اتفاق إيراني سعودي في الصين حول استئناف العلاقات
أعلنت إيران والسعودية في تطور مفاجئ، اليوم الجمعة، استئناف العلاقات في بيان ثلاثي مع الصين، التي استضافت مباحثات سرية بين الطرفين اعتباراً من السادس من الشهر الحالي إلى العاشر منه.
وجاء في بيان ثلاثي صادر عن مباحثات بكين بين إيران والسعودية، أن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني وصل إلى بكين في السادس من الشهر الجاري لإجراء “مباحثات مضغوطة لأجل حل نهائي للقضايا بين طهران والرياض”.
ولفت إلى أنه صدر في ختام المباحثات، اليوم الجمعة، بيان ثلاثي في بكين، وقع عليه شمخاني عن الجانب الإيراني، وعضو مجلس وزراء ومستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان، وعضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني رئيس مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية وانغ يي.
ونص البيان على أن المباحثات الإيرانية السعودية في الصين جاءت بمبادرة من الرئيس الصيني شي جينغ بينغ، مشيراً إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية “إذ تقدر وتشكر جمهورية العراق وسلطنة عمان على استضافة مباحثات بين الطرفين خلال عامي 2021 ـ 2022، تقدم الشكر لجمهورية الصين قيادة وحكومة، على استضافة ودعم المباحثات المنجزة بين البلدين وجهودها في وصولها إلى النتيجة”.
ومن المقرّر أيضاً أن يلتقي وزراء خارجية إيران والسعودية لتنفيذ هذا القرار، والقيام بالتحضيرات اللازمة لتبادل السفراء.
كما أكد البلدان احترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر، والعمل على تنفيذ اتفاق التعاون الأمني السابق المبرم خلال عام 2001، فضلاً عن الاتفاق العام للتعاون الاقتصادي التجاري الثقافي المبرم عام 1998.
كما أكد البيان أن إيران والسعودية والصين تعلن إرادتها الحازمة لبذل كل الجهود لتعزيز السلام والأمن الإقليميين والدوليين.
وقال شمخاني، لوكالة “نور نيوز” المقربة من المجلس، إن زيارة الرئيس الإيراني للصين الشهر الماضي مهدت لمفاوضات جديدة وجدية بين طهران والرياض، مضيفاً أن المباحثات في بكين كانت “صريحة وشفافة وشاملة وبناءة”.
وأضاف شمخاني أن “إزالة سوء الفهم والنظر إلى المستقبل حول مستقبل العلاقات الإيرانية السعودية ستؤدي إلى توسيع الاستقرار والأمن الإقليميين وزيادة التعاون في الخليج والعالم الإسلامي”.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض عام 2016، بعد مهاجمة إيرانيين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد شرقي البلاد، على خلفية الاحتجاجات على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، إثر ذلك، أغلقت منظمة التعاون الإسلامي ممثلية إيران لدى المنظمة في جدة خلال إبريل/ نيسان 2017.
وكان الطرفان قد عقدا خمس جولات حوار في بغداد، لكنها لم تؤد إلى استئناف العلاقات. وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/ نيسان 2021 في بغداد، بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية وأطراف إقليمية أخرى بالنجاح بجمع الطرفين على طاولة واحدة.
وأفادت وكالة “نور نيوز” الإيرانية، في وقت سابق اليوم الجمعة، بأن شمخاني يجري منذ أيام “مباحثات مهمة للغاية في دولة أجنبية”، من دون الكشف عن طبيعة هذه المباحثات والطرف الآخر، وتسمية الدولة الأجنبية.
وأضافت الوكالة أنه قريباً سيعلن عن نتائج هذه المباحثات، التي قالت إنها ستؤدي إلى “تطورات لافتة للنظر”.