وقفات غضب في البلدات العربية احتجاجا على إعدام الشهيد محمد العصيبي
نُظّمت مساء اليوم، الأحد، تظاهرت غاضبة في عدد من البلدات العربية، تنديدا بجريمة إعدام الشهيد محمد العصيبي (26 عاما) من قرية حورة في منطقة النقب، حيث جرى إعدامه على يد شرطة الاحتلال عند أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة.
وتزامنت التظاهرات الاحتجاجية مع تشييع الآلاف، مساء اليوم، الشهيد العصيبي، ومواراته الثرى في مقبرة “السقاطي” بالقرب من مفرق شوكت في النقب.
وجرت الوقفات في مدينة حيفا، ومدينة أم الفحم، ومدينة سخنين ومدينة الطيبة، وبلدة مجد الكروم، وعند مفرق نحف ومفرق البعينة نجيدات.
ورفع المشاركون في التظاهرات صور الشهيد العصيبي وصور المسجد الأقصى، وشعارات منددة بجرائم الاحتلال الرامية لردع الفلسطينيين وتفريغ المسجد الأقصى من المسلمين خلال شهر رمضان.
وقمعت الشرطة الإسرائيلية، مساء اليوم، المحتجين في حي الألمانية عند “ساحة الأسير” في حيفا، على جريمة إعدام الشهيد العصيبي. واعتدى عناصر الشرطة عن المتظاهرين الذين رفعوا العلم الفلسطيني ولافتات تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
واعتقلت الشرطة أربعة محتجين على الأقل خلال قمع التظاهرة في حيفا، فيما حاول المتظاهرون إغلاق شارع “بن غوريون” احتجاجا على جرائم الاحتلال وجريمة إعدام الشهيد العصيبي.
وأغلق المتظاهرون في أم الفحم شارع وادي عارة (65) لأداء صلاة الغائب على روح الشهيد العصيبي، علما بأن التظاهرة انطلقت من ساحة البلدية في المدينة سيرا على الأقدام إلى الشارع الرئيسي، وتعالت أصوات المشاركين بالهتافات، من ضمنها: “بالروح بالدم نفديك يا شهيد”.
كما رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية بالإضافة إلى شعارات مناهضة لسياسات جهاز شرطة الاحتلال التي يتبعها ضد الفلسطينيين في الداخل، وما وصفوه “بجريمة الإعدام الميدانية” التي أودت بحياة الشهيد العصيبي. وردد المتظاهرون الشعارات المناصرة للمسجد الأقصى والقدس المحتلة.
وعند مفرق نحف، رفع المشاركون اللافتات التي تؤكد على عروبة المسجد الأقصى والمنددة بجرائم الاحتلال والإعدام الميداني للشهيد العصيبي، إذ كتب على بعض اللافتات: “جسد الطبيب العصيبي مساحة مقدسة”، “عصابات الإجرام = شرطة الإجرام”، “القدس عربية”، “دم الشهيد العصيبي لن يذهب سدى”.
وعلى مفرق البعينة نجيدات، استنكر المتظاهرون جريمة الشرطة بحق الشهيد العصيبي، ورفعوا لافتات كتب على بعضها: “لن نترك الأقصى وحيدا”، “لست مخربا.. أريد الصلاة”، “إعدام ميداني… قتل بدم بارد”، “أنتم الإرهابيون وليس المصلون”، “الأقصى للمسلمين وليس لأوباش المستوطنين”.
وفي مجد الكروم، رفع المشاركون لافتات كتب على بعضها: “العصيبي.. شهيد القدس والأقصى”، “لن ترهبنا شرطة بن غفير”، “الخزي والعار لشرطة وجيش الاحتلال”، وندد المتظاهرون بجريمة الإعدام الميداني بحق الطبيبي الشاب، الشهيد العصيبي.
وفي سخنين، رفع المشاركون شعارات تؤكد وحدة الشعب الفلسطيني وتندّد بجرائم الاحتلال، إذ كتب على بعض اللافتات: “النقب ليس وحيدا”، “شرطة إجرام”، “كفى لقتل الأبرياء”، “شعبنا عصي على الكسر”.
وفي الطيبة، استنكر المتظاهرون جريمة الشرطة بحق الشهيد العصيبي، ورفعوا لافتات كتب على بعضها: “الاحتلال هو الإرهاب”، “قتل بدم بارد”، “الدم العربي مش رخيص”، “كل الخزي والعار لحكومة المجرمين”.
وفي بيان صدر عنها مساء اليوم، ادعت الشرطة أنه تم العثور على بقايا الحمض النووي للشهيد العصيبي على مسدس أحد عناصرها في موقع جريمة الإعدام الميداني الذي نفذ بحقه عند باب السلسة في القدس المحتلة، ووفق مزاعم الشرطة فإن الحمض النووي للشهيد وجد على أخمص وهيكل المسدس (المقبض وأجزاء الحركة).
وقالت الشرطة إن هذه النتائج خلص إليها معهد الطب الجنائي، وكررت شرطة الاحتلال مزاعمها بأن الشهيد حاول انتزاع المسدس من أحد عناصرها واستهداف “شرطيات في المكان”، وادعت أن عناصرها استهدفوا الشهيد لأنهم كانوا “في مواجهة خطر حقيقي على حياتهم”.
وكانت شرطة الاحتلال قد زعمت أن جريمة إعدام الطبيب الشاب العصيبي بالحرم القدسي لم يتم توثيقه بالكاميرات، رغم انه تم إحصاء 7 كاميرات مراقبة على الأقل في مكان استشهاد العصيبي في منطقة باب السلسلة، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة المثبتة على زي عناصر الأمن.
في سياق متصل، نقلت صحيفة “هآرتس” عن مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية أنه “من غير المنطقي عدم وجود توثيق للحادث”. وأضاف “ليس حقيقي عدم وجود كاميرات في باب السلسلة”. فيما صرّح قائد شرطة الاحتلال السابق في القدس، يائير يتسحاكي، بالقول: “لا أصدق أنه لا يوجد كاميرات مراقبة وثّقت الحادث، أنا بنفسي نصبت كاميرات في المنطقة خلال فترة عملي”.