أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتمحلياتومضات

إهمال وتهميش التعليم في المجتمع الفلسطيني في الداخل.. هل من حل ؟

عقد اليوم، السبت، مؤتمر التربية والتعليم الخامس في المركز الجماهيري بمدينة رهط، تحت عنوان “التعليم العربي في النقب واقع وتحديات ونظرة مستقبلية”.

وجاء المؤتمر بتنظيم اللجنة القطرية للجان أولياء أمور الطلاب العرب، بالإضافة إلى كلية النورس وجمعية البيرق بالتعاون مع بلدية رهط.

وتولى عرافة المؤتمر الناشطة الاجتماعية والمتحدثة باسم لجنة أولياء أمور الطلاب، أسمهان جبالي.

واستهل الحديث في المؤتمر رئيس بلدية رهط، عطا أبو مديغم، حيث قال إن “هناك حاجة وضرورة للعمل على تحسين جودة التعليم العربي من خلال تظافر الجهود، ودعم جهاز التربية والتعليم في كل مكان، من أجل الارتقاء بالمجتمع العربي والتعليم به الذي يعد عامودا أساسيا للمجتمع”.

 

وفي كلمته، قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، إنه “في ظل التربية والتعليم في المجتمع العربي، من المهم التطرق إلى التنظيم المجتمعي العام، وتنظيم مجالات العمل المختلفة من أجل الصعود بالمجتمع العربي إلى مكان أفضل، لذلك التخصص مهم جدًا من أجل المجتمع مع وضع رؤية وخطط للمستقبل، من أجل التعليم وأخذ مجتمعنا إلى مكان أفضل”.

وشدد رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، د. شرف حسّان، في كلمته على ضرورة العمل وتسليط الضوء على النقب وقراه وبلداته، وخصوصا في ظل الإهمال الذي تمارسه السلطات الاسرائيلية بخصوص المجتمع العربي وأهالي النقب بالتحديد، لذلك من المهم العمل وتظافر الجهود حتى نرتقي بالمجتمع.

وأوضح أن “فترة جائحة كورونا شكلت ضربة قوية للتعليم في المجتمع العربي، إذ كان إهمال كبير من قبل الوزارة تجاه التعليم في المجتمع العربي، وقد قدمنا العديد من الالتماسات ضد خطوات وإهمال الوزارة، رغم أن المحكمة لم تنصفنا لكن التوجه للقضاء كان بمثابة نوع من الضغط على الوزارة”.

 

ولفت حسان إلى أن “موضوع الهوية مهم أن يكون في المنهاج العربي، وخصوصا في ظل كل ما يعيشه المجتمع، وبالتالي يجب الحفاظ والتمسك بالهوية الفلسطينية في المناهج”.

وذكر رئيس اللجنة القطرية لأولياء أمور الطلاب، الأستاذ نديم مصري، أن “هناك بعض التحفظات على مدراء وبعض المدارس والسلطات المحلية، ومع ذلك هناك حاجة ضرورية للشراكة من قبل مختلف الجهات والمؤسسات القادرة على التأثير وتحسين جهاز التربية والتعليم العربي، بالإضافة إلى المساعدة والمساهمة في لجان أولياء أمور الطلاب، وخصوصا أنه حتى اللحظة هناك بعض البلدات العربية لا يوجد بها لجان أولياء أمور طلاب، لذلك من المهم أن يكون لجان في كل البلدات العربية من أجل تحسين المدارس العربية”.

وأكد أنه “من المهم أن يكون لجان أولياء أمور طلاب محلية في كل مدرسة، فهي تعمل على حل إشكاليات مختلفة في المدارس، ولها دور هام في تحسين جودة التعليم، وخصوصا في النقب هناك حاجة كبيرة لأن يكون في كل المدارس لجان أولياء أمور طلاب، خصوصا في كل ما يتعرض له النقب من إهمال من قبل السلطات الإسرائيلية، إذ أنه لا يعقل أننا في العام 2023 وهناك طلاب لا يتمكنون من الوصول إلى المدارس، هذا لا يعقل أبدًا، والأمر يزداد سوءًا في القرى مسلوبة الاعتراف، لذلك من المهم العمل والتكاتف بكل السبل والطرق من أجل تحسين التربية والتعليم والنهوض من أجل الارتقاء بالمجتمع إلى مكان أفضل”.

