“فلنشعل قناديل صمودها”.. حملة أردنية ترمم مباني القدس وتدعم صمودها
انطلقت في العاصمة الأردنية عمان، حملة “فلنشعل قناديل صمودها” للعام الـ13 توالياً، نصرة وحبا في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك.
وتهدف الحملة إلى ترميم البيوت المهددة بالانهيار في البلدة القديمة بمدينة القدس؛ وتثبيت أهل البلدة، ومنع الاحتلال الإسرائيلي من الاستيلاء على منازلهم بحجة أنها غير مؤهلة للسكن.
ولدت فكرة البرنامج عام 2010، مع تصاعد الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى والقدس، والتي تُوّجت في تلك الفترة بمحاولات الاستيلاء على تلّة المغاربة الواقعة إلى الجنوب من المسجد، تزامناً مع تسارع وتيرة الاستيطان في محيط المدينة.
وفجّر ذلك، في حينه، حالة تضامنية واسعة تحت شعار “الأقصى مسؤوليتي”، لتبدأ ثلّة من المهندسين والنشطاء العاملين لصالح القضية الفلسطينية على الساحة الأردنية، التفكير بوسائل التحرّك العملي للدفاع عن القدس والأقصى، ومن هنا نشأ برنامج إعمار البلدة القديمة للقدس.
ومرّ البرنامج بعدّة أطوار، قبل أن يتكرّس كعنوان رئيس من عناوين الدعم الشعبي الأردني للقضية الفلسطينية.
المهندس شكيب عودة الله، مسؤول لجنة «مهندسون من أجل فلسطين والقدس» في نقابة المهندسين، قال، في تصريحات صحفية، إن المرحلة الأولى استكشافية، خاضتها اللجنة كتجربة تستكشف بواسطتها إمكانات التدخّل لدعم صمود المقدسيين، واستطاعت من خلالها ترميم مشروعين بكلفة تعادل حوالي 150 ألف دولار.
وبين أن المرحلة الثانية، في عام 2013، سُجّلت الولادة الفعلية للبرنامج؛ إذ تمّ إنجاز 13 مشروعاً للإعمار، تضمّ 14 وحدة سكنية، يقطنها 49 مقدسياً.
ويوضح أن الحملة تتّجه نحو أن تكون أكثر مؤسّسية، حيث تبلوَر جسمها الإداري من عددٍ من المهندسين والباحثين والمختصّين بالشأن المقدسي، وتمخّض ذلك على الأرض عن استراتيجية جديدة عُنيت بالعقارات التي تضمّ أكثر من وحدة سكنية، والتي يمكن ترميمها وتمكين المزيد من الفلسطينيين من السكن فيها.
وقال إن الحملة اهتمّت كذلك بالعقارات التي يعود زمن بنائها إلى العصور الإسلامية المملوكية والعثمانية، للحفاظ على الوجه الحضاري للبلدة القديمة.
وكشف أن المرحلتَين الخامسة والسادسة كسرتا حاجز المليون ونصف المليون دولار، مشيراً إلى أن جائحة كورونا أعاقتهم عام 2021، لكن في أعقاب ذلك تمكنت الحملة من الحفاظ على على حاجز المليون دولار.
وبين أن الحملة هذا العام تدخل مرحلتها العاشرة، في ظلّ تصاعد الأزمة الاقتصادية في الأردن، إلا أنها تمكّنت من من جمع 700 ألف دولار.
عضو الحملة المهندس رباح زلوم قال، في تصريحات، إن البرنامج في المراحل التسعة الماضية رمم 383 وحدة سكنية، بواقع 1947 شخصاً، مبيناً أن تكلفة المشروع وصلت إلى 8 مليون و646 ألف و82 دينار أردني.