أربع دول عربية وإسلامية تحت مجهر التطبيع
الإعلامي أحمد حازم
في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، تحدّث وزير خارجية إسرائيل إيلي كوهين، في مقابلة مع قناة “i24NEWS” العبرية عن إمكانية عقد اتفاقيات سلام جديدة مع دول عربية وإسلامية خلال الفترة القريبة والانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، وستكون هناك بعض الأخبار حسب قوله.
وفي السابع من هذا الشهر، ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم”، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تجري حاليا اتصالات مع أربع دول عربية وإسلامية، (موريتانيا، الصومال، النيجر وإندونيسيا) بهدف التطبيع مع إسرائيل وضم هذه الدول إلى “اتفاقيات أبراهام”. ويبدو أن “بعض الأخبار” التي تحدث عنها كوهين في المقابلة قد حصلت بسرعة.
من الطبيعي أن يكون لأمريكا “قرص في كل عرس”. فقد ذكرت الصحيفة نفسها، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، ومستشار الأمن القومي جيل سوليفان، والمبعوث عاموس هوكشتاين، يشرفون على هذه الاتصالات من خلف الكواليس التي بشارك فيها أيضا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. فهل ينجح هوكشتاين في جلب هذه الدول الأربع إلى حظيرة اتفاقات أبراهام كما نجح في جلب الدولة اللبنانية للتوقيع على اتفاقية استخراج الغاز من البحر مع إسرائيل؟
كوهين، يستغل كل علاقاته من أجل تدجين هذه الدول (وغيرها) في اتفاقات الذل مع إسرائيل والتي يسمونها التطبيع. ولذلك سارع للقاء مع وزيرة خارجية ألمانيا وطلب منها بشكل رسمي أن تستخدم ألمانيا علاقاتها من أجل دفع الاتصالات بين إسرائيل وبين موريتانيا والنيجر. وبالرغم من أن الاتصالات بين إسرائيل وموريتانيا متقدمة جدا حسب قول الصحيفة، وتكاد تكون منتهية، إلا أن كوهين أصر على توسيط ألمانيا في الموضوع.
الأمر المضحك، أن حكومة موريتانيا نفت في الثالث عشر من الشهر الحالي، عزمها التطبيع مع إسرائيل أو وجود اتصالات لإقامة علاقات معها. فقد قال الناطق الرسمي للحكومة الموريتانية، النافي ولد أشروقة، في مؤتمر صحفي بالعاصمة نواكشوط: “ليست لدينا علاقات مع إسرائيل، ولا تربطنا أي اتصالات بها”.
وفيما يتعلق بالصومال، فإن إسرائيل تبحث دائما عن مصالحها في كل علاقة تقيمها مع دولة ما. فما هو الهدف الإسرائيلي يا ترى من وراء إقامة علاقات مع الصومال البلد الذي يعتبر من أكثر الدول فقرا في العالم؟ من الطبيعي وجود مصالح لإسرائيل وفي مقدمتها الموقع الإستراتيجي للصومال بين خليج عدن والمحيط الهندي ومدخل البحر الأحمر، علمًا بأن الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، كان قد عبر خلال السنة الأخيرة عن اهتمامه بعلاقات مع إسرائيل.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع النيجر، فقد تحدثت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن وجود مصلحتين إسرائيليتين. الأولى، هي أن النيجر مزودة كبرى لليورانيوم، وإقامة علاقات معها من شأنه أن يمنع النيجر من بيع هذه المادة لدول أسمتها الصحيفة معادية لإسرائيل. والمصلحة الثانية تتعلق، بحسب الصحيفة، بتقليص تصويت النيجر ضد إسرائيل في الهيئات الدولية.
الغريب في الأمر أن الصحيفة لم تتحدث بالتفصيل عن علاقات مع اندونيسيا كما تحدثت عن الدول الثلاثة الأخرى، لكن الصحيفة أشارت إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي كوهين يحاول إقامة بداية لعلاقات مع إندونيسيا، مما يعني عدم مصداقية كوهين فيما يتعلق بالتطبيع مع هذه الدولة الإسلامية. ودليل آخر على كذب كوهين نفي حكومة موريتانيا إقامة اتصالات مع إسرائيل. حكومة نتنياهو هي ليست حكومة يمينية متطرفة فقط، بل هي حكومة الكذب والدجل والخداع أيضًا.