معارك في الخرطوم ودول عربية وغربية تسابق الزمن لإجلاء رعاياها من السودان
بدأت عدد من دول العالم خطوات عملية لإجلاء رعاياها من السودان خلال الهدنة المعلنة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي بدأت أمس الجمعة رغم خرقها مجددا السبت من قبل طرفي الصراع.
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش العميد نبيل عبد الله إنه سيجري إجلاء البعثات الأجنبية خلال الساعات القادمة.
وأضاف، في بيان، أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين ستجلي دبلوماسييها ورعاياها بطائرات نقل عسكرية تتبع لقواتها المسلحة من الخرطوم، ويتوقع الشروع في ذلك فورا.
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت استعدادها لفتح جميع مطارات السودان أمام حركة الملاحة الجوية بشكل جزئي لتمكين الدول التي تريد إجلاء رعاياها من نقلهم بسلام.
وأضافت قوات الدعم السريع أن الخطوة تأتي تماشيا مع الهدنة الإنسانية التي أعلنتها لمدة 72 ساعة، والتي بدأت صباح أمس الجمعة، سعيا لتسهيل حركة المواطنين والمقيمين.
وأضافت أنها مستعدة للتعاون والتنسيق وتقديم كل التسهيلات التي تمكّن الجاليات والبعثات من مغادرة البلاد بأمان.
إجلاء عربي
في الأثناء، قالت وزارة الخارجية الأردنية إنها بدأت تنفيذ خطة لإجلاء المواطنين الأردنيين الموجودين في السودان، وفقا للوضع الأمني.
من جانب آخر، قالت وزارة الخارجية العراقية إنها تنسق مع عدد من الدول لإجلاء آمن للرعايا العراقيين في السودان.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد الصحاف، في تصريح للجزيرة، أن الوزارة أجرت اتصالات مع عدد من الدول الشقيقة، من دون ذكر للدول لأسباب قال إنها تتعلق بأمن الجالية العراقية التي يبلغ عددها نحو 300 شخص.
من جانبه، قال الجيش السوداني إنه تم إجلاء البعثة الدبلوماسية السعودية إلى مدينة بورتسودان برًا ومنها إلى جدة جوًا، وأضاف أنه سيتم في وقت لاحق تأمين إجلاء البعثة الأردنية إلى الأردن بالأسلوب نفسه.
إجلاء أجنبي
يأتي ذلك في وقت بدأت فيه عدة دول جهودا مكثفة لنقل رعاياها من السودان في ظل استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ أفادت وسائل إعلام كورية جنوبية بوصول طائرة نقل عسكرية كورية جنوبية إلى جيبوتي لإجلاء رعاياها من السودان.
وكانت صحيفة “غارديان” (The Guardian) البريطانية أفادت بأن قوات أميركية وبريطانية تُنقل بالقرب من السودان، وسط تكهنات متزايدة بأنها قد تشارك في نوع من الإجلاء أو إنقاذ الرعايا الغربيين المحاصرين في البلاد.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن بلاده جهزت طائرتين عسكريتين لإجلاء رعاياها ومواطنين من جنسيات أخرى عالقين في السودان.
وأضاف أن حكومته تنتظر حدوث هدنة فعلية توفر الشروط الأمنية الضرورية لهبوط الطائرتين في مطار الخرطوم.
وفي اليابان، غادرت طائرة نقل عسكرية نقل من طراز “سي- 130 جيه” (C-130J) تابعة لقوة الدفاع الذاتي الجوية اليابانية قاعدة كوماكي الجوية متوجهة إلى جيبوتي استعدادا لإجلاء المواطنين اليابانيين من السودان.
ورجح وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا إرسال طائرة نقل أخرى وطائرة تزود بالوقود للغرض نفسه. مضيفا أن 5 من “منسقي الاتصال” التابع لقوات الدفاع الذاتي توجهوا إلى جيبوتي على متن رحلة تجارية لجمع المعلومات وتحديد طرق الإجلاء وتفاصيل أخرى عن المهمة.
وكان مسؤول أوروبي تحدث لوكالة الأنباء الفرنسية عن محاولة تنسيق عملية إجلاء محتملة لمواطنيه من السودان، وأضاف أن الأوضاع الأمنية الحالية لا تساعد على المضي قدما في مثل هذه العملية التي تحتاج إلى وقف إطلاق نار لمدة 3 أيام.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يتابع التطورات عن كثب انتظارا للحظة المناسبة لبدء الإجلاء.
والأربعاء الماضي، تخلت ألمانيا عن محاولة لإجلاء مواطنيها من السودان، وفق أسبوعية “دير شبيغل” (Der Spiegel) الألمانية التي ذكرت أن 3 طائرات شحن عسكرية -قادرة على نقل نحو 150 مواطنا ألمانيا- كانت متجهة إلى السودان، لكن أوامر صدرت بأن تعود أدراجها.