الأسد سيشارك في اجتماع القمة العربية في جدة
يعتزم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، المشاركة في القمة العربية التي تُعقد في مدينة جدة بعد غد، الجمعة، حسبما أكد وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، اليوم الأربعاء.
وتعتبر هذه المشاركة الأولى للأسد منذ العام 2010.
وأجاب المقداد ردا على سؤال عما إذا كان الأسد سيشارك في القمة بالقول “هو سيأتي لحضور هذه القمة إن شاء الله”.
وعُلّقت عضوية دمشق في جامعة الدول العربية ردا على قمعها الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في العام 2011 الى الشارع قبل أن تتحوّل إلى نزاع دام أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص.
وبالإضافة إلى تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، من المتوقّع أن تتصدّر جدول أعمال القمة أزمتان رئيسيتان: النزاع المستمر منذ شهر في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمّد حمدان دقلو “حميدتي”، والنزاع المتواصل في اليمن منذ أكثر من ثماني سنوات.
وتُعقد القمة في جدة حيث يتفاوض ممثلو الطرفين السودانيين منذ نحو عشرة أيام، برعاية مسؤولين أميركيين وسعوديين.
وتدفع السعودية نحو اتفاق سلام في اليمن بين المتمردين الحوثيين والحكومة التي تدعمها على رأس تحالف عسكري يشارك في العمليات العسكرية منذ العام 2015.
وتسارعت التحولات الدبلوماسية على الساحة العربية بعد اتفاق مفاجئ بوساطة صينية أُعلن عنه في العاشر من آذار/مارس وأسفر عن استئناف العلاقات التي كانت مقطوعة بين السعودية وإيران.
وبعد أقل من أسبوعين على إعلان استئناف العلاقات، قالت السعودية إنها بدأت محادثات حول استئناف الخدمات القنصلية مع النظام السوري، الحليف المقرب من إيران، قبل أن تعلن قرار إعادة فتح بعثاتها في سورية.
إلا أنّ مشاركة الأسد في قمة جدة لا تضمن إحراز تقدّم في التوصل إلى حلّ لإنهاء الحرب في سورية.
وأكد وزراء الخارجية العرب في البيان الذي أصدروه في السابع من أيار/مايو وأعلنوا بموجبه إعادة النظام السوري إلى شغل مقعده في الجامعة، “الحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حل” الأزمة السورية وانعكاساتها وضمنها أزمات اللجوء وتهريب المخدرات و”خطر الإرهاب”.
وقرّر المجتمعون تشكيل لجنة وزارية تعمل على مواصلة “الحوار المباشر مع حكومة النظام السوري للتوصل لحل شامل للأزمة السورية”.
وقال المقداد اليوم ردا على سؤال حول “شروط لإعادة الإعمار وعودة اللاجئين”، “نحن لم نقم بالاستجداء، ولن نقوم بذلك (…)، وقمنا بحرب ضد الإرهاب. ومن أراد المساعدة أهلا وسهلا”، رافضا الكلام عن “شروط”.
وحضرت أزمة اللاجئين في مباحثات جانبية أجراها المقداد مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب. وقال المقداد، وفق تصريحات نقلتها وكالة أنباء النظام “سانا”: “أكدنا على أن اللاجئين السوريين يجب أن يعودوا إلى وطنهم وهذه العودة تحتاج إلى إمكانيات”.
ويعيش نحو 5,5 مليون لاجئ سوري مسجلين في لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر، وفق الأمم المتحدة.