مناشدة أممية لمساعدة نصف سكان السودان.. تجدد الاشتباكات بالخرطوم
دخلت اشتباكات السودان شهرها الثاني في ظل معاناة إنسانية يفاقمها نقص الوقود والخبز والكهرباء وشح المياه، واستمرار حالة النزوح من مناطق القتال، فيما توقعت الأمم المتحدة أن “يبلغ عدد الفارين من السودان إلى مليون لاجئ هذا العام”.
وقدرت الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص في السودان بحاجة للمساعدات والحماية في وقت يبحث فيه المدنيون عن ملجأ لهم من الضربات الجوية والاشتباكات المتفرقة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم.
وناشدت المنظمة الأممية لتقديم مساعدات بقيمة 2.6 مليار دولار، لمساعدة أكثر من نصف سكان البلاد، وهو أعلى عدد تسجله المنظمة الدولية في السودان. وقبل الصراع الأخير، كان الرقم نحو 15 مليونا.
وأدى القتال الدائر في أنحاء السودان إلى نزوح نحو مليون شخص من بينهم 220 ألفا فروا إلى دول مجاورة.
ولم تثمر المحادثات التي تجرى بوساطة الولايات المتحدة والسعودية في جدة حتى الآن عن إعلان وقف لإطلاق النار، وارتفع عدد القتلى في السودان إلى 822 مدنيا منذ بدء الاشتباكات وفق ما أعلنته نقابة أطباء السودان.
بدورها، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تسعى للحصول على 472 مليون دولار لمساعدة أكثر من مليون شخص على مدى الأشهر الستة المقبلة.
ومع عدم قدرة وكالات الإغاثة على الوصول إلى العاصمة الخرطوم، فإن توزيع المساعدات الطبية والغذاء والوقود أصبح على كاهل لجان المقاومة التي قادت الاحتجاجات على الجيش على مدى السنوات الماضية.
وأعلنت وزارة الصحة في السودان، عن وصول 6 طائرات إغاثية ضمن جسر جوي من عدة دول ومنظمات.
وذكرت الوزارة في بيان، أن “مطار بورتسودان استقبل مساء الثلاثاء، 6 طائرات محملة بـالإمدادات الطبية والغذائية والإيواء من عدة دول ومنظمات”.
وأشارت إلى أن “وكيل وزير الصحة الاتحادي المكلف خليل إبراهيم، استمع خلال اجتماع بمدينة بورتسودان إلى تقارير حول توزيع المنح القادمة من الدول الخارجية والمنظمات للولايات المختلفة”.
ومنذ 15 نيسان/ أبريل الماضي، تشهد عدة ولايات بالسودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجه قوات لكل منهما إلى السيطرة على مراكز تابعة للآخر.
وتجددت الاشتباكات العنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الأربعاء في مدينتي بحري وأم درمان شمالي وغربي العاصمة الخرطوم، مع استمرار تحليق الطيران الحربي لقصف تجمعات “الدعم السريع”.
والخميس الماضي، اتفق الجيش السوداني و”الدعم السريع” على “إعلان جدة”، ويتضمن التزامات إنسانية تنفذ فورا، وجدولة لمحادثات مباشرة جديدة مستمرة في السعودية على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ومن بين تلك الالتزامات، تمكين إيصال المساعدات الإنسانية بأمان، واستعادة الخدمات الأساسية، وانسحاب القوات من المستشفيات والعيادات، والسماح بدفن الموتى.
واندلع الصراع في السودان بعد خلافات حول خطط لدمج قوات الدعم السريع في الجيش والتسلسل القيادي في المستقبل في إطار اتفاق مدعوم دوليا للانتقال السياسي نحو الحكم المدني وإجراء انتخابات.
وتولى البرهان وحميدتي أعلى منصبين في مجلس السيادة الحاكم بعد الإطاحة بعمر البشير عام 2019 في انتفاضة شعبية. ثم نفذا انقلابا بعد ذلك بعامين مع اقتراب موعد نهائي لتسليم رئاسة مجلس السيادة لشخصية مدنية، وشرع كلا منهما في تعبئة قواته بعد ذلك.