تخوف إسرائيلي من تعزز فرضية الحرب الدينية مع الفلسطينيين
ما زال الإسرائيليون يتابعون بقلق تبعات ما حصل من أحداث أمنية متصاعدة على خلفية اعتداء شرطة الاحتلال على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى، مما منح رواية الفلسطينيين مصداقية حول تعمد الاحتلال إشعال حرب دينية؛ على خلفية تعمد استهداف المسجد الأقصى.
عامير رابابورت الخبير العسكري بمجلة “يسرائيل ديفينس”، أكد أن “أحداث الأسابيع الأخيرة، أوضحت للإسرائيليين أن لحركة حماس مصلحة واضحة بوضع نفسها “المدافع عن القدس” في المعركة الجارية على الساحة الداخلية الفلسطينية، وربما يوجد لجميع أعداء الاحتلال مصلحة مميزة بتحويل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من صراع قومي- إقليمي، وهو واحد من مئات الصراعات المماثلة حول العالم، إلى صراع ديني فريد، يثير الرأي العام، حتى بين بلدان الاتفاقيات التطبيعية، وبين فلسطينيي ال48، وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي”.
وأضاف، أن “الحرب الدينية سيئة لإسرائيل، لكنها وقعت في هذا الفخ، وأعينها مفتوحة، وهذا أمر مزعج لها أيضا، رغم أن من يتحدثون كثيرا عن هذه الحرب الدينية مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين، هم في الواقع المتحدثون الإسرائيليون، بمن فيهم أعضاء كنيست ووزراء ساخطون من الرتب الثانية والثالثة من السياسة الإسرائيلية”.
وأشار إلى أن “المخاوف الإسرائيلية من اندلاع هذه الحرب الدينية، تتزامن مع اندلاع موجة الهجمات المسلحة التي بدأت بالفعل بداية عام 2022، وهي آخذة في الازدياد مع سقوط 19 إسرائيليا منذ بداية العام الجاري، ويبدو أنها فترة طويلة من العمليات المسلحة، الكفيلة بأن تعيد إلى أذهان الإسرائيليين ما حصل من أيام شبيهة بالثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939)، وانتفاضة الحجارة (1987-1993) وانتفاضة الأقصى (2000-2005)”.
وأكد أن “الخطورة التي يواجهها الإسرائيليون بجانب التلويح بالحرب الدينية، تكمن في وقوع هجوم مسلح في أعقاب هجوم آخر، وهي هجمات ترتقي في مستوى تعقيدها وتنظيمها، مما يجعلنا أننا لم نعد أمام تهديد منفرد يهدف إلى قتل الإسرائيليين بشكل عفوي، وبدون تخطيط مسبق، بل إن الكابوس الإسرائيلي بات في طريقه للتحقق نحو “حرب متعددة المجالات”، عبر مواجهة مباشرة مع حماس في غزة، وحزب الله من لبنان، وفي نفس الوقت هجمات داخل إسرائيل من خلال فلسطينيي48”.
وأوضح أن “احتمال اندلاع جولة قتال عنيف تواجه فيها إسرائيل حماس وحزب الله في نفس الوقت، يمكن أن يتجسد في أي يوم، ومن شأنه أن يشعل نيرانا كثيفة، رغم محاولة إسرائيل تجنب ذلك بكل قوتها، لكن من المحتمل أن يتراجع ترددها تجاه الهجمات عليها على المدى القصير، ولذلك لا يزال الهواء ممتلئا بالبارود”.