أخبار رئيسيةالقدس والأقصىومضات

“هدم المنازل” على رأس اهتمامات المتطرف “بن غفير”

منذ النكبة الفلسطينية عام 1948، تمارس سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسة عنصرية ممنهجة من أجل تهجير الفلسطينيين من منازلهم خاصة في مدينة القدس المحتلة؛ لتفريغها من سكانها الأصليين واستبدالهم بمستوطنين.

وتنذر سياسات الاحتلال وتصريحات وزير أمنها القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي طالب شرطة الاحتلال بتنفيذ عمليات هدم منازل فلسطينية في القدس المحتلة خلال شهر رمضان، بتفجر الأوضاع بحسب مختصين في شؤون القدس.

وهدمت جرافات الاحتلال صباح أمس، ثلاثة منازل لعائلة طوطح في حي وادي الجوز بمدينة القدس، تؤوي 18 فردًا، وذلك بذريعة البناء دون ترخيص.

فيما سلمت سلطات الاحتلال خلال شباط الماضي، نحو 36 إخطارًا بالهدم لمنشآت تجارية ومنازل، أبرزها في حي الصلعة ببلدة جبل المكبر، وأخطرت بهدم نحو 20 محلًا تجاريا، كما علقت أوامر هدم على بعض أبواب منازل أهالي بلدة العيساوية عقب اقتحامها، معلنة بذلك عن مجزرة جديدة في البلدة، حيث شملت القرارات 10 بنايات سكنية، تحتوي كل بناية من 2-10 شقق.

بن غفير، طالب بحسب ما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان” أمس، شرطة الاحتلال بتنفيذ عمليات هدم منازل فلسطينية بمدينة القدس المحتلة خلال شهر رمضان المقبل بزعم بنائها بدون تصاريح.

سياسة قمعية

وقال عضو هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس، أحمد الصفدي: “إن سياسة الاحتلال هدم المنازل قديمة جديدة تهدف من ورائها لإلغاء الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة لصالح المستوطنين”.

وبين الصفدي في تصريحات صحفية أن السياسة الإسرائيلية تتضح معالمها يومًا بعد الآخر في بلدتي سلوان والعيساوية وحي الشيخ جراح وجبل المكبر، مردفًا: “إن الاحتلال يرتكب مجزرة مستمرة بهدم بيوت المقدسيين”.

وحذر من خطورة سياسة الهدم ومصادرة أراضي المقدسيين وإجبارهم على هدمها ذاتيًا ومنعهم من البناء والحصول على التراخيص المطلوبة، ما ينذر بتفجر الأوضاع قبيل شهر رمضان المبارك.

ونبه الصفدي إلى أن عمليات الهدم لا تقتصر على منازل المقدسيين بل طالت المؤسسات والمدارس الفلسطينية والتي كان آخرها قرار بلدية الاحتلال الصادر في منتصف الشهر الماضي، والقاضي بتفريغ مدرسة القادسية من أجل السيطرة عليها، بعد دمج طالباتها بمدرستي المولوية والعمرية.

وتوقع تصاعد وتيرة هدم المنازل خلال الأيام والأشهر القادمة في ظل الدعم المستمر من قبل حكومة نتنياهو المتطرفة، والداعية لهدم المنازل وتهجير المقدسيين وتضييق الخناق عليهم، مؤكدًا أن الأهالي لن يتخلوا عن منازلهم وسيتصدون لتلك السياسات.

وأضاف أن “سياسات الهدم تذكرنا بأحداث النكبة وما تعرض له شعبنا من عمليات تهجير وطرد وهدم منازلهم وقراهم على أيدي العصابات الصهيونية عام 1948″، داعيًا لوقفة فلسطينية عاجلة من أجل التصدي لسياسات الاحتلال العنصرية.

ودمر الاحتلال عام 1948، أكثر من 500 قرية وبلدة فلسطينية، وقدر عدد المنازل المهدمة منذ ذلك الحين بنحو 170 ألف منزل، وفق إحصائيات رسمية.

عقاب جماعي

وتتخذ سلطات الاحتلال عدة أشكال ومبررات لهدم المنازل الفلسطينية، كالهدم بحجة عدم الحصول على تراخيص، أو لدواعٍ أمنية أو لوجود المنشأة في مناطق عسكرية، إلى جانب الهدم كسياسة عقاب جماعي بحسب المهتم بشؤون وقضايا القدس، يوسف النتشة.

وأكد النتشة في حديث معه أن بلدية الاحتلال تضع عوائق كثيرة أمام حصول المقدسيين على رخصة البناء من خلال الامتناع عن إقرار مخططات هيكلية للأحياء الفلسطينية، وفرض الضرائب الباهظة لدفعهم للهجرة القسرية خارج أسوار المدينة المقدسة.

وبين أن محاولات الاحتلال تلك تصب في صالح تقليل الوجود العربي بالقدس وزيادة أعداد المستوطنين، عبر سياسة هدم المنازل وإصدار قرارات جديدة وتنفيذ القديمة بموجب قوانين إسرائيلية عنصرية تخالف القانون الدولي والإنساني.

وقال: “إن الخطورة تكمن في أن ملفات الهدم المؤجلة في السابق يتم فتحها وتنفيذها بوتيرة سريعة”، مشيراً إلى أن أبرز المناطق المهددة بالهدم هي أحياء سلوان والشيخ جراح وجبل المكبر، ووادي الجوز لغرض إقامة مشاريع استيطانية جديدة والسماح بتمدد المستوطنات.

وهدمت سلطات الاحتلال، خلال شهر شباط/ فبراير الماضي (41) منشأة في محافظة القدس المحتلة، منها (13) منشأة هدمت ذاتيا، وتنفيذ (3) عمليات حفر وتجريف أراض، فيما سلمت نحو (36) إخطارًا بالهدم لعدد من المنشآت التجارية والمنازل، بحسب تقرير صادر عن محافظة القدس.

سياسة معلنة

وأكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، أن الاحتلال يتبع سياسة معلنة لهدم منازل المقدسيين والاستيلاء عليها من أجل إقامة مشاريعه العنصرية في المدينة المحتلة.

وحذر الهدمي في حديث معه من اشتعال المنطقة في شهر رمضان بسبب تصاعد سياسة الهدم الإسرائيلية، وتصريحات بن غفير الذي طالب شرطة الاحتلال بتنفيذ عمليات هدم منازل فلسطينية في القدس خلال شهر رمضان المقبل. وقال: إن عمليات وأوامر الهدم التي تنفذها سلطات الاحتلال تأتي بدعم ومساندة من وزراء حكومته المتطرفة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يتبع استراتيجية ممنهجة ومستمرة منذ 75 عامًا للانتقام من الفلسطينيين خاصة سكان مدينة القدس لمقاومتهم المستمرة ودفعهم للاستسلام والرضوخ للإملاءات الإسرائيلية.

وأضاف: أن المقدسيين لن يتركوا الاحتلال يتغول على منازلهم وينفذ مخططاته لهدم منازلهم وتهجيرهم منها، مؤكدًا أن الأوضاع ذاهبة نحو الانفجار في القدس وأحيائها بسبب عمليات الهدم المقرر تنفيذها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى