أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودولي

تضارب في تصريحات مسؤولي السودان.. من أطلق الرصاصة الأولى في المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع؟

دخلت الأزمة في السودان صباح اليوم منعطفا بالغ الحساسية بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين جناحي المكون العسكري في السودان، الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وقد بدأت الأزمة الحالية بين القوتين في التصاعد يوم الخميس الماضي عندما أعلن الجيش السوداني إن تحركات قوات الدعم السريع، لا سيما في مدينة مروي، غير قانونية.

وما زال الغموض يلف ظروف اندلاع المواجهات صباح اليوم في العاصمة الخرطوم وفي عدد من مدن السودان.

وقد تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بالمبادرة بالقتال، وسط حالة الشحن والتعبئة التي انخرط فيها الطرفان منذ أيام.

 

رواية الجيش

وفي تصريح للجزيرة قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، إن قوات الدعم السريع هي من هاجم مقرات الجيش في بيت الضيافة، وهو مقر إقامة رئيس مجلس السيادة، وعبّر عن تفاجئه بمهاجمة الدعم السريع منزله في التاسعة صباحا (بتوقيت السودان).

وأضاف رئيس مجلس السيادة للجزيرة أن قوات الدعم السريع تحرشت بالجيش في منطقة المدينة الرياضية (جنوبي العاصمة الخرطوم)، وهي التي انطلقت منها شرارة اشتباكات اليوم.

وحسب رئيس مجلس السيادة في السودان، فإن قوات الدعم السريع تسللت إلى مطار الخرطوم عبر صالة الحج والعمرة، مشيرا إلى أنها أحرقت بعض الطائرات، وأضاف أن القوات المسلحة تعاملت مع عناصر الدعم السريع في المطار.

ومن جهته، قال الجيش السوداني إنه لم يبدأ بالعدوان، وما حدث أن قواته تعرضت للهجوم من قبل من وصفها بالقوات المتمردة، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

وقال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله لوكالة الصحافة الفرنسية “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان”. وأضاف أن “الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”.

رواية الدعم السريع

وبالمقابل، عبر قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي عن أسفه “للقتال مع أبناء شعبنا، لكن المجرم هو من أجبرنا على ذلك، القتال تم فرضه علينا بعد الاعتداء علينا وحصارنا، المعركة ستحسم خلال الأيام المقبلة”.

وأكد أن قواته لم تهاجم أحدا، و”قتالنا رد فعل على حصارنا والاعتداء علينا، وفوجئنا اليوم بقوات كبيرة حاصرت قواتنا في أرض المعسكرات، وأمورنا جيدة جدا ونسيطر على جميع المقرات”.

وأكد أن قوات الدعم السريع ليس لديها عداء مع الجيش، وعبر عن أسفه “للقتال مع أبناء شعبنا، لكن المجرم هو من أجبرنا على ذلك، القتال تم فرضه علينا بعد الاعتداء علينا وحصارنا، المعركة ستحسم خلال الأيام المقبلة”.

كما قالت قوات الدعم السريع في بيان إنها “تفاجأت صباح اليوم السبت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل الى مقر تواجد القوات (التابعة للدعم السريع) في أرض المعسكرات “سوبا” بالخرطوم وتضرب حصارا على القوات المتواجدة هناك ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة انواع الأسلحة”.

 

تطورات ما قبل المواجهة

وقد وصلت العلاقة بين جناحي المكون العسكري في السودان (الجيش، والدعم السريع) خلال الأيام الماضية إلى مستوى غير مسبوق من التوتر ينذر بمواجهة مباشرة، حيث حذر الجيش من أن البلاد تمر بـ”منعطف خطير” بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم ومدن رئيسية.

وقد طفت الخلافات بين الطرفين إلى السطح منذ أن بدأ الحديث عن دمج هذه القوات في جيش موحد.

ففي السادس من يونيو/حزيران 2021، أعلن حميدتي أن الحديث عن دمج قوات الدعم السريع في الجيش يمكن أن يفكك البلد، وقال إنه قوة كبيرة وليس كتيبة أو سرية.

وقد تطورت الخلافات إلى أن صرح حميدتي في مقابلة تلفزيونية في أغسطس/آب الماضي بأن إجراءات البرهان التي حل بموجبها مجلس السيادة في 2021 فشلت، وأن السودان أصبح بحال أسوأ.

وفي الخامس من ديسمبر/كانون أول الماضي، وبتوقيع الاتفاق الإطاري المؤسس للفترة الانتقالية، عاد الخلاف بقوة بين الطرفين في مسألة دمج قوات الدعم السريع.

وتأكد ذلك عندما انسحب ممثلو الجيش من ورشة الإصلاح الأمني والعسكري نهاية مارس/آذار الماضي، وقبل ساعات من جلستها الختامية، لعدم شمول توصياتها ضمن جدولة زمنية لعملية الدمج.

وفي الثاني عشر من الشهر الجاري، بدأت قوات الدعم السريع الانتشار في مناطق بالعاصمة الخرطوم وبعض المدن دون علم قيادة الجيش أو تنسيق معها، ما أثار حفيظة القوات المسلحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى