استهداف النقب.. إسرائيل تصعّد.. وناشطون يدعون للاحتجاج
يتعرض النقب لهجمة شرسة من السلطات الإسرائيلية على مدار عقود، وفقط خلال الأسابيع الأخيرة تم توزيع أكثر من 650 أمر هدم وإخلاء في النقب، إضافة إلى هدم عشرات المنازل.
وارتفعت وتيرة هدم المنازل وتجريف الأراضي في النقب خلال السنوات الأخيرة، وخصوصا في العامين الماضي والجاري، بشكل كبير وملحوظ، حيث هدمت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة آلاف المنازل في النقب بالإضافة إلى تحريش وتجريف آلاف الدونمات من الأراضي لأهالي النقب.
وقال الناشط رائد أبو القيعان من قرية أم الحيران، إنه “لا يوجد الكثير من الحلول أمام المواطن من النقب في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها النقب، من هدم وتدمير من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ولا سيما هذه الحكومة الحالية، التي تستهدف كل شيء، المسكن، والزراعة، والمحاصيل، والمواشي، وهذا لا يقتصر فقط على البلدات غير المعترف بها إنما كل البلدات في النقب يشمل المعترف بها، وكل ذلك من أجل تضييق الخناق على أهالي النقب وتشريدهم من وطنهم وبلداتهم”.
وأضاف أنه “لا يوجد الكثير من الخيارات أمام المواطن النقباوي، أقوى طريقة لمواجهة هذه الهجمة هي الصمود في قرانا وأرضنا وفي كل زاوية من النقب، الصمود والنضال الشعبي وتنظيم المظاهرات والاحتجاج هام، وذلك من أجل إعادة حقوقنا المسلوبة منا”.
ديمقراطية لليهود فقط
وأشار أبو القيعان إلى أنه “لا يمكن أن تكون دولة في العالم تدعي الديمقراطية والمساواة بشعاراتها، أما أرض الواقع بعيدة كل البعد عن ذلك، هذه المؤسسة تدعي تطوير النقب وذلك فقط بالبلدات اليهودية وعلى أنقاض قرى وبلدات عربية، من موقعنا نقول لهم لا وألف لا. يجب أن نخطط ونطور البلدات في النقب على اختلاف جوانب الحياة؛ الصحة، التربية والتعليم، البنى التحتية، والاعتراف بالقرى غير المعترف بها، وذلك من أجل إشفاء النقب، ولا يمكن لحكومة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير أن تستفرد بالنقب وتحقق مرادها الذي يهدف إلى تهجيرنا”.
وشدد أبو القيعان على “الحاجة الضرورية لأن يكون العمل وحدويا في النقب، يشمل العمل الشعبي والحقوقي والبرلماني والسلطات المحلية والجهات الشعبية والشبابية الناشطة، بالإضافة إلى النضال الإعلامي والسياسي، وكشف الصورة الحقيقية لهذه الدولة التي تزعم الديمقراطية أمام العالم، هناك أهمية كبرى للإعلام العربي والعالمي من أجل إظهار قضية النقب وكل ما يتعرض له من سياسات عنصرية، لأن ما يحصل في النقب تخطى الحدود”.
ووجه أبو القيعان لأهالي النقب، رسالة مفادها أن “وحدة الصف في النقب بالوقت الحالي ضرورية وهامة، يجب أن نكون على قلب رجل واحد، من أجل مستقبل أبنائنا بالصحة والتعليم والعمل والصناعة”.
وقالت الناشطة، هُدى أبو عبيّد من بلدة اللقية في النقب إنه “في ظل ما يتعرض له النقب من هجمة شرسة، لإيقاف كل هذا يجب أن يتم الاعتراف بالقرى غير المعترف بها ووقف فوري للهدم”.
وأضافت أن “هذه القرارات لا تولد بيوم وليلة، وإذا عدنا للخلف عدة سنوات نرى أن بسبب الضغط الذي شكله أهالي النقب، تم تغيير الخطة من جمع كل البدو مدينة عربية واحدة وهي تل السبع، إلى الاعتراف بـ19 قرية عربية في النقب، وهذا بسبب الضغط الذي شكله أهالي النقب، ورهط تُعد أكبر مدينة عربية في البلاد، والاعتراف بهذه القرى غير كاف أبدًا، لكن بسبب صمود أهالي النقب بمنازلهم وقراهم جعل السلطات الإسرائيلية تعترف بـ19 قرية، وهذا يعد إنجازا لأهالي النقب الذين تكبدوا خسائر كبيرة جدًا”.
ووجهت أبو عبيّد للفتيات والأهالي في النقب رسالة قالت فيها إن “السكوت وعدم إسماع صوتنا في ظل ما يتعرض له النقب، يوّسع وتيرة الهدم في النقب، لذلك من المهم والواجب علينا إسماع صوتنا والمشاركة في الاحتجاجات التي تنظم، لأنه في الأسابيع الأخيرة نرى هجمة شرسة من الحكومة العنصرية تجاه العرب، ونرى تصعيدا على المواطنين في النقب، من هدم واعتقالات وترهيب بالإضافة إلى مئات أوامر الإخلاء والهدم، لذلك من المهم على الجميع المشاركة في النضال وخاصة الأشخاص الذين تلقوا أوامر هدم، والسكوت عن ذلك يعطي الضوء الأخضر لتنفيذ هدم بيوتنا وتهجيرنا منها، لذلك من المهم الاحتجاج على ذلك”.
ونوّهت إلى أن “الحكومة الحالية تستهدف النقب بشكل كبير جدًا، وأوامر الهدم خلال الأسابيع الأخيرة وصلت المئات، هذا لا يعقل وهذه الحكومة تستهدف أهالي النقب بشكل كبير جدا”.
تصعيد وتيرة الهدم
وقال المحامي والنالشط الحقوقي، مروان أبو فريح من رهط إن “ما يحصل في النقب ليس جديدا، إنما هذا مستمر على مدار سنوات، والذي يحصل خلال الفترة الأخيرة هو تصعيد وتيرة الهدم والضغط على الأهالي في القرى غير المعترف بها، ليتم تركهم دون أي مأوى وبيت ودون حلول أيضًا، تُهدم المساكن بالجرافات وكأن مجزرة تحصل في النقب، نحن نصر على التمسك والصمود وسنبني كل بيت يهدم إن شاء الله”.
ولفت أبو فريح إلى أنه “في ظل الهجمة الشرسة والمتصاعدة من الحكومة الإسرائيلية نرى أن الحل أمام أهالي النقب هو الوحدة، وحدة أهالي النقب في ظل هذه الهجمة الشرسة ضرورية، بالإضافة إلى التوجه إلى رؤساء السلطات المحلية والجمعيات الفاعلة وأعضاء الكنيست ووضع خطة لمواجهة هذه الهجمة، لأن ما يحصل بحاجة لوضع خطة مفصلة ليس فقط الاعتماد على المظاهرات رغم تأثيرها الكبير، ولكن هناك حاجة للتخطيط ووضع برنامج مستقبلي بالتوازي مع المظاهرات”.
نهج واحد بأساليب مختلفة
وحول الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، أوضح أبو فريح أن “كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ بن غوريون وحتى بنيامين نتنياهو ذات النهج، لكن الأساليب والمسميات تختلف، لكن ما حدث منذ هبة الكرامة وقضية سعوة بالنقب واستلام وحدة الدوائر الخضراء، يعتبر تغييرا جذريا من الحكومة تجاه أهالي النقب، نرى الأساليب تختلف ويتم تصوير أهالي النقب على أنهم خارجون عن القانون وأنهم أبناء لم شمل وفلسطينيين، وكأننا لم نكن فلسطينيين، ومن خلال هذا إعطاء شرعية ‘للشاباك‘ والأذرع الأمنية، لإسكات الناشطين وعرب النقب، إن الحكومة الحالية تختلف بأساليبها لكنها ذات النهج منذ الحكم العسكري وحتى اليوم”.
وختتم قائلا إنه “من المهم أن يتوجه أهالي النقب لأخذ الاستشارة من المختصين، قبل وبعد أي عملية هدم، وضرورة الوقوف إلى جانب من تهدم مساكنهم ونبني هذه المساكن يدًا بيد”.
اعتقالات بالآلاف
وبدوره، قال الناشط السياسي رأفت أبو عايش من النقب، إن “النقب يتعرض لهجمة شرسة كذلك مسافر يطا ومختلف المناطق الفلسطينية التي لا يزال بها نزاع على الأرض، نرى أن الحل أمام هذه الهجمات الشرسة وهذا ما أثبت على مدار السنوات السابقة، أن النضال الشعبي هو الذي من الممكن أن يضع حدًا أمام سلطات الاحتلال، بالرغم من أن هذه السلطات تحاول طوال الوقت أن تطور أدوتها بشكل مستمر على مدار السنوات، من أجل قمع الشباب بشكل كبير، وحقيقةً هذا ما نراه اليوم على أرض الواقع، إن التواجد الشرطي بالشوارع في النقب يزداد، والاعتقالات التي تصل إلى الآلاف سنويًا، بعد هبة الكرامة”.
وأوضح أبو عايش أننا “لا نعول في ظل كل يحصل على العمل البرلماني ولا حتى على المحاكم الاسرائيلية، النقاش الداخلي في الشارع الإسرائيلي حول المحكمة، لكن في المحصلة نحن نعلم أن المحاكم الاسرائيلية هي أداة لسلب أهالي النقب الملكية عن أراضيهم، إذ أننا نعول على العمل والنضال الشعبي”.
وأشار أبو عايش إلى أنه “بكل ما يتعلق بقضية الأرض، كل سياسي إسرائيلي يرى في هدم المنازل وتدمير العيش للعرب دعاية انتخابية، كما يرى في قصف غزة تمامًا، وهذا ينطبق على اليسار واليمين، وفي نهاية المطاف من أحتل فلسطين ليس اليمين، فالعقلية الصهيونية التي تهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين هي السائدة بمختلف المسميات بين يمين ويسار”.
المصدر: عرب 48