وأشارت أسمهان جبالي إلى أن هذه المرة كان المؤتمر في النقب وذلك لتسليط الضوء على النقب واحتياجاته، إذ أن الصعوبات والمشاكل المتواجدة في جهاز التربية والتعليم في النقب كثيرة وشائكة، إذ أنه حتى اللحظة يوجد صعوبات في النقب للوصول إلى المدارس، إذ لا يزال آلاف الطلاب مضربين في منطقة واحة الصحراء بسبب الصعوبات في التنقل ووصول الطلاب إلى المدارس.

 

وأضافت أنه “خلال المؤتمر تم طرح العديد من المشاكل التي نواجهها في جهاز التربية والتعليم وخصوصا في المجتمع العربي، ومنها ظاهرة التسرب من المدارس والعنف والنواقص في جهاز التربية والتعليم العربي، بالإضافة إلى إهمال السلطات الإسرائيلية لجهاز التربية والتعليم في المجتمع العربي”.

وتحدث بروفيسور جهاد الصانع خلال كلمته، عن ضرورة دمج التكنولوجيا بالتعليم، وذلك بسبب التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم من خلال الذكاء الاصطناعي، ودمج الذكاء الاصطناعي بالتربية والتعليم، بالإضافة إلى ضرورة تغيير طريقة التعليم ونمط التعليم الذي يتجه نحو الذكاء الاصطناعي.

واستطرد بالقول إنه “من غير الممكن أن يتم الحديث عن تحسين وضع التعليم العربي في ظل تعيين مدراء مدارس وفقًا للمحسوبيات، وذلك وسط تواطؤ السلطات المحلية ووزارة التربية والتعليم، إذ أن العمل بهذه الطريقة وتعيين مدراء مدارس غير أكفاء سيزيد من وضع التعليم العربي سوءًا، لذلك من المهم العمل على تعيين قانوني لمدراء المدارس وسط المعايير والشروط المطلوبة”.

وأظهر الصانع أن “نسبة النجاح في امتحانات البجروت في النقب تصل إلى 70% حسب النتائج، لكن على أرض الوقع ودون تزييف بالعلامات، النسبة الحقيقية لا تتخطى الـ10% وهذه كارثة كبرى للمجتمع، وهذا يأتي في ظل تقاعس وزارة التربية والتعليم بالتعيينات وخاصة التي تتعلق بتعيين مدراء المدارس”.

وقالت د. نسرين حداد حاج يحيى إن “نسبة 84% من طلاب صف الرابع في المجتمع العربي لا يتقنون اللغة العربية الأم بشكل جيد، وهذه مشكلة كبيرة جدًا، إذ تعود الأسباب إلى جودة المعلمين في المدارس العربية، والذين يعملون مع هؤلاء الطلاب، إذ أنهم أحد أهم الأسباب لأن يكون الطلاب حتى الصف الرابع ابتدائي دون إتقان كامل للغة الأم”.

وأوضحت أن “الطالب العربي مضطهد خلال كل المراحل التعليمية من جيل مبكر وحتى المراحل الثانوية، إذ أن الطالب اليهودي مقارنةً بالعربي يأخذ حقوقا أكثر بكثير من الطالب العربي، وهذا إضافة إلى التمييز الذي يمارس ضد الطالب العربي”.

وبيّنت د. حاج يحيى أن “20% من الطلاب العرب ما بين الصف العاشر وحتى الصف الثاني عشر، قاموا بتجربة المواد السامة، وهذا خلال النتائج خلال بحث أجري عام 2019، وهذه السنة سيكون بحث آخر ونتوقع أن النتيجة قد ارتفعت بشكل كبير جدًا”.

