تخوف إسرائيلي من احتجاج فلسطيني ال48 على حرب غزة.. هل يتحرك الداخل؟
فيما يشهد قطاع غزة عدوانا إسرائيليا متواصلا، فإن أوساط الاحتلال تبدي تخوفها من انخراط فلسطينيي ال48 في الاحتجاجات التي قد تشهدها المدن الفلسطينية في الداخل، على غرار أحداث معركة سيف القدس 2021، وسط تقديرات إسرائيلية مفادها وجود جهات تسعى لتحريض فلسطينيي 48 لمنع تنظيم مسيرة الأعلام في القدس المحتلة.
إيتسيك سافان مراسل صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، زعم أن “أجهزة أمن الاحتلال رصدت 372 تدوينا على وسائل التواصل الاجتماعي، واعتقال 18 مشتبها بين فلسطينيي 48 لقيامهم بالتحريض على المقاومة، ويقود الجهود في هذا الشأن فريق خاص للتعامل مع التحريض، أقامه وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، زاعما أن هناك جهدا متزايدا من قبل الشرطة وأجهزة الأمن للحدّ من التحريض”.
وأضاف في تقرير، أن “الخطوة التالية للشرطة والقوى الأمنية تتمثل بالكشف عن التحريض على المقاومة في مواقع التواصل الاجتماعي قبل يوم القدس الخميس المقبل، وإمكانية انخراطهم في التصدي لمسيرة الأعلام التي ستقتحم القدس المحتلة، وتشير المعلومات الاستخباراتية إلى أن عناصر فلسطينية من قطاع غزة والأراضي المحتلة تحاول تحريض فلسطينيي48 للقيام بأعمال احتجاجات، لنشر أخبار معادية عن عدوان جيش الاحتلال في قطاع غزة”.
ونقل عن مسؤولي شرطة الاحتلال أن “وراء الكواليس جهد أمني وشرطي للحدّ من التحريض على المقاومة، والتعامل معها بين فلسطينيي ال48، وهي ظاهرة تحدث بكامل قوتها هذه الأيام، وآخذة في الازدياد، خاصة مع اقتراب مسيرة الأعلام ويوم القدس لدى المستوطنين اليهود”.
وكشف أن “الشرطة الاسرائيلية أجرت في الأيام الأخيرة تقييما بالتزامن مع العدوان الجاري على غزة، وسط تخوف من محاولة العناصر الفلسطينية إشعال النار في المنطقة، وجرّ فلسطينيي ال48 إلى التظاهرات والاحتجاجات، من خلال نشر أخبار معادية، والتحريض على المقاومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما يزيد من عمل عناصر الأمن باستمرار على شبكات التواصل، بزعم الحفاظ على الهدوء الأمني”.
وذكر أن “الفريق المكلف بهذه المهمة أنشأه بن غفير، ويعمل به ضباط شرطة ومدّعون عامون وجهاز الأمن العام (الشاباك)، بجانب عناصر من وزارة الأمن القومي والوحدات السيبرانية للشرطة، وبدأ عمله قبل شهر رمضان، ويؤدي دورا مهما في حقيقة أن أيام الجمعة في شهر رمضان مرّت دون توترات أمنية، من خلال رصده لأي حوادث غير مألوفة، وتعامله مع جميع المنشورات التي تحمل تحريضا على العنف، من خلال إشراف مباشر من الوزير وقائد الشرطة يعكوب شبتاي، بزعم استئصال التحريض على المقاومة”.
وكشف أن “أي منشور يتم رصده للاشتباه في أنه يحرض على العنف، تتم مراجعته من قبل مختلف وكالات التحقيق ومكتب المدعي العام، وقد رصد الفريق 372 منشورا، تبين أن 163 منها تحرض على المقاومة، وفتح 63 تحقيقا، واعتقال 18 ناشطا فلسطينيا، وتقديم 5 لوائح اتهام، فيما كشف مسؤول كبير في الشرطة أن الفريق يواجه عدة تحديات تفجيرية، منها يوم النكبة، ويوم القدس، ومسيرات الأعلام، وإحياء ذكرى معركة سيف القدس؛ لأنه في كل يوم من هذه الأيام ستحاول العناصر المعادية إشعال النار في المنطقة”.
لا تخفي محافل الاحتلال تخوفاتها من انخراط فلسطينيي48 في أعمال المقاومة، وإخراجهم للتظاهر أو مواجهة قوات الاحتلال، من خلال جهود يبذلها شبابهم وصحفيوهم، بهدف نقل صورة معادية تحريضية للجمهور الفلسطيني في الداخل المحتل، في ضوء التغذية الراجعة لدى أمن الاحتلال من تكرار مشاهد معركة سيف القدس 2021 حين انخرط فلسطينيو48 في مواجهات واسعة ضد المستوطنين؛ تضامنا مع أشقائهم في غزة.