خليلي يتحدى الاحتلال ويرفض حدوث نكبة جديدة
“سعيد”؛ نموذج حي للمواطن الفلسطيني المتجذر في أرضه الذي يتحدى بصموده وإرادته الصلبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تريد بقوة السلاح، نهب أرضه التي ورثها عن أجداده، ليثبت أن الفلسطيني لم يبع أرضه، ولم يفرط بتراب وطنه المحتل.
ويحاول جيش الاحتلال بشتى الطرق منع المواطن الفلسطيني سعيد محمد عليان عوض “أبو محمد” (52 عاما) الذي يقيم في قرية “أم لصفة” قرب “مسافر يطا” بالخليل، الوصول لأرضه في منطقة “قواويس” الواقعة في تلال جنوب الخليل، وتبلغ مساحتها 189 دونما، وفي كل مرة يفشل الاحتلال أمام عزيمة وإصرار المواطن الخليلي الذي يتمسك بأرضه ويعتبرها حياته.
عشق فلسطين
وتقع أرض المواطن الفلسطيني الذي يكافح هو وعائلته من أجل الحفاظ عليها، قرب البؤرة الاستيطانية اليهودية “متسبيه يئير”، وهي تبعد عن مكان سكنه نحو 8 كيلومترات.
وأوضح الحاج عوض، وهو أب لـ 16 من الأبناء؛ أولاد وبنات، أن أرض فلسطين، هي أرض وقف لا مجال لتركها أو التخلي عنها، قائلا: “هذه الأرض هي قلبي، أعشقها مثلما أعشق أولادي”.
وأفاد، أن “الاحتلال اعتدى على الأرض عام 1998، وقام ببناء مستوطنة، وبدورنا توجهنا للمحاكم الإسرائيلية، وبقينا نتابع حتى 2013″، منوها إلى أن “28 دفيئة زراعية كانت موجودة في الأرض، قام الاحتلال بتدميرها، ولم نتمكن من العمل في الأرض إلا من خلال تنسيق مسبق من أجل زراعة أرضنا ومتابعتها وفلاحتها”.
ونوه “أبو محمد” إلى أن “مجموعات المستوطنين شرعت قبل نحو عامين، برعي الأغنام والماشية في الأرض وهو ما عرف بـ”الاستيطان الرعوي” من أجل نهبها وطردنا منها، وتسبب ذلك بعمليات تخريب للأرض والأشجار باستمرار، وعند محاولتي منع ذلك تعرضت للإصابة”.
وأكد أن تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية بحق الأرض، جعلته يتمسك بها أكثر، في رسالة لهم؛ “أننا لا يمكن أن نترك أرضنا، أذهب كل سبت بصحبة أولادي، لتنظيفها وفلاحتها والحفاظ عليها”.
ولفت إلى أن “سلطات الاحتلال ومعها قوات الجيش، يتركون المستوطنين يفعلون ما يريدون في الأرض، وعندما نتقدم بشكوى إلى الشرطة الإسرائيلية ضد المستوطنين، لا يتعاطون معنا، ورغم ذلك، في كل اعتداء أقوم بتقديم شكوى جديدة، ولم يجدوا أي حل لذلك سوى محاولة منعي من الوصول إلى أرضي بزعم أنها منطقة عسكرية تقع ضمن منطقة إطلاق النار”.
الأرض أو الموت
ومن بين الإجراءات التي حاول جيش الاحتلال من خلالها منع سعيد وعائلته، من الوصول إلى أرضه، نصب حاجز قرب منزله لمنعه من الخروج بسيارته، وقال: “في بعض الأحيان يأتون إلى البيت لتهديدي”، مؤكدا أن “إجراءات الاحتلال خلقت لدي الحافز أكثر للذهاب إلى الأرض وزراعتها”.
وبحسب المواطن الفلسطيني، في كثير من الأوقات كان يسلك بعض الطرق في الجبال من أجل الابتعاد عن حواجز الجيش التي نصبت خصيصا لقطع الطريق عليه ومنعه من الوصول لأرضه في ظل وجود أعداد كبيرة من جنود الاحتلال وصل عددهم في إحدى المرات قرابة 150 جنديا، كما تجري في بعض الأوقات عملية مطاردة له على الطريق.
وأشار إلى أن مشكلته مع جيش الاحتلال والحواجز العسكرية أثيرت في وسائل الإعلام العبرية، وبعد منعه نحو 8 أشهر من الوصول إلى الأرض، تمكن قبل نحو أسبوعين من الوصول إليها بصحبة عائلته، منوها إلى أن كافة إجراءات الاحتلال من اعتداءات واعتقالات عشرات المرات، لم تنجح في منعه وعائلته من الوصول إلى الأرض.
وقال: “يأخذني الاحتلال أحيانا بالقوة وينزلونني في مكان بعيد”، مضيفا: “لن أترك أرضي حتى الموت”.
وعبر “أبو محمد” عن استيائه الشديد من حالة الإهمال الرسمي الفلسطيني لوضعه ووضع الكثيرين، مؤكدا أن هذا الإهمال يشجع المستوطنين على مزيد من الاعتداء.
وختم حديثه، قائلا: “حب الأرض عقيدة (…) نحن باقون ولن يؤثر فينا كل ما يفعله الاحتلال، ومستعدون لدفع ضريبة حبنا لأرضنا”.
المصدر: عربي 21