 

وفي سياق الفقر في النقب، قالت إن “الفقر بالمجتمع العربي بالنقب أعلى من مجمل المجتمع، إذ تصل نسبة الفقر في النقب إلى 68% وهذه نسبة عالية جدًا، فيما تصل نسبة الفقر في المجتمع العربي بشكل عام إلى 40%، وكل ذلك نتيجةً السياسات المتبعة ضد أهالي النقب، من إهمال السلطات الاسرائيلية، وهدم وتشريد أهالي النقب، بالإضافة إلى عدم الاعتراف بقرى في النقب وحرمان الآلاف من المواطنين في النقب من ميزانيات وحقوق”.

ونوهت إلى أن “نسبة الهدم خلال السنوات الأخيرة مرتفعة جدًا في النقب، ومن المتوقع أن تزداد أكثر في ظل الحكومة الحالية التي تستهدف أهالي النقب بشكل كبير، وهذا سيؤدي إلى مشاكل أصعب وأكبر في جهاز التربية والتعليم بالنقب”.

وأشارت إلى أنه في ظل كل الإهمال الذي يتعرض له أهالي النقب وجهاز التربية والتعليم في النقب، 45% من الشباب في النقب بين جيل 19 وحتى 24 عاما دون إطار، الأمر الذي يعرضهم أكثر للانزلاق إلى عصابات الإجرام”.

وختمت حاج يحيى بالقول إنه “رغم كل المعطيات المقلقة في النقب، لكن هناك أمل بتحسين النقب، وإحداث التغيير عن طريق السلطات المحلية العربية، ومنظمات المجتمع المدني”.

وتحدث د. عبد الله خطيب عن مستقبل العمل في ظل التطور التكنولوجي، قائلا إن “المستقبل الذي يعيشه الآباء مختلف عن المستقبل الذي يعيشه الأبناء، إذ ان مجال العمل المستقبلي يختلف كليًّا عن مجال العمل الحالي والذي عاشه الآباء، لذلك هناك حاجة لمعرفة وظائف المستقبل المتعلقة بالتكنولوجيا وتوجيه الطلاب إليها”.

ولفت إلى أن مجال الطب اليوم يختلف عن مجال الطب قبل 30 عامًا، ومثال على ذلك عملية القسطرة التي كانت تُجرى قبل 30 عامًا، والتي كانت تحتاج ساعات طويلة لإجراء العملية اليوم تجرى خلال نصف ساعة، ومن الممكن أن يعود المريض إلى المنزل بذات اليوم، وهذا سببه التطور التكنولوجي الذي يغمر حياتنا لذلك من المهم ومتابعة ومواكبة التطور من أجل التعرف على وظائف المستقبل”.

 

وزاد بالقول إنه “قبل عدة سنوات كانت الإجرءات البنكية جميعها تحدث عن طريق التواجد بالبنك، لكن اليوم ما نراه مختلف إذ أن جميع الإجراءات البنكية تحدث عن طريق تطبيق في الهاتف المحمول، وهذا دليل على ضرورة مواكبة المستقبل العملي ويجب على الطلاب تعلم التطور وضرورة العمل والاندماج به”.

واستعرض خطيب مجموعة من الوظائف المهددة بالاندثار خلال السنوات القادمة، بالإضافة إلى الوظائف المطلوبة في سوق العمل المستقبلي، وأهمها التفكير التحليلي والابتكاري، وحل المشاكل المعقدة، الإبداع والمبادرة، بالإضافة إلى الذكاء العاطفي.

وتخلل المؤتمر طاولة مستديرة تحدث بها كل من مدير مركز “مساواة” الحقوقي، جعفر فرح، بالإضافة إلى مدير قسم التربية والتعليم سابقًا في بلدية رهط، د. علي الهزيل، بالإضافة إلى مدير جمعية “البيرق”، راشد وتد.

وفي ختام المؤتمر، جرى عرض فيلم يتحدث عن العنف والمجتمع العربي، يحمل اسم “آدم” للكاتبة والمؤلفة دعاء ذياب والمخرج وليد زيدان.

 

 

المصدر: عرب 48

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى