تواصل القتال في السودان لليوم الثالث.. وقصف كثيف في الخرطوم
يتواصل القتال في العاصمة السودانية الخرطوم الاثنين، لليوم الثالث على التوالي بين الجيش وقوات الدعم السريع المسلحة مع سماع إطلاق نار ودوي انفجارات.
وتجدد القتال في ساعة مبكرة من فجر الاثنين، واستأنف الجيش الضربات الجوية على معسكرات قوات الدعم السريع في أم درمان وحي كافوري وفي شرق النيل، بعد انتهاء مهلة لوقف القتال مدتها ثلاث ساعات بدأت عند الرابعة من مساء الأحد، وذلك للسماح بعمليات الإجلاء الإنسانية التي اقترحتها الأمم المتحدة، لكن الاتفاق تم تجاهله إلى حد كبير بعد فترة وجيزة من الهدوء النسبي.
ومع حلول الليل وبعد انتهاء سريان مفعول اتفاق وقف القتال، أفاد السكان بوقوع قصف مدفعي وضربات جوية في كافوري بالخرطوم بحري التي توجد فيها قاعدة لقوات الدعم السريع.
وأظهر مقطع فيديو متداول وصول قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى مطار مدينة مروي الاستراتيجية بعد تحريره من سيطرة قوات الدعم السريع.
وأعلن الجيش، أمس الأحد، عن سيطرته على المطار والقاعدة الجوية الملحقة به شمال البلاد، مؤكدا أنه “يسيطر على الموقف تماما في مطار مروي”. إلا أن قوات الدعم السريع تصر على سيطرتها هناك، ونشرت تسجيلات الاثنين قالت إنه لعناصرها داخل المطار الاستراتيجي.
وقال بيان للجيش، إن اشتباكات محدودة جرت حول محيط القيادة العامة وسط الخرطوم، وإن قوات الدعم السريع تنشر قناصة على بعض البنايات لكن “يجري رصدها والتعامل معها”.
وفي وقت سابق من يوم الأحد، قال شهود وسكان لوكالة رويترز، إن الجيش شن ضربات جوية على ثكنات وقواعد تابعة لقوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم، وتمكن من تدمير معظم منشآتها.
وأضافوا أن الجيش استعاد السيطرة على جزء كبير من القصر الرئاسي بالخرطوم من قوات الدعم السريع بعد أن أعلن كل جانب السيطرة عليه إلى جانب منشآت مهمة أخرى في المدينة التي ظلت تشهد اشتباكات بالمدفعية الثقيلة والأسلحة النارية حتى يوم الأحد.
وقال شهود إن أفرادا من قوات الدعم السريع ظلوا داخل مطار الخرطوم الدولي الذي يحاصره الجيش ويحجم عن توجيه ضربات تجنبا لوقوع أضرار جسيمة.
لكن شهود وسكان قالوا إن هناك مشكلة تتمثل في وجود الآلاف من عناصر قوات الدعم السريع المدججين بالسلاح داخل أحياء الخرطوم ومدن أخرى، مع عدم وجود سلطة قادرة على السيطرة عليهم.
وأصدر جهاز المخابرات العامة الإثنين بيانا قال فيه، إن القوات المسلحة تسيطر تماما على جميع مقراتها ولا “صحة لما يتم تداوله بشأن استيلاء العدو على القيادة أو بيت الضيافة أو القصر الجمهوري”.
في المقابل، أصدرت قوات الدعم السريع في السودان فجر الاثنين، بيانا أعلنت فيه الاستيلاء على 200 دبابة وإسقاط ثلاث طائرات والسيطرة بشكل كامل على القصر الجمهوري.
في السياق، نفسه، نشرت قوات الدعم السريع تسجيل فيديو لاقتحام قواتها لما قالت إنه منزل عبد الفتاح البرهان في مقر القيادة لاعامة للقوات المسلحة في الخرطوم، دون أن يعلق الجيش على الفيديو حتى اللحظة.
ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات
ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات إلى 97 قتيلا وعدد كبير من الجرحى وفق ما أعلنت نقابة أطباء السودان الاثنين، دون أن تؤكد وزارة الصحة أو جهة رسمية سودانية هذه الأرقام.
وجاء في بيان للنقابة أن “ما لا يقل عن 97 شخصا قتلوا منذ اندلاع الاشتباكات في البلاد، السبت”، موضحا أن الحصيلة لا تشمل كل القتلى، إذ إن الكثيرين منهم لم ينقلوا إلى المستشفيات بسبب صعوبات التنقل.
وأضاف البيان أن “365 شخصا أصيبوا” أيضا.
وتبادل الجيش وقوات الدعم السريع، اتهامات ببدء كل منهما هجوما على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلا منهما، فيما وصف الجيش “الدعم السريع” بـ”المتمردة”، في خلاف بدأ بتحريك الأخيرة لقواتها نحو عدة مدن سودانية دون إذن من قيادة المؤسسة العسكرية.
وتوجت الاشتباكات شهورا من التوترات المتصاعدة بين الجيش وشريكه “قوات الدعم السريع” الذي تحول إلى خصم نتيجة الخلافات حول عملية دمج قوات الدعم بالجيش.
وكان التوتر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، استحال مواجهات عنيفة السبت، بعد تصعيد في الخلافات السياسية في الأسابيع الأخيرة.