غابت عنها صورة محمد مرسي.. جدل بشأن قائمة لصور رؤساء مصر بمبنى وزارة الخارجية
أثارت صورة متداولة عبر منصات التواصل في مصر جدلا واسعا، بعد أن تغيّب الرئيس الشهيد محمد مرسي عن قائمة لوحات تحمل صور رؤساء مصر السابقين على جدار بمقر وزارة الخارجية المصرية.
وجاء ذلك في جولة جمعت وزير خارجية الانقلابيين سامح شكري بوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في إطار سعيهما لتطبيع العلاقات بين البلدين، في قصر التحرير في العاصمة المصرية القاهرة السبت الفائت.
ونشر المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد مقطع فيديو -عبر حسابه في تويتر- حمل اسم “زيارة وزير خارجية تركيا إلى مصر”، بينما وثق جانبا من تفقد شكري وأوغلو لجوانب مختلفة من القصر.
وأظهر مقطع الفيديو جدارا يحمل صورا لـ6 من رؤساء مصر من بينهم “محمد نجيب، وعبد الناصر، والسادات، ومبارك، وعدلي منصور، وعبد الفتاح السيسي”، بينما لم تظهر صورة أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد (الشهيد محمد مرسي) بينهم.
غياب وجدل
واشتعل الجدل على منصات التواصل بسبب غياب صورة مرسي عن القائمة، حيث رأى ناشطون أنها تحمل رسالة ذات مغزى للأتراك، بعد سنوات من التوتر والفتور في العلاقات بين الجانبين.
ولم توضح الخارجية المصرية أسباب عدم وضع صورة الرئيس الراحل ضمن القائمة، على الرغم من إدراج موقع الرئاسة المصرية لمرسي ضمن تبويب يحمل اسم “الرؤساء السابقون”، أكد توليه الرئاسة من 30 يونيو/حزيران عام 2012 إلى الثالث من يوليو/تموز 2013.
وتساءل ناشطون ومدونون أيضا عن سبب عدم إدراج صورة صوفي أبو طالب في القائمة وقد كان تولى الرئاسة أياما عقب اغتيال السادات، بينما ظهر فيها الرئيس المؤقت عدلي منصور الذي اختير ليشغل منصب رئيس الجمهورية في يوليو/تموز عام 2013.
واستهجن مدونون تجاهل اسم وصورة أول رئيس مدني منتخب في مصر، بينما رأى آخرون في ذلك رسالة مهمة للوفد التركي.
تجاهل واستنكار
وقال المدون أنور وجدي -عبر حسابه على فيسبوك- إن تجاهل مرسي من صور الرؤساء المصريين ليس بالمزاج والهوى، وأضاف مستنكرًا “تاريخيا مرسي كان رئيس مصر، وعدم وضع صورته تصرف صبياني ويضعك تحت طائلة اللغو والامتعاض”.
ورأى الصحفي ماجد عاطف أن خطوة تجاهل صورة مرسي من الرؤساء “خائبة جدا”، وتابع قائلًا “محمد مرسي كان رئيس مصر، كان جيدا أم لا، هذا موضوع آخر، لكن تاريخيا هو رئيس شرعي وعدم وضع صورته تصرّف وضيع”.
أما الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة فقد كتب “وزير خارجية تركيا أمام صور رؤساء مصر التي خلت من صورة (مرسي) رحمه الله. شَمِت الصغار وحَزِن الأحرار. من قال إن تاريخ الأمم يُقرَأ من خلال الصور والتماثيل؟ في تاريخنا عظماء بلا حصر؛ لا نعرف أشكالهم، وفيه من ملأت صورهم وتماثيلهم الساحات، لكنها لم تغيّر مكانهم في الكتب أو في القلوب”.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد هنيد “بالعكس يا شباب فالصورة بليغة جدا: العسكر عرضوا فقط صور الانقلابيين وكانوا أوفياء للعقل العسكري، وهو منطق يستثني طبعا كل أثر ديمقراطي قد يشوّه الصورة ومسيرة الاستبداد. خيرا فعلوا بإزاحة صورة محمد مرسي رحمه الله”.
يذكر أن زيارة جاويش أوغلو للقاهرة تأتي في سياق سعي الجانبين المصري والتركي لتطبيع العلاقات بين البلدين، وبدء مرحلة جديدة من التعاون بعد، فضلًا عن المضي قدمًا نحو إعادة تبادل السفراء خلال المرحلة القادمة.