهم وبين تأمين احتياجات مزارعهم ومواشيهم من المياه من منطقة “عين سامية” على السفوح الشرقية لجبال رام الله المطلة على غور الأردن.
ويؤكد رئيس مجلس قروي المغير، أمين أبو عليا، أنّ أهالي القرية يتعرضون إلى اعتداءات يومية من جيش الاحتلال بجانب الحصار المحكم عليهم.
وأفاد أبو عليا، بأنّ جيش الاحتلال يغلق مداخل ومخارج القرية من الساعة السابعة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا، ولا يسمح لسكان القرية بالخروج منها أو الدخول إليها، وخاصة الموظفين والطلبة والعمال.
وأضاف أنّ مواصلة حصار المغير تحرم المزارعين من تسويق منتجاتهم إلى أسواق الضفة الغربية، وهو ما يجعل بعضهم يلجأ إلى طرق وعرة تصل مسافتها إلى 20 كيلومترًا، مبينًا أنّ جيش الاحتلال يمنع أيضًا مئات العمال من الخروج من القرية نحو أماكن عملهم، وهو ما يتسبب بخسائر تصل إلى مئات الآلاف من الشواقل يوميًّا.
وأضاف أنّ الاحتلال يُنفّذ حملات اعتقال يومية بحقّ سكان القرية بعد اقتحام بيوتهم في أوقات متأخرة من الليل، والاعتداء على المواطنين، وترويع الأطفال، مشيرًا إلى أنّ المدارس في المغير مُعطّلة لعدم تمكُّن المدرسين من دخول القرية.